الإستهبال العالمي للشعوب القابلة للإستهبال !!!
د. موفق مصطفى السباعي
سبق وأن قلنا منذ أكثر من عام .. وفي مقالات عديدة أن أمريكا وغلمانها .. بدأوا يعلنون الحرب على الإسلام والمسلمين على المكشوف دون حياء .. ولا خجل .. ولا خوف .. ولا وجل .. تارة بإسم الإرهاب .. وتارة بإسم التطرف !!!
لأن فترة التكتم .. والتخفي .. والسرية قد انتهت صلاحيتها !!!
ولم تعد تنفع .. ولا تُجدي فتيلاً !!!
وقد ظهر هذا الكشف العلني على استحياء أول مرة .. في تصريح علني لرئيس أمريكا بوش في عام 2001 .. حينما قام بغزو أفغانستان .. فقال : لقد عادت الحرب الصليبية من جديد !!! واعتبرت وسائل الإعلام أن هذا كان مجرد زلة لسان !!!
ولكن الحقيقة أنها كانت البداية للسير في طريق الحرب العلني .. المكشوف على الإسلام .. إلى أن بلغت ذروتها في الإعلان عن ما يسمى الإتفاق الدولي الإيراني بشأن أسلحته النووية !!!
هذا التصريح العلني .. المكشوف .. بتوقيع الإتفاق بين إيران ومجموعة الدول العظمى .. يمثل قمة الإستغفال .. وذروة الإستهبال .. وأوج الإستخفاف بعقول البشر عامة .. وعقول العرب المسلمين خاصة .. الذين لا يزالون يتقبلون أن يضحك عليهم هؤلاء الخبثاء الأنجاس !!!
وتعمل الآلة الإعلامية الرهيبة متمثلة بجنودها المرتزقة .. على تسويق .. ونشر .. وتوزيع هذا الإستغفال والإستهبال !!!
علماً بأن :
التوافق بين أمريكا وغلمانها .. وبين إيران موجود .. وحاصل من قبل الثورة الخمينية .. وكانت الترتيبات الخفية .. السرية .. بينهم وبين الخميني .. على أن تظهر إيران بأنها الدولة الإسلامية .. المناصرة للمستضعَفين .. والمظلومين .. والمعادية للإستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وإسرائيل .. وأن تحتفل بشكل دوري بمناسباتها العقائدية الخاصة بها .. وتقوم بالتظاهر بلعن .. وسب .. وشتم الشيطان الأكبر ( أمريكا ) !!!
لماذا كانت إيران الخمينية تفعل ذلك ؟؟؟
ولماذا طلب منها الغرب أن تفعل ذلك ؟؟؟
الجواب لأولي الأبصار :
لكي تبيض وجهها أمام العالم الإسلامي .. وتظهر أنها الدولة الوحيدة المناصرة لحقوق المسلمين .. والمستضعَفين .. والمظلومين أمام الإستكبار الأمريكي !!!
وأنها الدولة الوحيدة الشجاعة .. الجريئة .. المعادية لأمريكا وإسرائيل ومخطاطتهما في المنطقة العربية !!!
وبما أن الشعوب العربية والإسلامية – حتى بما فيهم الحركات الإسلامية – تعشق .. وتهيم حباً وغراماً بهذه المظاهر الخلبية .. الخادعة .. وتصدق هذه الشعارات الطنانة .. الرنانة .. وتعتبرها حقيقة .. لا مراء فيها .. ولا جدال !!!
فقد تم التركيز عليها .. وتسويقها .. ونشرها في كل وسائل الإعلام المختلفة .. وإختلاق بعض الحروب .. والمعارك بين إيران وحلفائها .. وبين إسرائيل وحلفائها .. لتدعيم .. وتعضيد هذه النظرية المزيفة .. وإظهار إيران بالبطل الإسلامي الصامد .. الرادع .. المقاوم .. الممانع !!!
وهكذا :
حينما بدأت إيران قصة المشروع النووي .. تظاهرت أمريكا وغلمانها بالعداء .. والإستنكار .. والرفض له .. وتتالت التصريحات العنترية .. النارية بعدم السماح لها بإمتلاك السلاح النووي ..
