إخواننا "سلفيون" وإخوان نصرة للحق وأهل الشام
كلمة حق على المكشوف
إخواننا "سلفيون" وإخوان نصرة للحق وأهل الشام
عبد الله المنصور الشافعي
دعوت وأكرر دعائي إلى مشايخ الأمة عامة و"السلفية" خاصة : ارفعوا الخلاف العقدي فأنه أصل كل الخلافات ومبعثها ، ليراجع علماء السلفية المنهج الذي لم يقدم للأمة حتى اليوم غير الشقاق والخلاف وليتأملوا سياسة أهل التقية والفجور في ايران ليكُفَّ علماء "السلفية" عن دعوى تجريد التوحيد فإن المسلمين موحّدون أهل سنة وجماعة ومنهم الأشاعرة وصوفية و"سلفية" لتكف "السلفية" عن منهج الطعن والاستعلاء والجزم في عقيدة الاستواء. كما ليراجع الإخوان المسلمون منهجهم في مواقفهم الرديئة والغير شرعية من الشيعة وليكفوا عن تقديم المصلحة السياسية على الشرعية وليعملوا بقوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وقد علم الله تعالى وعلَّم أن من فاسد العمل الإصلاح بالرياء بعيدا عن المبادئ والثوابت (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) وإنما ظنوا أنهم إن أتوا هؤلاء بما يحبون وتقربوا إلى أولائك بما يرضون ألّفوا بين أولاء وهؤلاء بالنفاق والرياء والشيعة كفار كفار كفار بل أكفر من اليهود والنصارى وما على الإخوان وحماس من بأس من مصانعة اسرائيل فتالله لهي أهون شرا من مصانعتهم ايران ومن كان هذا سبيله لن ينصره الله ولن يوفقه أبدا وأيضا على الإخوان تغيير الكثير من طرق تواصلهم وتعاملهم مع أنفسهم وسبل اختيار قادتهم ثم في تعاملهم وتواصلهم مع الآخرين
كتب المؤرخ المجاهد المسلم السني التركي أيوب صبري باشا في كتابه مرآة الحرمين ترجمة لما بلغه من مذكرات "المستر همفر" الجاسوس البريطاني الشهير وذلك في عام 1888 قبل وفاته بعامين [ولست هنا في صدد التعرض لما ورد في المذكرات بخصوص محمد بن عبد الوهاب ولا في صدد الجواب عما يدعيه أنصاره ومنها بطلان تلك المذكرات بحجة واهية بليدة من أن الشيعة هم من كتبها ونشرها ! فهذا أمر ليس يعنيني ولا ينبني عليه فائدة جمة اليوم وإن كان للشيخ محمد ربما العذر في العمل مع همفر تلك الأيام أو لم يكن فالقصد هنا ذكر ما فيه نفعنا] فمن المفيد لنا اليوم في مذكرات همفر هذه التنبيه لتوصية وزارة المستعمرات البريطانية والتي كانت أقوى وزارة في العالم بحيث تضاهي وزارة خارجية أمريكا أيام ريغان وبوش لعملائها بعد أن أفصحت عن مقصدها في رغبتها بهدم صرح الإسلام جملة واحدة بعد أن فشلت الحملات الصليبية في ذلك وعزت الوزارة السبب في فشل تلك الحملات إلى أمرين الأول أن الغزو الصليبي كان معتمدا على القوة العسكرية فحسب وأنه كان يفتقر إلى التخطيط والخطط المدروسة التي تحتاج إلى نفس طويل وصبر وتراخي وإعطاء الزمن حقه وقدرت لذلك مدة مئة عام -وآه آه هنا من أولائك الذين يستعجلون وقد قال علماؤنا من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه- ولهذا فقد عملت وزارة الاستعمار على إضعاف الخلافة الإسلامية بواسطة انتهاج سياسة فرق تسد ولهذا الهدف نصحت الوزارة بالعمل على التغلغل الفكري للمستشرقين في معتقدات المسلمين وإثارة النعرات المذهبية حتى تصير المذاهب المتبعة الأربعة مثلا أديانا أربعة متناحرة وذلك لهدم الوحدة والتآخي بين المسلمين ولا يكون هذا بمثل التكفير للغير كما أوصت الوزارة مستشرقيها بالعمل الدؤوب على إعادة إحياء عداوات العرب والمذاهب الخالية وتضخيم الخلافات وجعلها كلها خلافات عقدية حتى في أصغر المسائل ونشر البدع الميتة وإحيائها والتي تجعل من أتباعها يحكمون في كل مرة على خصومهم بالكفر وللعلم فقد كفّر بعض السلفية الجهادية الشيخ عبد الله عزام رحمه الله قبل مقتله بسبب مسألة رفع الصوت بالتأمين عقب قراءة الفاتحة ! كل ذلك لإثارة الفتن والتناحر بين المسلمين وقد علق على هذا كله وزير المستعمرات البريطاني عام 1712 : "كيف تتخيلون أن تحكم أمة صغيرة مثل بريطانيا أمة كبيرة كالهند بغير هذه الطريقة ؟" ومن المعلوم أن بريطانيا حكمت الهند وكانت إذ ذاك نحوا من 300 مليون إنسان ببضعة عشرات الآلاف من الغزاة البريطانيين وذلك عن طريق إثارة الخلافات الدينية والنعرات الطائفية والدعوات القومية ... الخ .
