وأد مشروع النجاح
قد تتعجب هل يوأد النجاح ؟ !
النجاح ثمرة اجتهاد وكد وتعب ، يبذل الناجحون قصارى أشواط جهودهم لتحقيق أهدافهم ، يقطعون الأشواط الطويلة للوصول لمبتغاهم ، يتحملون في سبيل ذاك المخاطر والمغامرة ، لا يلهيهم عن هدفهم طول مسافة أو طول مدة .
وقد يصادف أن يرافق الناجحون في مشوار نجاحهم رفقاء ، فإن كانوا من نفس الزمرة ونفس الاهتمام والطموح ، فذاك شيء جيد ، فالمرء يسعد بالرفيق الصالح ، صاحب الطموح والعزم والجد .
وقد تحصل النكسة ، حين يكون المرافق وشريك الطريق نشاز على غير نسق الرائد ، مما ينشأ عن هذه المرافقة مشكلات تعطل المسيرة ، وتكبل طموح السالك أو تقلل من إنتاجية المبدع و كل الأحوال تعد مشكلة .
ولك أن تتخيل ما يصاحب مرافقة المخبط أو خائر القوى ، أو مكسور الرؤية والوجهة ، فتلك المرافقة تصيب المقتل ، فالمهزوم والفاشل ، ينقل عدواه للتصحيح، فيصاب بعدوى المهزومين .
أو قد نرافق ضعيف الإرادة والعزيمة ، من لا يتحمل رفع الاثقال وحمل الأعباء و التكاليف ، لا يقاوم تحمل الشدائد ، تنهار قواه في منتصف الطريق ، أو فيصاب المرافق الوهن والضعف .
وأحيانا لا تظهر للمشروع أثر ، بسبب حماقة المستعجل و المتسرع ، الذي يحرق الأشواط طمعا في جني المحصول قبل استكمال النضج ، وقبل استكمال البنيان ، فيتعجل الأوقات والمهمات ، لا يصبر على بلوغ الهدف ، وتلك مشكلة الكثيرين ، فيوأد المشروع في مهده .
و في أحيان أخر تقطف ثمرة النجاح من قبل المتسلقين سراق المنح والجوائز، الذين يوظفون الخداع واللصوصية لنيل استحقاق غيرهم دون كد أو تعب ، ويقع ضحية هذا السلوك الحقير الكثير من الضحايا والمخدوعين ، تسرق بالكورة جهودهم إما بحسن نية أو غفلة المخدوعين. .
وأحيانا لا يسمح لصناع النجاح الظهور في محفل الإبداع ، بسب عقدة تلازم أصحاب النوايا السيئة ، الذين تسكنهم عقدة التصنيف ، كونهم يخافون من التنوع الطبيعي في الفكر والفن والأدب أو حتى الميول السياسية ، وهي في اعتقادي عقدة خطيرة ، تحرم الساحة من الاستفادة من الكفايات وأصحاب المواهب .
ولو تفطن من يمارس هذه الأساليب لوجد أن الخاسر الكبير مشروع نهضة الوطن ، لوحدنا الخاسر مشروع الأمة ، إن مثل هذه السلوكيات لا تضعف المبدع ، كونه يستمر قوته من ذاته ، يستمدها من حسن ظنه بقدراته ، وفوق ذلك كله من ثقته بالمعين الله سبحانه وتعالى ، الذي سيجازي كل محسن بالإحسان ، وهي وحدها تطفئ ، كينونة الضعف داخلنا .
وسوم: العدد 1070