جاءنا باسمٌ سالماً غانماً، بعد ما كان ما كان من باسمِ
حدثني "باسمٌ" وقد وفد علينا مؤخرا من بلدة "مَنبِج"، أن البلدة لما كانت تحت حكم داعش لمدة سنتين فقد فرض أمير مؤمنيهم إعفاء اللحية، وكانوا يقيسونها بالسنتيمتر. ومرة أوقف حاجز لحوي باسما وهو ذاهب لشراء خبز، فقاسوا لحيته، ولما كانت أقل من قبضة طبَّقوا عليه حدَّ عدم إقامة سنة قبضة اللحية!
وحدثني طراً أنه مرة كان على أحد الحدود مع النقاط التركية التي يسيطر عليها المتشددون الدواعش، وأن سائق شاحنة تلفظ بلفظة كفرية لأنهم أخروه كثيراً؛ فقام أحد الخفراء الجمركيين بتطبيق الحدِّ عليه، وضربه على رجليه ستين جلدة ونصف!!
ومنبج منذ القدم من أعمال حلب، وتبعد عنها ثمانين كيلومترا، وعن نهر الفرات ثلاثين، وفيها خليط من العرب السنة وأقلية من الكرد السنة وكذلك الشركس. وينحدر منها الشاعر العباسي المعروف الوليد بن عبيد، وأبو فراس الحمداني. ومن المحدثين الشاعر عمر أبو ريشة، ومحمد ملَّا غزيِّل وحسن النيفي، وهذا الأخيران أعرفهما معرفة شخصية.
واليوم في غزة ثمَّة متشددون داعشيون صهاينة يطْبقون بيد من حديد ونار على إخواننا الفلسطينيين في غزة؛ وإنهما – ورب الكعبة- وجهان لعملة واحدة!!!
وما بين داعش منبج وداعش سموترتش دواعش عُرْبٌ قد قهروا الربيع العربي بيد من ظلمٍ واعتساف؛ فوأدوه في مهده.
أما دواعش البيت الأبيض فيكفيهم مفخرة سجن غوانتانامو، وسجن أبو غريب في بغداد، وما خفي أعظم؛ وإِنْ رمتمُ المزيد فاسألوا تامر المسحال... والحديث ذو شجون ..........
أما من رام أن يعرف من هو الوليد بن عبيد فإنه أبو عبد الله البحتري؛ ذائع الصيت، صاحب السينية المشهورة الخالدة. وأما باسم فهو في البيت الميزان المفتاحي من عروض البحر المحدث (المتدارَك)؛ لمن درس أو درَّس علم العروض يوماً، وأَصله:
جاءنا سالمٌ سالماً غانماً بعدما كان ما كانَ من سالمِ
وسوم: العدد 1083