حزب النور وموت القبور

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

كنا نظن أنهم رجال أو أنصاف رجال يقفون مع الحق وأهله، أو يدافعون عما ينتمون إليه من دعوة.

فقبل قيام ثورة 25 يناير كان ينتشر عن قيادتها أنهم رجال لأمن الدولة ، لا يتحركون إلا بجدول منهم، ولا ينطقون في الخطب إلا بأوراق معدة سلفاً من قبلهم، ولا يرتبطون بأفراد إلا وأصبحوا فصيلاً واحداً مثلهم في التعامل مع أمن الدولة، وكنا نشكك في هذا الكلام ظناً في مظهرهم الإسلامي الذي خدع الجميع فيما بعد.

وبعد قيام الثورة فوجئنا بهم يعلنون عن حزب سياسي رغم رفضهم السابق الخوض في الحياة السياسية أو المشاركة في أي وسائلها إستناداً إلي أن السياسة نجاسة، ولكنها الأوامر يا سيدي أجبرت مخيون وبرهامي وبكار وكل من علي شاكلتهم أن يقودوا حزباً سياسياً ذا واجهة إسلامية ولكن في حقيقته ما قام إلا ليقوض الحياة الإسلامية وليعوق طريقها.

ما كنا نظن أن هؤلاء قد محوا عقولهم بعد أن أغلقوا قلوبهم عن الحقيقة ليقفوا صفاً واحداً مع العلمانيين والنصاري والليبراليين حتي ينقلبوا علي الرئيس الشرعي وعلي الإسلاميين.

إن حزب النور وقف للإخوان المسلمين بالمرصاد في الجمعية التأسيسية ليضيف المادة 219 المفسرة للشريعة، واليوم يدافع عن تخليه عنها ويتحدث باسم الدين ليأت بما يبرر ذلك.

يا خيبة الرجال عندما يصمت هؤلاء عن قتلي رابعة والنهضة ورمسيس والحرس الجمهوري وغيرهم من المجازر التي ارتكبها الإنقلابيون.

إن هؤلاء من حزب النور هم الذين صمتوا عن إحتجاز الرئيس الشرعي الذي تأمروا عليه، وصمتوا عن إعتقال الإسلاميين الشرفاء، وإعتقال النساء والفتيات، ويصمتون الآن عن بيع دستور مصر للعلمانيين والليبراليين والخونة والمأجورين.

لقد باع هؤلاء سمعتهم، وباعوا دنياهم بذلك، ونسوا أنهم في الحقيقة قد باعوا دينهم بتخليهم عنه حتي لا تقوم لهذا الدين قائمة.

إن من تخلي عن مبادئه وعقيدته أولي به أن يدفن رأسه في التراب وهو حي ليموت موت القبور ، لأن الحياة لا قيمة فيها لمن خان وطنه ودينه.

( إنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وهُوَ خَادِعُهُمْ وإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ ولا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء.

( إنَّ الَذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا155) سورة التوبة.

(الَّذِينَ قَالُوا لإخْوَانِهِمْ وقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ المَوْتَ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) سورة التوبة.