بيان لشيوخ الفضائيات

لا مرحبًا بكم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن أحبه واتبع هديه،وبعد:ـ 
رفع الله منزلة العلم وأهله، قال تعالى:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}[المجادلة: من الآية 11]، والعلماء هم ولاة الأمر كما ذكر الإمام الطبري في تفسير قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[النساء: من الآية59] [الطبري:8/499].

ولما كان للعلم وأهله هذه المكانة كثر المنتسبون إليه بحق وغير حق؛ ويميز الله الخبيث من الطيب بالأفعال لا بالأقوال، فحين ادعى قوم المحبة جعل الاتباع شرطًا لصحة دعواهم "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" {ال عمران:من الآية}، ونطق لسانهم بالإيمان ونطقت أفعالهم بالعصيان فكان الحكم بالأفعال لا بالأقوال، قال الله تعالى: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين"[البقرة: ].

وقد أدرك شياطين الأنس في هذا الزمان مكانة العلم والعلماء، أو بالأحرى قيمة المعرفة، وأنها هي بداية كل حدث، فتواصوا بصناعة "الرموز"، كما ذكر "جب" في كتابه "إلى أين يتجه الإسلام؟"، وعمدوا إلى مزاحمة العلماء الحقيين بآخرين صنعوهم بأدواتهم الحديثة، من قنوات فضائية وكتابات دورية، وتدخلات أمنية، فأخرجوا للناس من وافقهم، أو من شاكسهم دون أن يوقِفهم؛ وابتعد العلماء الحقيقيون صناع الحدث، الذين يأخذون بزمام الأمة لتحقق الغاية من وجودها، وهي عبادة الله وتعبيد الناس لله فالله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

فبرز فينا -بفعل أدوات المخالف الفضائية والأمنية - من لا حظ له في صناعة الحدث؛ بل ولا في متابعة الناس حين يصنعون الحدث، وإنما يسارع في إرضاء المجرمين، ويدعي الإمامة في الدين.

فمن غاب عن صناعة الحدث ليس من العلماء أولي الأمر، ومن غاب عن مشاركة الناس في الحدث.. مَن جبن عن قول الحق ولزم بيته وسبقته فتيات صغيرات ليس من العلماء، وإنما من الأدعياء ممن صنعهم المخالف يؤخر بهم الأمة عن مهمتها. هكذا ننظر إليكم. ولذا لا نفهم من عودتكم للمشهد إلا أنها تخدم المخالف.

وإن من يتدبر في خطاب من سموا أنفسهم بعلماء الأمة لشهرتهم في الفضائيات أو في المساجد يجد أنها ليست فقط حالة من التبعية للمخالف والمشي في سياقه أو حيث يشاء، وإنما حالة من الكذب يستحي منها عامة الناس، فكم تحدث هؤلاء عن دور العلماء الريادي، وأن العلماء لا حق لهم في الرخصة إذ الناس تبع لهم، ثم هم في ذيل القافلة، ثم هم لا يجرؤون على ما يتجرأ عليه الفتيات؛ وكم تحدثوا عن حرمة الدماء ثم هم لا ينتصرون إلا لدماء المجرمين أو المخالفين، وكأن دماء المجرمين دماء ودماء الشهداء ماء؛ وكم أعلنوا أنهم لا يخافون في الله لومة لائم ثم هاهم أولاء لا ينطقون فقط بالإشارة؛ وأشد من هذا: إن عاتبتهم سلقوك بالسنة حداد، وأطلقوا عليك صبيانهم.

تسبب هؤلاء المصنَّعون على يد المخالفين في إيجاد ظاهرة جديدة لم تعرفها الأمة من قبل، من معالم هذه الظاهرة: أن أصبحت الدعوة مغنمًا بعد أن كانت مغرمًا، أصبحت وسيلة للتكسب والشهرة بعد أن كانت أداة لإصلاح الناس والانتصار لهم ممن ظلمهم وتقديم التضحيات الكثيرة بالمال والوقت والنفس من أجل ذلك، ومن معالمها: تعظيم المشهورين فضائيًا من المنتسبين للعلم، حتى ظن بعضهم أن الأمر بالشهرة فمن اشتهر فقد رضي الله عنه ووطن له في عيون الناس، وظن هؤلاء أن رضى الله في رضى هؤلاء، وصرنا إلى حالة من الكهنوت.

واليوم وبعد أن خذل هؤلاء الأمة وجبنوا عن اتخاذ موقف في وجه الطواغيت، وجبنوا عن الانتصار للمظلومين، وتركوا الساحة للظالمين وأعوانهم، بل تعاون فريق منهم مع المجرمين علانيةً، بعد هذه الفاجعة التاريخية يحاول هؤلاء الدخول للمشهد ثانية باعتذار أو تبرير، ونقول: لا. لا مرحبًا بكم. لستم أهلًا لقيادة الأمة، قد نبأنا الله من أخباركم، وكشف أمركم بقبيح فعالكم، فلا مرحبًا بكم. حالكم كما وصف الله : "الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم، وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين"[النساء: من الآية 141]. 
قد تأخرتم وأقصى ما ترجون اليوم أن تكون وعاظًا بين العوام.

الموقعون على البيان

 خالد الشافعي
محمد شاكر الشريف
صفوت بركات الراجحي
نزار غراب
يحى رفاعي سرور 
محمد إلهامي 
محمد شعبان أيوب
خالد فريد سلام
حاتم أبو زيد
د. مسلم ثائر
إسلام أنور مهدي
مدحت هنداوي (متعلم)
أحمد بلما
أحمد بدر 
ملا عوني

محمود شكوكو
احمد بدر