ملتقى دولي سادس التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية الإنسانية عن بعد يوم 24 أفريل 2024
تم اليوم الاربعاء 24-04-2024 اختتام. الملتقى الدولي السادس الموسوم بالتحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية الإنسانية عن بعد يوم 24 أفريل 2024. وذكر في البرنامج 10 جلسات علمية ” عن بعد ” . منها 05 الاولى من 09 صباحا الى 11 . والخمسة الاخرى تبدأ من 11 الى 13. رغم أنني لم اتمكن من التواصل بجهد مشكور للأخ د. عبد الله بن صفية . رئيس الملتقى . وكان أثلج صدري وصاحبي حسان نعيجي أن وجدنا دار الذكاء الاصطناعي بالكلية . وهناك رغبة جامحة بانشاء مدرسة للذكاء الإصطناعي بجامعة برج بوعريرج . ولعلي لا اذيع سرا ان قلت انه عمليا هناك اجراءات عملية لتكون دار الذكاء الاصطناعي كنواة لذلك بجامعة برج بوعريرج فرع لها في كل كلية . بعد ان تم رسميا إنشاء قسم للعلوم الإسلامية،للموسم الجامعي القادم 2024م/ 2025م .
حيث ان التطور في زماننا اصبح متسارعا اكثر , ودخل في شتى مجالات الحياة. فتهافت الجميع لمواكبة الذكاء الاصطناعي تحديدا الذي يعد بحق الثورة الصناعية الرابعة . وأمر واقع لا مفر منه . وقد اقتضت المستجدات التكنولوجية والتطبيقات الرقمية نمطا مختلفا من الدراسات , وفرض التحول الرقمي مع ما قدمه من تطبيقات تكنولوجية متطورة ووسائط ذكية خادمة للبحث العلمي تحديات جديدة , وحدثت طفرة علمية . حاول الملتقى من خلال الهدف المعلن :" الى توصيف مدى توسل العلوم الانسانية والاجتماعية للتطبيقات الرقمية المعاصرة والانظمة الذكية بتمظهراتها المختلفة ". وطرحت اسئلة اشكالية : 1- سؤال الوسيط الابداعي والفني ومدى مواكبة الدراسات له .-2- سؤال الرقمنة ومخرجاتها العلمية -3- وسؤال التحول الرقمي واثره -4- وسؤال الافادة من الوسائط -5- وسؤال تطبيقات الذكاء الموازي -6- وسؤال اثار المتوسلات الذكية على الانسان من الناحيتين القانونية والدينية ... وتم تناول ذلك من خلال 07 محاور :-1- عن الرقمنة والذكاء الاصطناعي , مطارحات نظرية -2- التحولات الرقمية وتأثيرها -3- التكنولوجيا وتمظهرات النصوص الابداعية -4- التحول الرقمي والاستناد الى الذكاء الاصطناعي -5- الذكاء الاصطناعي وسؤال الاثر -6- الاشكالات القانونية والاخلاقية للذكاء الاصطناعي -7- افاق الذكاء الاصطناعي في خضم الثورة الصناعية الرابعة .
جدير بالذكر ان منظمي الملتقى كانوا قد حددوا تاريخ : 20-03-2024 كأخر اجل لاستلام المداخلات . وشكلت اللجنة العلمية برئاسة الاستاذ الدكتور زهر الدين رحماني واعضاؤها الاكثر من مائة من مختلف جامعات العالم . مع ذكر ان تنتقى احسن المداخلات ليتم نشرها في مجلة الابراهيمي للاداب والعلوم الانسانية ( وأقترح انه من الافضل طبع جميع المداخلات دون استثناء وجعلها في متناول الجميع ) . وكانت لجنة التنظيم برئاسة الاستاذ الدكتور ياسين باغورة وعضوية اساتذة الجامعة وطلبة الدكتوراه .
وكنت قد ذكرت في الجزء الاول برنامج هذا اليوم والذي كان عن بعد مشفر على السحابة الالكترونية " قوقل ميت " . تناول المووضوع في عشر (10) جلسات علمية يمكن للمراقب والمتابع ان يلاحظ تطابق منهجي لمحاولات الاجابة على الاشكالات المطروحة والهدف المعلن والمحاور السبعة اعلاه :" 1- فكانت جلسة عن الوسيط الابداعي والفني ومدى مواكبة الدراسات له .-2- وجلسة عن سؤال الرقمنة ومخرجاتها العلمية -3- وجلسة عن سؤال التحول الرقمي واثره -4- و جلسة سؤال الافادة من الوسائط -5- و جلسة عن سؤال تطبيقات الذكاء الموازي -6- وجلسة عن سؤال اثار المتوسلات الذكية على الانسان من الناحيتين القانونية والدينية ...
