دول الخليج وموت أطفال سورية من البرد
أنتم ونحن وجميعنا واحد يا أصحاب السمو والفخامة
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
كل البلاءات أحاطت بشعبنا السوري الحبيب ، ابتداءً من ابتلاءه بالزمرة الفاشستية المجرمة الأسدية ، ومروراً بمحاولتهم إذلاله وإركاعه على مدار نصف قرن من الزمان ، وصولاً الى قتله بكل أنواع الأسلحة ، وصب قاذورات العالم أجمع خبثها وخبائثها على شعبنا السوري ووطننا الحبيب ، فلم يبقى من مارق من شُذّاذ الأفاق إلا وجاء يُجرب وحشيته وبربريته وهمجيته على شعبنا السوري الأعظم ، مرتزقة من كل حدب وصوب قدموا ، قتلة محترفون قد نزعت من قلوبهم الإنسانية ، وفوق كل هذا وذاك عواصف برد قاسية ، وموجات ثلج مصاحبة ، وبعض الظالمين ذوو الصنائع الأسدية الإيرانية يختطفون أحرارنا وناشطينا باسم الثورة السورية البريئة منهم ، ليلحقوا الأذى بثورة الشعب السوري وسمعتها ، بدءً باختطافهم الأب باولو ، مروراً بأشخاص لم يُطلق سراحهم إلا بقدية وبعضهم لازال مجهول المكان أو الوجود ، وانتهاءً بالمحامي الناشط السياسي والحقوقي عبدالله خليل ، وآخرهم المحامية الناشطة رزان زيتونة ، ولاندري لمن سنتصدى ومن سنواجه ، وقد كثر الأفاكون ، ولابد من وضع حد لكل هذه الجرائم ، وقبل ذلك شهدت مدينة حلب أمثال أشكال هؤلاء الفاسدين المرتبطين بالنظام كالجزرة وغيره ، وتم القاء القبض عليهم وإعدامهم ، وهذا مايجب أن يكون عقاب مع كل من امتدت يداه الى مناضلينا أو من يحاول تشويه الثورة بجرائمه أو زرع الفتنة بين الفصائل ، ليتم استئصال شآفة هؤلاء الخونة لله والوطن ولشعبنا السوري وتضحياته
أنتم ونحن وجميعنا واحد والخطاب للبشرية جمعاء ، ولمن في قلبه ضمير ، ولا نقول من أنتم كما قالها الطواغيت ، بل نقول لكم أن تُحكموا ضمائركم بما سنقوله لكم ، فهل سمعتم عن موت 12 انسان بالأمس من البرد ممن ينتمون الى فصيلكم الانساني ومعظمهم أطفال من مدينة حلب الشهباء ، أم لم تسمعوا عن أطفال قتلوا من الجوع وسوء التغذية بسبب الحصارات على مئات الألوف من البشر في المدن والبلدات السورية ، فماذا لو كان هؤلاء أبناءكم وأهاليكم وأحبائكم ؟ فهل ترضون أن يموت أحدهم هذه الموتى وبهذه القساوة وسط استهتار حكوماتكم ، بل إذا ماقلنا أنهم من يُعينون القتلة ويغطونهم ويحمونهم من أي محاكمات أو جلبهم للعدالة ، بل ويمدونهم بكل أسباب الاستمرار ، ونخص حديثنا هنا أبناء جلدتنا وديننا من عرب ومسلمون ، ولاسيما أصحاب رؤوس الأموال والشركات عمّا قدموه لأهاليهم في سورية ، وإن كان ينتابهم شعور بالألم وأطفال بلا ذنب يموتون تجمداً ومن الجوع ، وفيما إذا أرادوا فداء أطفالهم وأهاليهم بالبذل والعطاء لإنقاذ الأرواح ، وكما تُدين تدان ، وما أنت بمنأى عن مصير مشابه ولربما مع اختلاف الطرق ، فلربما ولد عندك يحتاج الى كلية أو أي عضو فلاتجده مع وفرته لأنك تعاملت مع من هم بحاجة لعونك بجحود
أنتم ونحن جميعنا واحد والخطاب هنا لأصحاب السمو والفخامة المجتمعين في مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت لأقول لهم بأننا استمعنا لبيانهم الختامي ولومهم لمجلس الأمن لوقوفه عاجزاً عن تحمله لمسئولياته التاريخية في وضع حد لإنهاء الكارثة الإنسانية في سورية ، في نفس الوقت الذي نطالب فيه فخامتكم لتخصيص ريع بيع بترول ليوم واحد لدولكم أو اكثر للقضاء تماماً عن كل أسباب العجز والعوز ومنع الكوارث وإكفاء المحتاجين السوريين ، وتقديم هذا المال ليصب على الأقل في الجانب الاغاثي من مستلزمات الدواء والغذاء والتدفئة في هذا البرد القارص والسكن الكريم ، وتلبية كل حاجات اللاجئين والنازحين والمحتاجين ممن هم في الداخل السوري أو خارجه ، بل الإفاضة عليهم بالزيادة بما أكرمكم الله من نعمة ، ليكون ذلك لكم ذخراً عند الله أولاً ، وعند شعبنا المًصاب ثانياً ، ونحن إذ نقدّر لكل الدول التي قدّمت ولازالت تقدّم ، ولكننا نطمح بالعطاء الوافي ، وبما يكفي الشعب السوري ، ويمنع عنه الحاجة والشكوى ويُعينه على تحمّل مصائبه ، وأملنا بكم في الاستجابة كبير ، وما عند الله أكبر لكل من بادر وسارع في تقديم العطايا والتسابق فيها ، وفي ذلك فليتسابق المتسابقون.