زيارتي الثّالثة لمعرض القوات الجوية بالقواسمية
مقدمة الزائر الدائم:
سبق لي أن زرت معرض القوات الجوية بالقواسمية، بالشلف للمرّة الأولى[1]، والثّانية[2]، وكتبت عن الطيار الشهيد[3]، الذي استشهد ومن معه من المسافرين الشهداء، لأجل إنقاذ الجزائر من كارثة عظيمة خطيرة، واليوم أزور المعرض للمرّة الثّاثة.
الأخلاق العظيمة للجيش الوطني الشعبي:
أوّل مايلفت انتباه الزائر، التنظيم المحكم، وانضباط القادة والجنود، وصبرهم الطويل وهم تحت حرارة الشمس، وكلّ يعرف الشبر المخصّص له فلا يتجاوزه ولا يتعداه، وطاعة وانقياد واضحة جلية للقيادة وفي غيابها، واستقبال عال دائم، وإجابة على كلّ أسئلة الزوار بطريقة بسيطة ووفي غاية الأدب والأخلاق، والامتناع عن تلبية بعض الطلبات التي يطلبها الزوار بأدب ورقة، مع شرح الأسباب، كأن يقول له ممنوع تسليمك القبعة العسكرية لتلتقط بها الصورة، ولأسباب تتعلّق براحة وأمن الزوار ممنوع لبس هذا اللّباس العسكري، أو المرور للمنطقة العسكرية هناك. وكلّ توضيح، وشرح، ونهي يتم في ثوب كلّه أدب واحترام.
مقارنة الزائر الدائم:
ممّا وقف عليه الزائر الدّائم، وهو يقارن بين زياراته السّابقة وزيارته الحالية، أنّ هناك نقصا واضحا وجليا في الطائرات العسكرية المعروضة كغياب الطائرة العملاقة، وغياب طائرة التدريب على الطيران، وغياب الكلب الذي أبدع وأبهر في المعارض السّابقة، وقلّة العتاد العسكري المطروح مقارنة بالسّنوات الماضية.
يتحدّث الزائر هنا، عن زيارته للمعرض في اليوم الثّالث والأخير، ولا يتحدّث عن اليوم الأوّل والثّاني. ولا نشهد إلاّ بما رأينا، وشهدناه خلال اليوم الثّالث فقط.
إقبال عظيم على الجيش الوطني الشعبي وإدبار رهيب عن الكتاب:
تزامن معرض القوات الجوية الثّالث بالقواسمية، مع معرض الكتاب[4] المقام بقصر الثقافة بالشلف. وممّا وقف عليه الزائر المداوم لمعارض الكتب، ومعارض الجيش الوطني الشعبي:
أعداد قليلة لمعرض الكتاب، وأعداد كبيرة وضخمة جدّا -أقول كبيرة وضخمة جدّا- للمعرض العسكري للقوات الجوية بالقواسمية. ويكفي حركة المرور الصعبة بسبب كثرة الزوار للقواسمية، وتحوّل الطريق الطويل إلى محطة توقف السيارات من كثرة السيارات والزوار، والطوابير الطويلة الدائمة حول الطائرات العسكرية والعتاد العسكري، والطابور حول شراء الحلويات والمشروبات الباردة التّابع للقاعدة الجوية، والإرهاق الذي ظهر على المشرفين على راحة الزوار للقاعدة الجوية بسبب الأعداد الضخمة للزوار.
مع العلم، تتوفر لدى معرض الكتاب كلّ عوامل الرّاحة، من وسط المدينة، وسهولة الاتّصال، ووفرة المواصلات، وظلّ وبرودة، ورغم ذلك الأعداد كانت قليلة.
في المقابل، لاتتوفّر هذه العوامل لدى معرض القوات الجوية بالقواسمية، كالبعد عن وسط المدينة، والاكتظاظ، والطوابير، وانعدام الظلّ، وحضور الحرارة ودوامها بقوّة.
هذه المقارنة التي وقف عليها الزّائر المداوم، ورآها رأي العين، ولمسها وهو يزور المعرضين وفي نفس التوقيت، يتساءل على إثرها عن سبب عزوف القرّاء عن زيارة معرض الكتاب رغم المغريات، وعن الأعداد الهائلة والضخمة التي زارت معرض القوات الجوية بالقواسمية رغم طول المسافة، والحرارة، وبعد المسافة، والطوابير، وطول الانتظار.
تحية للجيش الوطني الشعبي
كلّ التّحية، والاحترام، والتّقدير للجيش الوطني الشعبي، راجين أن يحفظ الجزائر، وجيشها، ورجالها، ويوفّقهم لخدمة الجزائر والعرب والمسلمين.
[1] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: "القاعدة الجوية بالموافقية .. عائد من الزيارة- معمر حبار" ،وبتاريخ: الأربعاء 6 جمادى الثانية 1437، الموافق لـ: 16 مارس 2016
[2] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: "السّياحة العسكرية عبر زيارة القوات الجوّية - معمر حبار" ،وبتاريخ: السبت14 رجب 1439 هـ الموافق لـ 31 مارس 2017.
[3] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: "عظمة الطيار الجزائري– معمر حبار"،وبتاريخ: الجمعة 25 رجب 1439 هـ، الموافق لـ: 13 أفريل .2017
[4] للزيادة حول معرض الكتاب بالشلف وللعام الثّاني على التّوالي، راجع من فضلك منشورنا عبر صفحتنا بعنوان: #معرض_الكتاب_بالشلف .
وسوم: العدد 982