هل ترون هذه الإنسانية أقل قسوة
ولكن من يحاكم هؤلاء ؟!
زهير سالم*
قبل أشهر في أحد الأعياد في دولة أوربية متقدمة تركت أم شابة رضيعتها وحيدة في البيت وخرجت في إجازة ترفيهية مع أصدقائها لمدة أسبوع لتعود إلى بيتها وتصطدم أن الرضيعة ميتة ...
ومباشرة أعلن المجتمع المتحضر عن صدمته ، تبارى كتاب الأعمدة في الصحف الكبرى في استعراض مهاراتهم البلاغية ضد الأم القاسية أو المجرمة وتعاطفا مع الرضيعة المسكينة . الشرطة المحلية نظمت ضبطا اعتبرت الواقعة جريمة قتل وأوقفت الأم المتوحشة في زنزانة وحولتها إلى المحكمة ..
عبرت الأم باكية عن أسفها بالطريقة نفسها التي يعبر فيها بان كيمون والمنظمات الإنسانية عن أسفهم عما يجري على الشعب السوري : عن حالة أطفال يقتلهم بشار الأسد بالقصف والردم والتجويع والبرد . االإنسانية أم تدير ظهرها تلبية لنزوة أو لنزوات
هل ترونها أقل قسوة من أم مراهقة مهووسة ..
وإن لم ؛ فمن ومتى وكيف .. يحاكم هؤلاء ؟!
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية