المنازل المهددة بالسقوط .. خطر يهدد ساكنيها بالموت
- غوثيات - (15)
المنازل المهددة بالسقوط .. خطر يهدد ساكنيها بالموت
"دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان"
المنازل الآيلة للسقوط واحدة من أخطر المشاكل التي تهدد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان. فاستنادا لاحصاءات غير رسمية، يقدر عدد المنازل المهددة بالسقوط بأكثر من 6000 منزل قامت الاونروا خلال الاشهر الماضية بترميم عدد بسيط منها، فيما الباقي لا زال على لائحة الانتظار.. لكن النتيجة ان هناك خطرا جديا يهدد آلاف العائلات بالموت اذا لم يتم تدارك الامر بشكل مبكر..
وكان موقع اخبار الامم المتحدة (https://news.un.org/ar/story/2022/04/1097532) قد نشر تقريرا بداية العام 2022 قال فيه في شرحه لواحدة من اسباب المشكلة بقوله: مع مرور شهر كانون الثاني من العام الجاري 2022، يكون قد مرّ ربع قرن أو 25 عاماً على إصدار السلطات اللبنانيّة قراراً يمنع بموجبه إدخال مواد البناء والترميم إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من دون ترخيص. صدر هذا القرار في جلسة لمجلس الوزراء اللبناني أواخر عام 1996. ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، تتفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في شتى المخيمات، ويزداد خطر انهيار المنازل المتهالكة على سكانها، لا سيما في فصل الشتاء نتيجة تسرب مياه الأمطار من الجدران والأسقف.
ان صورة السكن والمساكن داخل المخيمات في لبنان هي صورة تبعث على القلق، نظرا للعدد الكبير من المنازل التي تحتاج الى اصلاح وترميم او اعادة بناء من جديد. وتقول تقارير لمؤسسات اجتماعية ان هناك آلاف المنازل تحتاج اما الى بناء او ترميم. فيما تتحدث مصادر الهيئات الشعبية في مخيم برج البراجنة عن وجود 700 منزل آيل للسقوط. اما مخيم شاتيلا فقد زاد عدد المنازل الآيلة للسقوط فوق رؤوس ساكنيها عن 140 مسكنا. بينما مخيم البرج الشمالي فلا يختلف واقع منازله عن بقية المخيمات لجهة وجود عشرات المنازل المهددة بالسقوط..
ووفقا لمسؤولة الاعلام في الاونروا في لبنان هدى السمرا، فان الأونروا تجري مسحا لكل المساكن المتداعية، على أن يتبع هذا المسح معياريين أساسيين: المعيار الأول "اجتماعي صحي"، حيث تنظر الوكالة إلى وضع الأسرة من الناحية المادية والصحية، أما المعيار الثاني، فيتعلق بالوضع الإنشائي للمنزل، أي حالة المنزل الهندسية.
بعض المنازل لا تحتمل الانتظار، والاونروا تحيل الامر الى الاسباب المالية، إذ ان عدد المنازل اكبر بكثير من امكانيات الاونروا التي تقوم بهذه المهمة ليس من خلال الموازنة العامة بل من موازنة "المشاريع" التي تشكو من عجز مالي..
ليس آخر فصول المعاناة انهيار سقف منزل في مخيم برج البراجنة يعود للاجئ الفلسطيني معين ابو صيام الذي تفاجأ بانهيار سقف منزله، لكن لم يصب أحد بأذى.. فما كان منه الا ان خاطب الاونروا التي لم تستطع ان تفعل له شيئا، وفق ما ابلغ.. وهناك المئات من المنازل المهددة اما بانهيار كامل او بتصدع جدرانها واسقفها، واصحابها يقيمون فيها مجبرين، نظرا لعدم وجود بدائل.. وبالامكان ان نتوقع بين يوم وآخر انهيار سقف في هذا المخيم وجدار في آخر، لأن جميع المخيمات يوجد فيها منازل لا تصلح للسكن. ومن ناحية المنطق والعقل والانسانية والضمير الاخلاقي، فان كثير من المنازل ينبغي هدمها وبناؤها من جديد نظرا للخطر المحدق بساكنيها..
تتزايد المعاناة وتتسع عناوينها والذريعة واحدة: نقص الاموال وعدم القدرة. نضم صوتنا الى صوت الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المهددين دوما بالموت بشكل يومي، وندعو الاونروا الى التعاطي مع هذه المشكلة بمسؤولية وجدية بتوفير الاموال اللازمة التي تمكّن من تسريع عملية الترميم وزيادة عدد المنازل المرشحة للترميم، ووضع الدول المانحة امام مسؤولياتها لجهة معالجة المشكلة قبل وقوعها..
"دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان"
- 16 كانون الثاني 2023 -
وسوم: العدد 1015