مع فيديو علمي مهم مجلس للسنة لبعث مجد الأمة

المنصور عبد الله الشافعي

مع فيديو علمي مهم

مجلس للسنة لبعث مجد الأمة

المنصور عبد الله الشافعي

إن مؤسسي الديانة الشيعية أقاموها لغايات سياسية بعيدة ومذهبية خبيثة وعلى فكر طائفي بغيض وذلك بنصب عدو أزلي متمثل فيمن أسموهم بالناصبة قتلة الحسين وهؤلاء بزعمهم في أصلاب الرجال إلى يوم الدين وهذا إلحاد منهم بقوله تعالى (ألا تزر وازرة وزر أخرى) فضلا عن كذب وبطلان تلك الدعوى فقد عُلم على وجه القطع من كتب التاريخ السني والشيعي أن جميع قتلة الحسين هم من الكوفة ومن مواليها لم يحضر قتله رضي الله عنه شامي واحد ، ومن المعلوم أن رجال السياسة دهاة يعلمون أن الدعوات لا تنجح مالم يكن لها رأس محرك لا يختلف عليه الجسم والأعضاء ولا يردون عليه أمر في تقدم أو قهقرى من أجل هذا وغيره أسسوا فكرة الإمام وطاعته فضلا عن عصمته وجعلوا لكل إمام باب من أنفسهم يجنون به المال ويضمنون به الطاعة ثم أفضى بهم الأمر إلى ولاية الفقيه "الاهوت الشيعي" وبها انتصر خميني وبها يقبّل نصر الله يد خامنئي ولا يختلف عليه شيعي واحد في الأرض إلا أن يكون لجني الخمس وللضرورات أحكام  

أما مشايخ أهل السنة وأئمتها فلم يكونوا قط أولي غايات سياسية رديئة فلم يخطر ببالهم قط أن يعملوا على ترسيخ وتأسيس مجلس سني أعلى للإفتاء السني لكافة المسلمين (السنة لأن الشيعة ليسوا مسلمين وقد أوضحت هذا في مقالة أبنت فيها القطع بتكفيرنا لهم كما تكفيرهم لنا على حد سواء ونصحت بإدراجهم في حكم المجوس وبدورهم لهم أن يدرجونا حيث شاؤوا بشرط رفع السيف بيننا ورفع أحكام القتل بين السنة والشيعة على اعتبار أنهم ملة أخرى وفي هذا فقط يكون التقريب أي وفق قوله تعالى "لكم دينكم ولي دين") وذلك أن السنة في عمومها لو تزل تنظر إلى الخلاف الفقهي على أنه مندوحة من الله تعالى وتوسعة حتى آل الأمر إلى ضرورة إحداث مثل هذا المجلس الذي قصرت عنه همم العلماء لأسباب ليس ههنا محل استقصائها فنحن نلتمس لهم العذر تارة ونعتب أخرى كما حصل في الأندلس والذي لا نشك إن شاء الله تعالى أن تفرق كلمة علماء المسلمين فيه لعبت دورا سلبيا أو على الأقل لم تلعب دورا أصلا في رأب الصدع والحكم على خونة رؤساء القبائل الذين أسلموا البلاد وأهلكوا العباد وتوحيد الكلمة وجمع الأمة ولله در العز بن عبد السلام وأمثاله من العلماء 

هذا المجلس الأعلى السني المنشود يعمل على كسب ثقة المسلمين في الأرض جميعا حتى يوضع له القبول بعيدا كل البعد عن تأثير الساسة والحكام في الغاية القصوى من النزاهة والاتقان والشورى والإحسان يقدم للأمة جمعاء الفتوى الصالحة في النوازل الجسام ويفصل الخطاب بعيدا عن التعصب وعن تأثير رجال السياسية , على مذاهب الأئمة الأربع ومن غير ترجيح إلا من ضرورة ولا حرج أن يفتي في بعض النوازل الحرجة بأقوال ثابته منقولة بالطريق المعتبر الصحيح عن غيرهم من أئمة السلف كالأوزاعي والثوري والليث وغيرهم

 من غير هذا المجلس الإسلامي -السني- الأعلى والمكتسب لثقة المسلمين في الأرض والمطاع على أنه المعني بقول الحق سبحانه (...أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) لن تتحد الأمة ولن تقوم لها قائمة ولن تواجه عدوها متحدة مواجهة جسد واحد ولن يتحقق فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ..." وفي تناصرهم قبل أعدائهم الذين يتناولوهم ويكسرونهم كسر العصي أحدانا كما قال الشاعر. ويغلب على ظني أن هذا المجلس لن يكسب الثقة ما لم يكن قادته يعملون أول ما يعملون بحديث "سيد الشهداء حمزة ورجل ..." حتى يكون هذا السيد الرجل كافة أفراد المجلس وحتى يقع العمل بهذا الحديث ببعضهم إن لزم الأمر 

