الأعياد الدينية في فلسطين

جميل السلحوت

[email protected]

للمسلمين عيدان في السنة، هما الفطر وأضحى، وتمّ ابتداع أعياد أخرى مثل رأس السنة الهجرية، وذكرى المولد النبويّ، وذكرى الاسراء والمعراج، وقد تمّ استحسان الأعياد المبتدعة واقرارها، ويفرح الموظفون بها لكونها يوم عطلة رسمية.

 وللمسيحيين عيد الميلاد المجيد، والمقصود به عيد ميلاد الرسول عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه، ويحتفل به أتباع الكنيسة الغربية في 25 كانون أوّل، بينما يحتفل به أتباع الكنيسة الشرقية في 7 كانون الثاني من كل عام، ورأس السنة الميلادية التي تصادف الأول من كانون الثاني-يناير- حسب التقويم الغريغوري. كما لهم أعياد أخرى مثل الفصح وغيره.

وبما أن فلسطين مهد الديانتين السماويتين، والمسيح عليه الصلاة والسلام ولد وعاش في هذه البلاد، مما يعني أن بلادنا فلسطين مهد ديانات وحضارات، وتعددية ثقافية. وقد أدرك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ذلك في حياته، وأعلن بعد قيام السلطة الفلسطينية أن أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية أعياد دينية ووطنية، تماما مثلها مثل الأعياد الاسلامية، أيّ أنّها أعياد للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، وهذا دلالة على الأخوّة الاسلامية المسيحية في هذه البلاد، فجميعنا –مسلمون ومسيحيون- أبناء شعب واحد، متساوون في الحقوق والواجبات، و"الدين لله والوطن للجميع."  وما دور العبادة من مساجد وزوايا وتكايا وكنائس وأديرة إلا دور عبادة لأبناء شعبنا ولمن يؤمها للعبادة من أتباع الديانتين، وجزء مهم من تراثنا الدّيني والحضاري يجب حمايتها والحفاظ عليها من المتربصين بها.  وبناء عليه، وايمانا منّا بالتعدّدية الدينية، وتعدّد منابعنا الثقافية والحضارية، ورفضا منّا للطائفية البغيضة، فان الاحتفال بالأعياد الدينية للمسلمين وللمسيحيين يجب أن يحترمها ويشارك بها أتباع الديانتين من شعبنا، وهذه رسالة حضارية تلجم من يحاول بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد. ورحم الله القائد الرمز ياسر عرفات كم كان حكيما. وللتذكير فقط فان الديانة الاسلامية تعترف بنبوّة ورسالة عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام السماوية، وتعترف بالديانة المسيحية كديانة سماوية، كما أن مسيحيي الشرق يعترفون بالاسلام كديانة سماوية، وبنبوّة ورسالة خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام، بل إنهم يتحلون بالثقافة الاسلامية، واحترام الأعياد الدينية للديانتين السماويتين لا يعني بأيّشكل من الأشكال تخلي المرء عن دينه، فلكل فرد منهم دينه الذي يؤمن به.

 وبمناسبة قرب حلول أعياد الميلاد المجيدة، ورأس السنة الميلادية، فانني أتقدم لاخوتنا المسيحيين خاصة، ولأبناء شعبنا وأمتنا عامة بالتهاني بهذه المناسبة السعيدة، "وعلى الأرض السلام وفي الناس المحبة" وكل عام وأنتم بخير.