لأجل ترسيخ نظرية العداء بين إيران والغرب .. لدى الشعوب العربية المُستغفلة .. الشاردة .. التائهة !!!
ولأجل إبتزاز الدول العربية النفطية .. وامتصاص أموالها بصفقات أسلحة قديمة .. مهترئة !!!
والحقيقة أنها كانت مسرحيات هزلية .. لتسويق المشروع الإيراني الشيعي عند الشعوب المسلمة المٌغَفَلة ..المسحوقة .. المقموعة .. المضطهدة .. لإظهار هذا المشروع بالصورة الجميلة .. البديعة .. وعلى أنه هو المشروع الإسلامي المرتقب .. المشروع الحضاري الذي سيعيد أمجاد المسلمين .. ويدافع عن حقوقهم .. ويتصدى .. ويقاوم مؤامرات الإستعمار الأمريكي الإسرائيلي !!!
ولكن :
حينما بدأت الثورة السورية .. وظهرت إيران بأنها الحليف الأقوى للنظام الأسدي .. بل هي الراعية الحصرية له .. والموجهة .. والمديرة .. والداعمة .. والمساندة له .. والممانعة .. والمقاومة لمنع سقوطه .. وأخذت التصريحات تزداد علانية .. وسفوراً .. ووضوحاً .. بأنها هي المسيطرة .. والمتحكمة في سير المعارك ضد الشعب السوري .. وبأنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال بزوال الحكم الأسدي !!!
وحينما اكتشف الشعب السوري .. وبعض الشعوب العربية أسرار .. وخفايا المشروع الإيراني المتمثل في نشر العقائد الشيعية الشركية بين المسلمين قاطبة .. أو القضاء على المسلمين الرافضين للتشيع .. وقتلهم .. وذبحهم !!!
وحينما تيقنت أمريكا وغلمانها أكثر وأكثر .. بأن زوال نظام الأسد .. يعني زوال إسرائيل في المستقبل القريب أو البعيد .. وأن النظام الإسلامي هو البديل الوحيد له .. لتعطش الشعب السوري له .. وانتظار تحقيقه منذ زمن بعيد .. وأن تحقيق هذا الحلم في سورية .. يعني تحقيقه في البلاد العربية جمعاء .. وهذا يعني تحطيم المشروع الشيعي .. وبالتالي تدمير المصالح الأمريكية والغربية والشرقية .. وبالتالي انهيار الإمبراطورية الأمريكية .. بسبب خسارتها مليارات الدولارات !!!
ولهذه الوقائع الحقيقية المُغيَبة عن عموم الشعوب العربية !!!
والتي بدأ الأحرار الثوار السوريون .. وسواهم يكتشفونها !!!
سارعت الدول المسيطرة على الكرة الأرضية .. إلى توقيع الإتفاق بينها وبين إيران علانية .. جِهاراَ .. بعد أن كان سراً .. خفية !!!
لتوصيل الرسالة التالية للشعوب العربية :
افهموا على المكشوف !!!
لن نقبل لكم أن تصبحوا أحراراً !!!
إن حصولكم على الحرية يعني :
إقامة حكم إسلامي في سورية !!!
وهذا خط أحمر لن يُسمح به البتة !!!
ودونه إستمرار دعم .. وتأييد المشروع الشيعي للمحافظة على تواجده .. وهيمنته .. وسيطرته على كل من العراق وسورية ولبنان وعلى طول الشريط الساحلي للجزيرة العربية الممتد من الجنوب إلى الشرق !!!
ودونه مواصلة الدعم والتأييد للأسد الصغير ليقود المرحلة الإنتقالية المزعومة بعد مؤتمر جنيف 2 .. ومتابعة القتل والذبح للمسلمين .. وتدمير سورية أرضاً وشعباَ !!!
هل سيعي المسلمون في الأرض كلها هذه الرسالة ؟؟؟
وأن المُستَهدف الحقيقي ليس مسلمو سورية لوحدهم .. بل مسلمو الأرض كلها ؟؟؟!!!