الشيوعيون يكتبون الدستور الانقلابي!

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

بعد انتخابه رئيسا للكنيسة الإرثوذكسية أصر تواضروس ألا يتم تنصيبه بابا للأرثوذكس قبل انسحاب النصاري والموالين للكنيسة من شيوعيين وناصريين وليبراليين وأشباههم من اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور الذي تم الاستفتاء عليه عام 2012. كانت اللجنة قد أوشكت على مناقشة المواد الأخيرة في الصياغة النهائية للدستور ، ولكن تواضروس أراد أن ينفّذ إرادته ويُمضي مشيئته ألا يكون هناك دستور مصري يعبر عن الشعب المسلم ، وبالفعل انسحب الموالون له وإن كان الاحتياطي قد وفر الأغلبية المطلوبة وتمت صياغة الدستور والاستفتاء عليه بأغلبية غير مسبوقة في العالم .

تاوضروس والعلمانيون والأشرار لم يتسامحوا مع الإرادة الشعبية التي أقرت الدستور الذي يعبر عن الهوية الإسلامية للشعب المصري ، ولم تعجبهم اللجنة التأسيسية التي انتخبها الشعب ، فأصروا على استدعاء العسكر ، من خلال الإعلام الضارب الداعر والأموال المهولة المجهولة التي يتم إنفاقها على الأبواق والأقلام ، وتم الانقلاب العسكري الدموي الفاشي الذي عطل الدستور ، وألغى المجلس التشريعي المنتخب ، واختطف أول رئيس مسلم منتخب يحفظ القرآن ، وصادر الحريات ، واستخدم الرصاص الحي وقصف الطائرات في قتل ما يقرب من خمسة آلاف مصري بريء ، وإصابة ما يزيد على عشرة آلاف بعضهم إصابته قاتلة ، وطغى في البلاد اعتقالا وخطفا وترويعا في جوف الليل ووضح النهار ، وسيطر على الصحافة والإعلام فلم يعد هناك صوت يخالف صوته ، ولا رأي يغاير رأيه ، وعادت الطوارئ مرة أخرى ، وتم فرض حظر التجول لتنجح حرب العسكر ضد الشعب المصري الأعزل !

الانقلابيون شكلوا لجنة مصغرة ، وأخرى من خمسين شخصا لتكتب دستورا جديدا يمحو الإسلام محوا ، ويكرس هيمنة البيادة على البلاد والعباد ، ويهيئ للحركات الهدامة والعقائد الفاسدة والضالة أن تمارس أنشطتها في طول البلاد وعرضها دون سدود أو قيود ، فالسدود والقيود وضعت في دستور الانقلاب لوأد الإسلام واستئصاله وتصفيته ، ومنع الأحزاب الإسلامية أو ذات المرجعية الإسلامية من الوجود.

كان بعض الإسلاميين ممن ينافسون الإخوان المسلمين يظنون أن تحالفهم مع العسكر والعلمانيين سيهيئ لهم المجال واسعا كي تكون لهم الكلمة الأولى في البلاد ، مع اتفاق يحفظ لهم ماء الوجه يتضمن الحفاظ على مواد الهوية الاسلامية في الدستور الذي أقرته الأمة ، والإبقاء على المجلس التشريعي ..ولكن الانقلابيين الدمويين ، بعد أن تمكنوا من القضاء على ثورة يناير وسيطروا على الدولة تماما واستعادوا  أجهزة الأمن القديمة والجلادين من عصر مبارك ، ركلوا حلفاءهم الإسلاميين ، وأعلنوا أن الدولة علمانية بفطرتها وأنه لا بد من الدم لتبقى مصر علمانية ،وقاموا بحل المجلس التشريعي على الفور ، وحاربوا الإسلام والمسلمين جهارا نهارا في إعلامهم وتصريحاتهم وقبضتهم الأمنية تحت مسمى محاربة الإرهاب ، وأيدهم في ذلك ملك السعودية وحكام الامارات والكويت والبحرين وسلطة رام الله الموالية للعدو النازي اليهودي !

لجنة العشرة المصغرة التي شكلها الانقلابيون عملت في السر . ولكن الذي تسرب عنها كان مريعا فقد حققت كل مطالب تواضروس بإلغاء كل ما يمت  للإسلام في الدستور بصلة ، وصارت الأقلية الطائفية المتمردة هي صاحبة القول الفصل في مصير الأغلبية الإسلامية الساحقة ، وأكد ذلك تشكيل الانقلابيين الدمويين لجنة الخمسين ، حيث كانت الأغلبية من المعادين للإسلام ، وكان الإسلاميون الذين تم ضمهم إلى اللجنة من الموالين للعسكر والسلطة الأمنية مجرد محلل أو زوج تحت الطلب! 

