التهنئة بإنشاء الجبهة الإسلامية

الروابط العلمية والهيئات الإسلام

بيان الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ( يونس: 58)

الحمد لله معز الإسلام بنصره, ومصرف الأمور بأمره, والصلاة والسلام على صفيه وخليله، قام بالجهاد في سبيله، وأجلب على الكفر والنفاق وأهله، وبعد:

فيا أيها الإخوة المجاهدون في الجبهة الإسلامية: نحمد الله –تعالى- إليكم أن وفقكم لهذا الاجتماع بمنِّه وكرمه{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (الأنفال: 63)، والذي أثلج  صدر كل مسلم غيور، وجاء في وقتٍ تكالبت فيه أمم الكفر والنفاق على الشعب السوري المسلم المصابر، ولعل من الفأل لهذه الجبهة أن يكون إعلانها في أحب الأيام إلى الله وأفضلها، يوم الجمعة.

أيها الإخوة المجاهدون: أما وقد تقربتم إلى ربكم بتوحدكم{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف: 14)، وامتثلتم لأمر نبيكم صلى الله عليه وسلم(يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ) أخرجه الترمذي، و(فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ) أخرجه أبو داود، وأحمد، فأبشروا بالنصر القريب والتمكين إن شاء الله.

وإنه لا يخفى عليكم أنَّ أعداءكم من النصيرية والرافضة والمنافقين وأعوانهم سيغتاظون لهذا الاتحاد، وسيُوضِعون خلالكم يبغونكم الفتنة، فلا تسمعوا لهم، ولا تظنوا بإخوانكم المجاهدين إلا خيرًا، وتطاوعوا معهم، ولينوا لهم، وتواصوا بالخير والإعذار والاجتماع، كما هو المأمول منكم.

كما أنَّ الإحسان في الجهاد يتطلب دوام مجاهدة النفوس في جمع الكلمة، وإصلاح ذات البين، وتحقيق الشورى في القرار، وحسن التخطيط والتدبير المحقق للمصلحة العامة، وإنَّ مجاهدتكم في هذه الأمور لا تقل صعوبة وفضلاً عن مقارعة عدوكم.

وإننا إذ نبارك للشعب السوري خاصة وللأمة الإسلامية جمعاء هذه الخطوة على طريق النصر، فإننا نحث إخواننا المجاهدين كافة على أرض سوريا لمزيد من رص الصفوف وجمع الكلمة؛ (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ) رواه النسائي.

وهاكم أكبر تجمع للكتائب المجاهدة بين أيديكم، قد عرفتم منهجها، وخبرتم قادتها من السابقين في الفضل والجهاد في سبيل الله، نحسبهم ولا نزكيهم على الله تعالى، فضعوا أيديكم في أيديهم، وليكن نصب أعينكم مصلحة الجهاد والبلاد عامة؛ فإنَّ من أهم أسباب النصر وحدة الكلمة، قال تعالى{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46).

كما نوصي عموم إخواننا من الشعب السوري المرابط  والمسلمين في بقاع الأرض: أن يكونوا عونًا لإخوانهم المجاهدين بالدعاء، والدعم بالمستطاع حتى يفتح الله بيننا وبين عدونا بالحق وهو خير الفاتحين.

والحمد لله رب العالمين.