من المعلوم القطعي أن سلفية اليوم لا يتبعون السلف الصالح في مذهبهم بل إن مذهبهم يتبع للشيخ ابن تيمية في العقيدة ويكفي في الدلالة على ذلك مقارنة نقولهم واستشهاداتهم بقول ابن تيمية وحده بالمقارنة مع آلاف علماء السلف الصالح الثلاث المشهود لهم بالخير والصلاح فإن النقول عنه وحده تبلغ أضعاف أضعاف ما ينقلونه عن أولائك الأئمة مجتمعين ولست الآن بصدد الانتصار لمذهب أهل السنة والجماعة السلفي حقا وهو مذهب جمهور العلماء من المذاهب الأربع ومذهب الأشعري نفسه وهو قائم على دعامة متينة مجموعة في كلمتين اعتقاد التنزيه مع ترك الخوض في المراد أي ترك التأويل بمجمله أما مذهب الأشعرية والماتريدية فهو مذهب اضطر إليه المسلمون بعد انتشار الأفكار الإلحادية القادمة من بلاد المجوس والفرس والمستوحاة من معتقدات زرادشت وماني ومزدك ثم انتشار المعتقدات الفلسفية الإغريقية وظهور المعتزلة والتي ظهرت قبل الأشعرية للرد على الجهمية والهشامية وغيرهما فكان من الضرورة أن يقوم أهل الحق بالذب عن التوحيد والدين حتى أن الخليفة المهدي استوظف المتكلمين والعلماء وأنشأ وزارة الرد على الملحدين حيث لم يعد مذهب السلف يكفي في درء عادية هؤلاء ودحض شبههم فيسر الله تعالى للأمة أن يضطلع أبو الحسن رحمه الله في تجشم الجواب على هؤلاء بعد أن اختمر رأيه مع ملازمته للمعتزلة ، فمهما زال اليوم الداعي لهذا المذهب والتأويل عاد الحكم للأصلح والأسلم وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم والذي هو مذهب أبي الحسن نفسه من غير إلجاء ولا ضرورة وليس مذهب سلفية ابن تيمية هو مذهب السلف الصالح البتة وإن كابر وتجنى المعاندون
ومع هذا كله فإننا ندعو إلى مذهب السلف والذي برأي يتمثل في نقاط ثلاث 1- اعتقاد التنزيه .2- ترك الخوض في المراد .3- ترك نشر اعتقاد سلفية اليوم لآرائهم العقدية وحمل الناس عليها والعمل على ترك كل ما يثير الفرقة والشقاق بين المسلمين وقد سئل الإمام السلفي مالك بن أنس عن أهل البدع فقال :الذين يخوضون في أسماء الله تعالى وصفاته. فكيف يمكن اليوم تفسير فعل السلفية القائم بأصله على ما جعله مالك الإمام أمارة أهل البدع !؟ إن الذي أحوجني إلى هذا الكلام هو رغبتي في نكأ تلك القرحة التي لم تزل تبضّ شقاقا وتفريقا بين المسلمين وإني أسأل علماء السلفية اليوم بحق الله وبحق الشام والإسلام إلا راجعوا منهجهم بتجرد وإنصاف وليعلموا أنهم صائرون بين يدي الجبار ولن تغني عنهم يومئذ أي شبهة باطلة في اعتذار عند من يعلم الجهر كالاسرار سبحانه وتعالى وهو العلي القهار
ليكف سلفية اليوم عن تكفير المسلمين ورمي الأشاعرة ومنهم بركة زمانه وأعلمه النووي وأمير عصره في العلم والحديث ابن حجر وجمهور علماء الأمة على أنهم جهمية !!!عار والله أن تفعلوا ثم تزعموا أن مذكرات المستر همفر مكذوبة وكل ما فيها يؤكد صدق قوله عليكم عار والله أن يأتي شيخ منكم اليوم ليرد على طائفة منكم وبعض الشر أهون من بعض فيقول : نعم يجوز الجهاد في الشام مع الأشاعرة وبعض الصوفية !!! (انظر فيديو) فهل ثمة غرابة إذاً أن يقول بعض أعضاء الدولة بعد تكفيرهم للجيش الحر بحرمة الجهاد مع المستضعفين ! والأفدح أن بعضكم يرمي بعضكم بأنهم خوارج !!! فيهيج الفتنة عذرا عذرا فأول أمر الخوارج بعد شعارهم الحق الذي أريد منه الباطل "لا حكم إلا لله" هو تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم وارجعوا إلى كتاب عنوان المجد لعثمان النجدي لتجدوا الجواب ومن فتح الباب إلا أن تتجنوا فتجنوا ما بدا لكم وإلى الله المصير
