جواب عن ما أصدرته الدولة من بيان

عبد الله المنصور الشافعي 

عبد الله المنصور الشافعي 

بسم الله ... أصدرت الدولة الاسلامية بيانا تدفع فيه عن نفسها ما أشيع عنها إثر أحداث مسكنة وهذه خطوة طيبة وإن كانت قاصرة . فكما عِبت على خصوم الدولة ترافعهم في الخصومة مع الدولة أمام الملأ فأنا ألوم أيضا الدولة إلى الاكتفاء بنشر البيانات التي تفند أقوال الخصم ! لقد زعمت الدولة وزعم خصومها أنهم يقبلون بحكومة عدل من هيئة شرعية فإن من الأولى إذا أن تقبل الدولة والأحرار بهذا ويصار إليه دون تأخير  

وأجد من الواجب الشرعي على أنصار الأحرار وأنصار الدولة والمشفقين الأبرار من أمة صفي الأخيار أن يعملوا عاجلا على تشكيل هذه المحكمة طالما هي محل قبول ورضا من الطرفين . وآمل من هذه الهيئة أن تعمل بالسر وتكتفي بعد نزع فتيل الأزمة ببيان يوضح حل الخلاف لا أكثر . وفي حال إباء أحد الطرفين يصار إلى توجيه تحذير له وتذكيره بشرع الله تعالى وما يتحمله برفضه من مغبة وضرر جامع قد يحيق بالأمة والثورة فإن أصر وركب الراس فعندئذ تعمل هذه الهيئة الشرعية على التواصل بكل من تقدر على التواصل معه من علماء مرضيين لكلا الطرفين ثم يتم نشر بيان مناسب في حق المكابر .

ولي على بيان الدولة تعقبات كما لي على نشرات الأحرار تعقبات ولست حكما حتى أبديها وهي لا تخفى على من تكلف سماع الفيديو بتمامه (فيديو الشيخ الكويتي)ا

كما لا يفوتني ههنا التنبيه على أن ما تراه الدولة سياسة شرعية برأيها لا يلزم أن يكون سياسة شرعية للأحرار بحال . فقد اعتبرت الدولة مثلا من آثام صاعقة الشمال الموجبة للعقوبة الشرعية استقبالها للنائب "جون ماكين" واليوم تعتبر الدولة أن من أمارات زلل عمل الأحرار أنهم لبوا نداء هيئة الأركان ومع أني معارض لعمل هيئة الأركان ومستريب بالناطق باسمها وهو المغموص لؤي المقداد ولكن لا يبلغ الأمر والله أعلم أن أفرض على الطرف الآخر التزام سياستي ونظري نعم لا يجوز للأحرار أن تحارب الدولة لمجرد طلب الأركان دفعا لأشد الضررين أما أن تعمد الدولة فتفرض على الثورة السورية طريقتها وسياستها الثابته من المجتمع الدولي فهذا أمر لا يقر لها به عاقل 

فالسياسة الشرعية كالسياسة العامة تسعى أول سعيها نحو مصلحة الأمة فالمصلحة هي أول مقاصد السياسة الشرعية وقد قال الإمام الشافعي عمل ولي الأمر كعمل ولي اليتيم له وفي ماله . فسيان كان هذا لحفظ دنيا أو دين فإن هذه السياسة لا تكون قط ثابتة لا تتغير وليس في السياسة كما في الحروب عدو أبدا ولا صديق أبدا 

وقد تعاملت القاعدة مع أمريكا ثم حاربتها ورضيت القاعدة ما كان من الغرب في ليبيا ولا ريب أنها لا تنكر على أمريكا تدخلها في البوسنة آخر الأمر ولا يسع المقام باستقصاء حوادث التاريخ التي تدل على ما أقول وصحته من جهة الشرع والحكمة والعقل   

لقد أجاز الإمامين السلفيين الشافعي القرشي وأبو حنيفة النعمان والجمهور الاستعانة بالكافرين في حرب الكافرين فليس من حق الدولة أبدا أن تلزم الأمة بعدم التعامل والتواصل مع المجتمع الدولي .نعم يعلم كل من يتابع مقالاتي أني لا أرضى عن عمل المعارضة ولا طريقتها ولكني بصدد تقرير أمر شرعي ومن شاء الاطلاع فليقرأ مقالة "لماذا علينا أن نطالب بالناتو" أو "جواب الشيخ حاكم المطيري" واللتان كتبتهما في أيلول 2011 ومن حق الدولة أن ترتئي أن العمل مع المجتمع الدولي اليوم سياسة خاطئة أما جعل ذلك في عداد أركان الإسلام مما لا يجوز مخالفته ويلزم محاربة فاعله فكلا والله . وللدولة أن تطالب وتتواصل مع بقية المجاهدين لتأمين مصير أتباعها كما ترى في المستقبل مع بقية الأطراف ولكن أن تحمل الدولة أهل الشام على رأيها في محاربة العالم وإقحام الشام أجمع في مأزمها مما فيه خراب الثورة وهلاكها على غرار ما كان ويكون فكلا ثم كلا فعسى الغوير أبؤسا

بوستين صغيرين يحكيان باختصار للأذكياء حقيقة عمل المعارضة السورية وكيف تعمل بجهل أو دغل على الإضرار بالثورة والثوار وما تزال 

https://www.facebook.com/sham.revolution2011/posts/223339347838910

https://www.facebook.com/sham.revolution2011/posts/222884547884390