صولجان العطاء
الصدق متكأ كل علمٍ نافعٍ، والسلوك منتهى كل عملٍ رافع، وهنا تكمن الحصيلة والمحصلة في الختام..
فالبهاء صولجان العطاء، والسيرة عنوان المسيرة، وأنت صاحب القرار، وضوء الفنار لوجودك..
فقد حصلت على أول شهادة في حياتي عام 1409هـ في صف خامس ابتدائي بمدرسة الجارود الابتدائية بكوت هفوف الأحساء الحبيبة، من مركز صحي الفيصلية بحي الملك فيصل، حيث تم ترشيحي من قبل الأستاذ الفاضل ياسين العلوي، مع الصديق العزيز عبد الله بن عبد المحسن البراهيم (النجار)، لخط كروت المراجعة (لكل فرد كرت يخصه بالمنزل)، وباقي الإخوان والأصدقاء الذين معنا، كانوا من ضمن فريق الجولات الميدانية؛ لمطابقة ملف المركز الصحي مع الواقع الحقيقي لكل بيت من ناحية التعداد، وعلى إثر هذه الجولات يتم كتابة (الكروت) لكل بيت وملفه!
والقائمة تطول وتطول بالأوسمة ولله الفضل والثناء، ولكن أنت الأجدر يا صديقنا في كتابة ذاتك، وسمو ثباتك، وتشجيع أولادك، وأحفادك، وأسباطك، ومحيطك..
فلا تترك أي أحدٍ يرسم لك الوهم ويشكل من حولك الشوك والأزهار؛ طالما أنت تمتلك الطيف وآفاق الضيف يا عزيزنا الواعي..
ما زلت أتذكر كلام وسلام سُلاف الحارة، وتاج المنارة، في ذات السياق، الطبيب السعودي والاستشاري الكبير في جراحة العظام أحمد بو عيسى، ساعة ما أراد أن يدخل للدراسة في كلية الطب، قال له أحد الجوار مُثبطاً (ومُحبطاً): دراسة الطب صعبة جداً!
فأجابه الدكتور أحمد بذات اللهجة: (اللي ادخلوا كلية الطب وتخرجوا منها موب أوادم)؟
قال الآخر: نعم!
فأجابه الدكتور أحمد: (أجل أنا آدمي)!
ليتجلى طيب الختام على طبق تمر الخلاص الحساوي:
طبتم وطاب الإبداع في طريقكم، وفي نخيل أولادكم، وتمور أحفادكم، وعذوق أسباطكم وإنسانيتكم؛ فأهل العطاء هم من أشعلوا فوانيس الطريق أمامنا بكل يسرٍ وسهولةٍ؛ لذلك تدبر سيرة أي عظيمٍ من حولنا، فستجد على أقل تقديرٍ أن أولاده وأقاربه يصلون لمستواه العلمي والإبداعي والإنتاجي دون أي وصاية.. لأن أهل الدار أولى من الجوار بالتشجيع الحقيقي، وصقل المهارات، وبلورت الإصدارات منذ الصغر حد الكبر..
وتأمل دوماً عزيزي القارئ سيرة الكبار في كل الأماكن والأزمان، فستجد المُعاناة هي من أوجدتهم بيننا اليوم بالجمال، وحُسن الخصال..
وتدبر ما عندك اليوم من مقامٍ سامٍ، كيف به لو تحصلت عليه من عهودٍ سابقةٍ، وما حصيلة صِدقك واحترامك واهتمامك في كلامك وملامحك وجل سلوكك على أسرتك وأهلك يا صاح؟
طبتم وتعطر النقاء في مشاهدكم لحب الوطن، والأرض، والبحر، والسماء..
وسوم: العدد 1073