هل نصب رادارات في بعض شوارع وجدة لمراقبة سرعة كل ما له محرك
هل نصب رادارات في بعض شوارع وجدة لمراقبة سرعة كل ما له محرك بما في ذلك الدرجات ثنائية وثلاثية العجلات أم يخص السيارات فقط ؟؟؟
لا شك في صواب فكرة نصب رادارات متطورة في بعض شوارع مدينتنا حفاظا على الأرواح التي باتت معرضة لأخطار حوادث السير، وقد استفحل أمرها في السنوات الأخيرة . ولن يعترض على صواب هذه الفكرة إلا من يستخف بمسؤولية الحفاظ على الأرواح والأجساد، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل ستقتصر مراقبة السرعة على السيارات من مختلف الأحجام أم أنها ستطال أيضا الدرجات النارية والكهربائية من مختلف الأحجام ثنائية وثلاثية العجلات ؟
فإذا اقتصرت المراقبة على السيارات دون تلك الدرجات ، فهي كما يقول المثل العامي " إبرة بلا عين " ، وهو مثل يضرب لكل ما لا جدوى أو طائل يرجى منه ، خصوصا وأن فوضى حركة السير العارمة أغلبها يصدر عن ركاب الدرجات النارية بكل أنواعها ، وتحديدا تلك التي من صنع صيني، وقد غزت شوارع المدينة بشكل غير مسبوق ، وأغلب من يمتطونها شباب فيهم نزق، وطيش، وتهور ، ولا همّ لهم سوى السرعة الجنونية مع تجاهل كل علامات المرور الضوئية والصفيحة ، و بتحد سافر لدوريات المراقبة في أغلب الأحيان ، وهم بذلك مصدر تهديد للراجلين والراكبين على حد سواء ، كما أنهم يضيقون عليهم ممراتهم ، ويصادرون أحقيتهم بالمرور ، وويل لمن انتقد تهورهم ، فإنهم يشبعونه شتائم، فاحش السباب ، فضلا عن التهديد بالاعتداء .
ولقد اهتزت مؤخرا مدينة وجدة على إثر حادثة صدم أحد الدراجين رجل تربية متقاعد، من خيار الناس كان يقطع الطريق حين صدمه الدّراج وقضى أربع ليال في العناية المركزة ثم لقي ربه رحمة الله عليه ,
.ولقد دأب بعض هؤلاء الدراجين على سياقة دراجاتهم بسرعة مفرطة ، وأحيانا جنونية، خصوصا بالشوارع المجاورة لمدار الجامعة ،حيث يتحول بعضها إلى حلبات سباق يحرص المتسابقون فيها على لفت أنظار المارة خصوصا الجنس اللطيف الذي معظمه من طالبات الجامعة ، وهو سلوك لا يصدر إلا عن من يعانون من مراهقة متأخرة حادة و مزمنة . ولقد تكررت شكوى سكان حي القدس عدة مرات عبر المواقع على الشبكة العنكبوتية من جراء ما تسببه لهم تلك الدراجات الزاعقة بأصوات مزعجة ،خصوصا ساعة المساء ، و حتى في ساعات متأخرة من الليل، دون أن تلتفت الجهة المسؤولة إلى شكواهم المتكررة . ومع أنه بالإمكان وضع علامات منع مرور الدرجات النارية بهذا المدار بحي القدس بناء على شكوى ساكنته على غرار علامات مثيلة تمنع مرور بعض الأنواع من المركبات في بعض الشوارع، فإن من يعنيهم الأمر قد صموا آذانهم ، وألقوا الحبل على الغارب في هذا الأمر حتى وقعت الحادثة الأخيرة التي هزت المدينة ، وبالرغم من حدوثها لا زالت الدرجات النارية من الحجم الكبير تزعق بشوارع حي القدس وتزعج الساكنة ليل نهار ، وتزعج رواد المقاهي بل وحتى المصلين بمسجد الحي خلال أوقات الصلوات .
وإذا ما كانت الرادارات المنصوبة مؤخرا عبارة عن وسيلة تربية لتصحيح كل سلوك غير مقبول يكون مخالف لقوانين السير في شوارعنا ، فإن سريان مفعولها على السيارات والشاحنات دون الدرجات النارية والكهربائية على اختلاف أنواعها ، وحتى على الدرجات الهوائية، وما شابهها مما ظهر مؤخرا في شوارعنا ، يجعل تغريم فئة معينة من السائقين دون غيرهم غير منطقي، وغير عادل، لأن القانون مهما كان، فإنه يفقد مصداقيته، وقوته، وفعاليته عندما تشوبه آفة ازدواجية المكيال التي هي ظلم صارخ في شرع الله تعالى ، وفي القوانين الوضعية .
فهل فكرت الجهة التي ارتأت نصب هذه الرادارات في تداعياتها ، وفي عواقبها حين ترصد السيارات ، وتتجاهل غيرها من ذوات المحركات التي هي في الواقع الملموس مصدر تهديد صارخ في كل لحظة بشوارعنا حتى أن السابلة صار ينتابها الفزع الشديد حين تريد العبور من رصيف شارع إلى آخر ، وفيهم أطفال صغار ، ونساء ، وعجزة ، ومرضى من الجنسين ؟؟؟
وأخيرا نأمل أن تلتفت الجهات المسؤولة إلى هذا النداء ، ونرجو ألا يكون مصيره كمصير نداءات سابقة بخصوص آفات وظواهر سلبية أخرى تعاني منها مدينة الألفية، وقد وجهت عبر هذا الموقع أكثر من مرة، ولكنها لم تسمع حيّا ، ولا حياة لمن نادت.
وسوم: العدد 1070