ما يؤخذ على الملتقى انه لم يكن في متناول الجميع ولعل نشر المداخلات يسمح بذلك , كما انه لم يتطرق في البداية الى تحديد المصطلحات كاطار مفاهيمي مهم . واهمل عناوين مهمة كاعتبار الذكاء الاصطناعي مكمل ام بديل للبشر وبين الواقع والافاق . ولعلي اخوض يوما في الموضوع بحروف . ولقد استوقني الموضوع وخصوص المبالغة في اعتبار الذكاء الاصطناعي ( بع بع ) البديل المستقبلي للبشر والحلول محلهم ؟ فذكرت قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [٧٠]). يذكر في تفسير الجلالين ان المعنى : ( ان الله فضل { ولقد كرمنا } { بني آدم } بالعلم والنطق واعتدال الخلق وغير ذلك ومنه طهارتهم بعد الموت { وحملناهم في البر } على الدواب.. { والبحر } على السفن.. { ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا } كالبهائم والوحوش… { تفضيلاً } فمن بمعنى ما أو على بابها وتشمل الملائكة والمراد تفضيل الجنس، ولا يلزم تفضيل أفراده إذ هم أفضل من البشر غير الأنبياء .). أما الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره فيذكر ان الاية :" .. قد جمعت خمس منن : -1- التكريم ، و-2- تسخير المراكب في البر ، و-3- تسخير المراكب في البحر ، و-4-الرزق من الطيبات ، و-5- التفضيل على كثير من المخلوقات … ثم يشرح الفرق بين التفضيل والتكريم بالعموم والخصوص ; فالتكريم منظور فيه إلى تكريمه في ذاته ، والتفضيل منظور فيه إلى تشريفه فوق غيره ، على أنه فضله بالعقل الذي به استصلاح شئونه ، ودفع الأضرار عنه وبأنواع المعارف والعلوم ، هذا هو التفضيل المراد . ثم انه استبعد مسألة التفضيل بين البشر والملائكة المختلف في تفاصيلها بيننا وبين المعتزلة ، وقد فرضها الزمخشري هنا على عادته من التحكك على أهل السنة والتعسف لإرغام القرآن على تأييد مذهبه ، وقد تجاوز حد الأدب في هذه المسألة في هذا المقام ، فاستوجب الغضاضة والملام . ويظيف نقطة مهمة انه :" ولا شك أن إقحام لفظ كثير في قوله تعالى وفضلناهم على كثير ممن خلقنا مراد منه التقيد والاحتراز والتعليم الذي لا غرور فيه ، فيعلم منه أن ثم مخلوقات غير مفضل عليها بنو آدم تكون مساوية أو أفضل إجمالا أو تفصيلا ، وتبيينه يتلقى من الشريعة فيما بينته من ذلك ، وما سكتت فلا نبحث عنه .) . والشاهد انه مهما بلغ التطور مداه فان الانسان بما لاشك محور الكون .
وما تزال الاية الكريمة تصاحبني في ذهني وانا اقرأ عن الذكاء الاصطناعي كبديل او كمكمل :" قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) . وكيف ان آصف كاتب سليمان ( كما روى بن عباس ، وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم .) قال لسليمان عليه السلام : ارفع بصرك وانظر مد بصرك مما تقدر عليه ، فإنك لا يكل بصرك إلا وعرش بلقيس حاضر عندك .قال : يا ذا الجلال والإكرام .يا إلهنا وإله كل شيء ، إلها واحدا ، لا إله إلا أنت ، لم يشعر سليمان إلا وعرشها يحمل بين يديه . قال : وكان هذا الذي جاء به من عباد البحر ، فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ، ورآه مستقرا عنده ( قال هذا من فضل ربي ) أي : هذا من نعم الله علي ( ليبلوني ) أي : ليختبرني ، ( أأشكر أم أكفر).
- الشاهد ان الذكاء الاصطناعي مهما بلغ شأنه لن يعوض البشر ابدا , ولو كعفريت الجن وقد تَبَيَّنَتِ من قبل ومن بعد أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ، حيث مات سليمان عليه السلام وهو قائم يصلي والجن يعملون لا يعلمون بموته، حتى أكلت الأرضة عصاه فخر
وفي الختام وبجلسة ختامية على الساعة الواحدة زوالا قراءة البيان الختامي والاعلان عن اختتام الملتقى مدير الجامعة بوضرساية بوعزة . ولعل المداخلات تكون مكتوبة فيتم الاستفادة منها اكثر . والى لقاء
وسوم: العدد 1078