حتى لا نكون أمة فاشلة لا دولة فاشلة
صلاح الدين
حذرت أمريكا من قبل واليوم تركيا والكويت من أن تصير سوريا بلدا فاشلا (دولة فاشلة) والمقصود بالدولة الفاشلة الدولة التي تنعدم فيها أهم مقومات الدولة وهي الإدارة المركزية فالحكم فيها أشبه ما يكون بشريعة الغاب حيث تقوم كل جماعة أو فئة بتطبيق قوانينها والسعي وراء مصالحها الخاصة غير مبالية بغيرها أو بالمجموع .
ولكن الأخطر من هذا هو أن تتحول الشعوب العربية إلى شعوب فاشلة وهذا ما باعتقادي تسعى إليه أفاعي الصهاينة وعملائهم الضالين الصليبيين وتعريف الشعوب الفاشلة هي باختصار تلك الشعوب التي تتحلى بأخلاق العبيد وتسكن لما يسكن إليه الأسير المهين وترضى لنفسها بما رضيه لها عدوها وقاهرها ، إن خبثاء الغرب عللوا وقوف فرنسا والغرب مثلا مع انقلاب الجيش الجزائري على جبهة الانقاذ الجزائرية بأن الأمم العربية لم تنضج بعد نضوجا يخولها للدخول في عداد الدول الديموقراطية -وأعني بالديموقراطية المعنى الأبرز منها المقارب لمعنى الشورى في الإسلام معرضا عن تفاصيل تحديد نوع الحكم وطريقته في تعاريفها المضطربة المتنوعة-.
أي بمعنى مقارب إن الشعوب العربية الآن لا يصلحها غير حكم الجبر والديكتاتورية ، وقد أشار معاون الرئيس جيمي كارتر لشؤون باكستان أن تلكم البلاد الإسلامية لا يمكن أن تكون ديموقراطية ثم لا تكون بعد ذلك إسلامية ولا يمكن أن تكون إسلامية إلا وهي ديموقراطية لذا نصح هذا الخبير الخبيث الرئيس كارتر أن تكون في هذه البلاد حكومات ديكتاتورية ليس إلا .
ومع قيام الثورات العربية (الربيع العربي) واجهت الحكومات الغربية تحديا واسع النطاق يخشى معه تفلت هذه البلدان العربية ثم الإسلامية من قبضتها فتعاملت مع كل ثورة بسياسة مختلفة أو مشتبهة على قاعدة "أفسد ما استطعت عن طريق المشاركة والتواصل ولا تكتفي بالمشاهدة والتحامل" فكانت مواقف الساسة الغربيين مختلفة وكلها تتجه نحو الهدف نفسه وهو الوصول بالبلاد إلى الفشل ليصلوا لاحقا إلى إفشال العباد من خلال ترسيخ فكرة "ليس في الإمكان أفضل مما كان" أي معناها هنا ليس بإمكاننا كعرب أن نكون في حال أفضل من حالنا الأسبق ...
فحتى لا نكون شعبا فاشلا أدعو :
المسلمين من أتباع المذاهب والسلفيين والصوفية أدعو أهل السنة
أدعو كل عربي ممن به بقية خير وعقل أدعو كل مواطن حضري ونبطي
أدعو كل علماني شيوعي يساري يميني شمالي جنوبي إنهم -أي الغرب الصليبي والصهاينة-
يسعون لتدميرنا وإفشالنا حتى لقتل الأمل في نفوسنا حتى لا نكون بلادا فاشلة ولا شعبا فاشلا !!!
لنصطلح ... لنتفق ... لنتحد
إنهم يعملون على إفشال كافة الثورات العربية وحتى تلك التي نجحت
ليثبتوا أخيرا للشعوب العربية صدق نظريتهم اللئيمة العفنة
أن العرب لمّا يصلحون بعد للديموقراطية أو الشورى
وأن الحكم الوحيد الذي يصلح للشعوب العربية هو الديكتاتورية
من أجل ذلك ألبوا على مرسي ويحرشون على حكومة تونس
ويدعمون الفساد في ليبيا ويخلون القتل في الشام ولا يفعلون
حتى يستشري التشدد والتعصب والفوضى فينتهي الأمر بعوام الناس أن يقول أحدهم
كنا في عهد بشار خير منا اليوم !!!
وقد قالها معاذ الخطيب قال : "قد تأتي أيام نترحم فيها على الأسد" بحروفه !!!
هذا ما يريدونه منا مسلمين وعلمانيين هذا ما يريدونه للعرب أجمعين
فإن كنتم يا علمانيين حقا تأبون حكم الطغاة الديكتاتوريين فلا تقفوا ضد خيارات الشعوب العربية وتحاربوها كأنكم سيف مسلط بيد الغرب
كما يفعل وفعل مزيفوا العلمانيين في مصر وتونس ممن لا يعدون في حقيقة الأمر أن يكونوا حمر طروادة
وإلى كل قعداوي دعشاوي إلى كل جند وجيش ونصرة ولواء لا تكونوا أداة تخدم الغرب من حيث لا تعلمون تسلحوا بالحكمة وعليكم بالرفق
أقولها بصراحة وأنا المسلم المومن بأن لا حكم إلا وفق مضمار شرع الله وأن من لم يحكم بما أنزل الله وهو قادر على الحكم به كافر أو ظالم أو فاسق
ولكن هذه الفتاوى تجعل أفراد المسلمين يقولون وهذه شهادتي أنقلها عن كثير من مسلمي أهل بلدتي والله إن بعضهم يفضلون حكم الطاغوت على حكم هؤلاء
أي كهذا الشيخ مثلا والذي لو بقي في بلده لكان خيرا لنا من قدومه لنصرتنا حاملا هذه الأفكار الضالة الشاذة التي تضاهي أفكار الخوارج والقائل :
"الذي يحب الديموقراطيين والبرلمانيين ، الذي يتحالف مع كافر ، الذي يتأخر أو يتهاون عن تقديم المعلومات ، الذي يعد الكافر بالنصرة ولو بنيته عدم نصرته!!!! ... الخ هذيانه ، كل أولائك فعلهن كفر ناقل من الملة يحل معه الدم والمال وربما يستحل عرضه وأهله كما فعل سلفه ! (بعد الدقيقة 11). ثم استمع إليه واحكم بنفسك في الدقيقة 33.35 وكيف يتصور الرقة ممن هو شاهر سيفه مسلط على رقاب المسلمين! ألا فاتقوا الله في المسلمين ولا تفتنوهم واعلموا أن علماءنا قالوا من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه والله الموفق.