نستطيع الآن أن نشير سريعا  إلى نجوم لجنة الخمسين من الشيوعيين الذي يظهرون بانتمائهم علنا أو يتلفعون بعباءات ناصرية أو ليبرالية أو وطنية ، ونحن نعلم وكل الناس  تعلم ان الأصل الثالث من أصول الشيوعية بعد محو الملكية الفردية وإعلان رأسمالية الدولة هو استئصال شأفة الدين . والشيوعيون المصريون لا يعلنون غالبا موقفهم صراحة من الدين ولكنهم يغلفونه بمحاربة الرجعية أو الإرهاب أو التخلف أو عبادة الماضي أو نحو ذلك من مصطلحات مراوغة ورجراجة ، وقد فضحهم الله وهم يتحدثون عبر الهواء على شاشات التلفزة ويصرحون أن مصر ليست متدينة بالفطرة ولكنها علمانية بالفطرة ويجب أن تسيل الدماء لتكون علمانية !

الشيوعيون في لجنة الخمسين المعادون للدين صراحة وضمنا منهم : محمد عبلة، الفنان التشكيلي وسيد حجاب شاعر العامية وأحمد خيري وعمرو الشوبكي، وحجاج أدول، ومسعد أبوفجر. وهم شيوعيون حكوميون صرحاء، ومحمد مصطفى بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر ، شيوعي يتلفع بالناصرية وخالد يوسف مخرج الأفلام إياها وهو تلميذ المخرج الشيوعي يوسف شاهين عضو تنظيم حدتو.وحسين عبد الرازق؛ القيادي الشيوعي في حزب توتو. وضياء رشوان؛ نقيب الصحفيين؛ وهو كادر شيوعي سابق في حزب توتو أيضا. ومحمد عبد القادر؛ كادر شيوعي أسس نقابة للفلاحين لنشر الشيوعية بين الفلاحين .وسامح عاشور؛ نقيب المحامين؛ وهو شيوعي؛ بعباءة ناصرية .وعبد الجليل مصطفى؛ وهو شيوعي من التنظيم الطليعي في عهد المهزوم دائما جمال عبد الناصر  .ومحمد أبو الغار؛ رئيس الحزب المصري الاجتماعي عضو تنظيم الاشتراكية الدولية ( تجمع الأحزاب الشيوعية في العالم)؛ وجبالي المراغي؛ كادر شيوعي يشغل منصب رئيس اتحاد عمال. وعمرو موسى؛ شيوعي سابق في التنظيم الطليعى ، ومحمد سلماوي؛ شيوعي؛ يرأس اتحاد الكتاب ويتلفع بالناصرية وولاؤه لنجيب ساويرس. وميرفت التلاوي؛ رئيس المجلس القومي للمرأة معادية صراحة للإسلام وتنتمي للحزب المصري الاجتماعي الشيوعي ؛ عضو تنظيم الاشتراكية الدولية ، ومحمد سامي؛ رئيس حزب الكرامة؛ وهو حزب شيوعي؛ يتلفع بالناصرية  . ومحمود بدر؛ حركة تمرد؛ اشتراكي ثوري شيوعي. ومحمد عبد العزيز؛ من تمرد؛اشتراكي ثوري شيوعي. ومنى ذو الفقار محامية شيوعية. وجابر جاد نصار؛ وهو شيوعي رئيس جامعة القاهرة الآن . وعلى السلمي نائب رئيس حزب الوفد الليبرالي؛ كان شيوعيا ؛  في حزب توتو.

لقد قال وزير خارجيتنا الهارب من التجنيد لمجلة دير شبيجل: مرسي أراد إقامة نظام حكم إسلامي وما كنا لنسمح بذلك به فلجأنا إلى الجيش . وقال قائد الانقلاب الدموي الفاشي لواشنطن بوست: مرسي أراد استعادة الإمبراطورية الإسلامية وهو ما لم يجعله رئيسا لكل المصريين .وقال  الشيوعي حسين عبد الرازق عن انسحاب بعض الاسلاميين من لجنة الخمسين الانقلابية إنه لا يغير من الأمر شيئا !

ماذا ينتظر الإسلام على يد الشيوعيين في مصر ؟!!