هذا المجلس يوحد ولا يفرق ويبتعد كل البعد عن الخلافات العقدية التي أثارتها طائفة من المسلمين لا أراها أثارتها إلا تحت تأثير وإلهام المستعمر الأول الخبيث والتي لم يزل يزكو شررها اليوم المستعمرالجديد هذا المجلس يقطع الفوضى الفقهية التي تعج بها صفحات الفيسبوك والقنوات والكتب من آلاف من نصبوا أنفسهم في محل الشافعي ومالك وأبي حنيفة تحت شعار التقليد حرام !!! ولعمر الله لا يجد المستعمر دعوة أنفع له من هذه الدعوة التي ستفرغ كافة نجباء المسلمين في حقل التفقه في الدين وأحكام الصلاة والطهور والطلاق ... الخ بينا تخلو الساحة له ولأذنابه لسوْق قطيع أئمة الفقهاء هذا والمتناطح آحاده فيما بينهم تناطح التيوس -على حد تعبير شعبة بن الحجاج- ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

إن من الحكم الباهرة قول سيدنا المسيح عليه صلوات الله وسلامه "من ثمارهم يعرفون" فلينظر اليوم القائلون بتحريم تقليد الأئمة المتبعين والذين درجت الأمة بأسرها على اتباعهم مع رفعهم لشعار الامتحان بالتوحيد وصفات رب العالمين ماذا قدموا للأمة ؟؟؟ ولو أن عملهم وجهدهم وأموالهم كانت في غير هذا أين كنا وكانت الأمة ؟ أبتكفير سائر الأمة وبتبديع أكبر طائفة منها كالأشعرية تنتصر الأمة وتسترد فلسطين وتنفي خبث المجرمين كالأسد وعصابات الصفويين وتنال حريتها وتسترجع مجدها ؟ أمن قول المائل إن الله تعالى ينزل ويجلس تعالى ربنا ننتصر على كل فاجر ؟ أوليس من اليسر بمكان أن ننزه الله تعالى ونتلو قوله سبحانه (ليس كمثله شيء) أي ليس كمثل مثله إن افترضنا محالا هذا شيء فكيف يكون له سبحانه مثيل أو نظير ؟ ألا يسع الأمة حقا وكلنا والله نروم لله تعالى تنزيها وتعظيما ونسبح بحمده ونقدس له أن نكل تفسير تلك المتشابهات إلى خالقها ويعذر بعضنا بعضا في اجتهاده في التنزيه ونكف ويكفوا عن الخوض فيما ليس ينضوي تحته عمل وقد كره علماؤنا الخوض في كل مسألة لا ينبني تحتها عمل نافع فكيف وهي مشرذمة مفرقة مكفرة لأعيان الأمة وآحادها وما يفعل إنسان أصغر وأحقر أمام عظمة الله تعالى من فيروس أو من بعوضة مقطوعة الأطراف والخرطوم ما يفعل في خوضه في صفات الرب جل في علاه وأنى يدرك عقله التافه كنه مولاه !!؟ إن مسألة الصفات مسألة شائكة محض مزلقة للأقدام وقد قال الإمام الشافعي للمزني لا تتكلم في شيء إن أخطأت فيه قيل لك كفرت وسئل الإمام مالك عن أهل البدع فقال "هم الذين يخوضون في أسماء الله وصفاته" فكيف نجعل مما جعله السلف شعار أهل البدع شعارا للمسلمين اليوم يمتحن به الناس فيكفرون ويختصمون لمصلحة من يكون هذا ؟ أليس في كل ما تعانيه الأمة من نوازل ومصائب غنية وكفاية أوليس دراسة العلوم الحديثة وشحذ شباب الأمة على تلقي العلوم مع حفظ ملخص فقهي تبعا لأئمة المذاهب والتزام مختصر في آداب الإسلام وموجز في التاريخ والجهاد خير من الخوض في الدقائق وفتح أبواب قد كفيناها بأئمة كبار من القرون المشهود لها بالخيرية والصلاح 

أليس قد حان الوقت الآن إلى نبذ كل ما فيه سبب عداوة وفرقة بله لا يثمر شيئا ولا يحرر أسيرا ولا يغيث مظلوما ولا يحفظ مسلمة في عرضها ولا أمة في دمائها ودينها ولا يعيد مجدا ولا قدسا ولا ينصر شاما ، ولكن التمسك بكل ما فيه حبل وصال ووحدة وجمع فرقة ، أليس قد آن الأوان إلى أن نعمل وفقا لما يؤول بنا إلى تحقيق قول ربنا (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنما ربكم فاعبدون) فليعمل العلماء إذا على تأسيس مجلس سني معتبر خارج نطاق الدول والحكومات لا على نظير المجالس الحالية واللجان الدائمات والمعيّنات مجلس له على المسلمين الطاعة التي أمر الله تعالى بها (وأولي الأمر منكم) قال الصحابي الجليل جابر بن عبد الله وحبر الأمة ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وأبو العالية والضحاك وغيرهم وهو نص الإمام مالك فيما ينقله عن مذهب أهل المدينة بيضة الاسلام قالوا : هم أهل العلم وأهل الفقه والدين .