إن السلف الصالح عاش بين أظهرهم أمثال المغيرة بن سعيد القائل للأعمش رحمه الله عن علي رضي الله عنه أنه لو شاء لأحيا عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا ! ولم يقتله الأعمش ولم يحرض على قتله حتى زعم أنه نبي فقتل قبحه الله وكذلك كانت سيرة السلف الصالح مع رؤوس البدع بل لم يمنع البخاري رحمه الله وأئمة الحديث من الحمل عنهم على بدعتهم إذا تحققوا أن حديثهم صالح مستقيم كما هو حال عمران بن حطان الخارجي واسحق بن يعقوب الشيعي الغالي فلم يبدرهم السلف بالتكفير والسعاية في القتل بل كانت معاملتهم لهم قائمة على الحكمة وعلى قواعد لا متسع لنقلها هنا فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أولى بالصيانة اليوم على ما في الناس من ظلم وتوالي عقود جهل فضلا عن أنهم ولا ريب موحدون لا بدعة فيهم إن شاء الله حتى ينبري طائفة لهدم صرح أو لقطع شجر أو خراب جامع [ملاحظة:لا ينطبق هذا الكلام على الشيعة فهؤلاء كفرة مردة لا يشك في كفرهم مسلم عالم بحقيقتهم وسبق أن قلت أن على الأمة أن تنزلهم منزلة المجوس ولينزلونا هم ما شاؤوا بشرط رفع السيف والتعامل معهم كأي أمة من الأمم الأخرى الغير مسلمة] .والله أعلم
إنه مامن شك أن عامة ما يستنكر اليوم من فعل الدولة مردّه إلى هذا المذهب فحنانكم على أنفسكم وعلى أمتكم فقد ولى عصر الأوثان ونحن في عصر المكوكات في عصر ألهم الله فيه العلماء من درك كنه بدء الخلق بما توصلوا إليه من علم (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) فقالوا بنظرية الانفجار العظيم ووافقوا بها التنزيل ، (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) فبعد أن اكتشفوا توسع الكون وعزوا ذلك للانفجار العظيم الأول ثم لما تبين لهم أن التوسع سرعته في ازدياد نقضوا فكرة الجاذبية لمركز الكون ولم يدركوا بعد السر والعلة ، (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب كما بدانا أول خلق نعيده) فقالوا إن الكون سينتهي بمثل ما بدأ به أي لا شيء ولا زمان ولا مكان. فكفوا عن جعل الظارف في المظروف والخالق في المخلوق وثوبوا إلى ما فيه خير واجتماع ووحدة الأمة ونهوضها واتحدوا واعذروا إخوانكم إذ اختلفتم في شيء معهم ورضي الله عن إمامنا الشافعي فقد روى الإمام الذهبي عن يونس الصدفي قال: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة" أما عندهم فليس ثم الخلاف فحسب بل إما معه فيجعلك من أهل السنة وإما أن تخالفه فتكون من أهل البدع فالتكفير !(انظر فيديو المغموص) وإني إن شاء الله لا أظن بأحد من المسلمين إلا خيرا وحتى أولائك الذين يتكلمون في الاستواء وإسكان رب الأرض والسماء السماء فإني لا أظن بهم إلا خيرا وأنهم يجتهدون في تنزيه الله تعالى وإن كنت أعتقد خطأهم فيما ذهبوا إليه وعظيم خطره والله ولي التوفيق
الخلاصة : لا بد للحاضر والمستقبل أن يجتمع علماء السلفية اليوم على تصحيح منهجهم وكذلك الإخوان وأن يرفع الأطراف الملامة بين من جعلهم الله أمة واحدة إخوة متناصحين متحابين متآخين رغم أنف الكافرين
ما أعظم ثواب هذا عند الله تعالى وما أشد ما يكيدون به أعداء الإسلام وينصرون به المسلمين.