اليوم الأول لمؤتمر "العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوب"

اليوم الأول لمؤتمر

"العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوب"

تجارب الحكومات مع الربيع العربي على طاولة البحث

مسار برس (خاص)

تقرير: هاني كريم

انطلقت يوم أمس الأربعاء في إسطنبول فعاليات مؤتمر “العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوب” والذي ينظمه منتديا “المفكرين المسلمين” و”البرلمانيين الإسلاميين” ويختتم أعماله اليوم الخميس.

وتحدث الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر عن المرحلة الخطيرة التي تمر بها أمتنا في ظل وجود الديكتاتورية والانقلابات العسكرية والقتل والتعذيب وإهانة الانسان وقتله بصورة همجية كما حدث في ميداني رابعة والنهضة بمصر.

وأشار القره داغي إلى أن ما يحدث في سورية من مذابح ومجازر يندى لها جبين الإنسانية، حيث تم استخدام الأسلحة المحرمة بكافة أشكالها وأنواعها، ما أدى مقتل واستشهاد ما يقارب مائتي ألف شهيد، ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والأسرى، وتشريد ملايين السوريين داخل سورية وخارجها.

كما تطرق القره داغي في حديثه إلى الانتهاكات الخطيرة التي تطال “إخواننا البورميين في مينامار، وفي بنغلاديش، وإلى استغلال العدو الصهيوني للأحداث والمشاكل التي تحدث في عالمنا العربي”، مبيناً أن تدمير الجيوش العربية القوية في العراق وسورية ومصر، وتدمير الأسلحة الكيماوية، وانتشار الفوضى الهدامة كل ذلك يصب في مصلحة “إسرائيل”، داعياً علماء الأمة الإسلامية والبرلمانيين والحقوقيين والسياسيين والإعلاميين وغيرهم أن “يقوموا بواجبهم الذي بينه الله تعالى بكتابه العزيز (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا)”.

وفيما يتعلق بالانقلاب العسكري بمصر قال القره داغي إن ما حدث في مصر ليس مجرد انقلاب عسكري على الشرعية فحسب، وإنما هو انقلاب على كل المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية والديموقراطية والدستور، وهو “جريمة بحق الشعب المصري”.

وقد قدم القره داغي عدة مقترحات لكي يكون المؤتمر خطوة عملية وإيجابية نحو الأمام أبرزها تشكيل لجنة عالمية للدفاع عن الحقوق والحريات والديموقراطية، ومحاربة الانقلابات على الشرعية، وتشكيل لجنة فكرية متخصصة لدراسة ثورات الربيع العربي، وتشكيل لجنة إعلامية دولية “تضم الإعلاميين الشرفاء لفضح الانقلاب وجرائمه في مصر سورية وميانمار وجرائم الاحتلال الصهيوني”، وإنشاء صندوق مالي دولي لضحايا الانقلاب في مصر.

كما ألقى ضيوف المؤتمر والمنظمون والشركاء كلمات تحدثوا فيها عن أهمية المؤتمر والظروف التي تمر بها الأمة العربية؛ لاسيما دول الربيع العربي، ومحاولات إجهاض عمليات التحول الديمقراطي، والانقلاب على الشرعيات المنتخبة، والسبل الناجعة لإيجاد شبكة أمان تدعم إرادات الشعوب، وتعزز من احترام خياراتها في الحكم.

وبعد الانتهاء من الكلمات عقد المؤتمرون جلسة تناولوا خلالها موضوع التجربة الديمقراطية في البلاد العربية، وتم التركيز خلال هذه الجلسة على تجربة الحكم في ظل الثورات وفي ظل الاستقرار.

وتحدث المحاضرون عن التجربة المصرية والتونسية والليبية وما مرت به من مراحل وتطورات، كما جاء المحاضرون على ذكر التجربة التركية والماليزية وما حققته هاتان التجربتان وضرورة الاستفادة منهما.

وفي الجلسة المسائية ناقش المؤتمرون الموقف الدولي من التحولات الديمقراطية في دول الربيع العربي، وركز المحاضرون على موقف الحكومات والمنظمات العربية والدولية.

وأكد عاطف الجولاني رئيس تحرير جريدة السبيل الأردنية أن حالة الإحباط التي تعيشها المنطقة العربية بسبب الانقلاب الذي حدث في مصر يجري تضخيمها، مطالباً القوى الشعبية بعدم المبالغة مما يحدث في مصر والخروج من حالة الإحباط.

وأوضح أن هناك حكومات عربية وقفت مع الثورات العربية وساندتها، وهناك دول شعرت بالخوف من وصول الربيع العربي إليها لذلك وقفت موقفا سلبيا من الثورات العربية وتحالفت مع قوى سياسية “لم يكن لها أي تمثيل شعبي يذكر في صنايق الاقتراع”.

وقال كمال العيفي أمين عام منظمة صوت الحر في باريس في تصريح خاص لـ”مسار برس”: إن المؤتمر في يوميه قام بتوصيف التجارب الديمقراطية التي حدثت في عدد من دول الربيع العربي بطريقة علمية ومنطقية، مشيراً إلى أن الانقلاب العسكري في مصر كان له أثر سلبي على الثورة السورية حيث إن اللهجة الغربية والأمريكية المخاطبة لنظام الأسد تغيرت بشكل ملحوظ بعد الانقلاب وأصبح التركيز على الأسلحة الكيميائية وتم تجاهل ما يحدث للشعب السوري.

أما وصال نجيب المدير العام للمركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عمان فأكدت أن المؤتمر يطرح العديد من التساؤلات والفرضيات المهمة، موضحة أنه يجب عدم اختزال المؤتمر في الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر.

ولفتت إلى أنه يجب أن يكون للمرأة دور في الاجتماعات والنقاشات وأن تأخذ دورها الفاعل في المناصب لأنها لعبت دوراً مهما في الثورات العربية ووقفت إلى جانب الرجل في الشارع، مبينة أنه يجب التطرق إلى موضوع المرأة السورية وما تقدمه من تضحيات جسام وما تتعرض له من قتل واعتقال واغتصاب على يد نظام الأسد.

بدوره أكد محمود محفوظ رئيس اللجنة التحضيرة لحزب سياسي قيد التأسيس في موريتانيا أن المحاضرات لم تلامس الواقع بشكل فعال وغاب عنها العمق في التحليل، متمنياً أن تكون محاضرات الغد أكثر عمقا وتوصيفاً لتجارب الدول التي حدثت فيها ثورات شعبية.

كما طالب محفوظ بضرورة التعريج على الثورة السورية في المؤتمر والحديث عن المؤامرة التي تتعرض لها الأمة العربية، وأثر ما حدث في مصر على الثورة السورية.

يشارإلى أن المؤتمر حظي بشراكة العديد من الجهات الاعتبارية والمنظمات العالمية، يأتي على رأسها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس التنسيقي الإسلامي ومنظمة الكرامة لحقوق الإنسان ومعهد التفكير الاستراتيجي و مؤسسة قرطبة للاستشارات ومركز الدراسات والاستشارات الحقوقية والحملة العالمية لمقاومة العدوان بالإضافة لنخبة من المفكرين والباحثين والصحفيين.