وما زلنا في حيص بيص..
عقاب يحيى
بين المتفائلين والمتشائمين .. تبحث الحقيقة عن ذاتها خوفاً من التيه، وسوء التفسير، او الانحراف بهذا الاتجاه أو ذاك ..
يكثر الحديث و" التحليل" عن اسباب التأجيل..
ـ هل السبب فعلاً مزيداً من " القرار الديمقراطي" الذي يعزز التالي، وأفق وحجم وتداعيات الضربة العسكرية ؟؟.؟..
ـ هل هناك مشروع صفقة مع الروس.. تتجاوز سورية إلى إيران، وحتى الصين، ومناطق النفوذ والمصالح الكبرى ؟؟
ـ هل هو تعقّد اللوحة السورية والخشية من انفلات الزمام باتجاهات مختلفة ؟؟..
ـ هل لأن المعارضة أضعف من أن تكون مسؤولة عن ملء الفراغ ـ إن حدث ـ والخوف من مجيء المتشددين ؟؟؟...
ـ هل هو الموقف الشعبي المعارض؟، وموقع مجلس العموم البريطاني ؟؟..
أم هو المزيد من الضغط.. لسوق الجميع ـ تحت قعقعة السلاح ووقع طول الحرب ـ إلى جنيف ؟؟...كخيار متفق عليه بين الكبار والمتوسطين ؟؟..
ـ أم التذرع بنتائج لجنة التحقيق.. وصولاً لما سيقرره مجلس الأمن ؟؟..
ـ أسئلة تحتاج الإجابة قبل أن نذهب بعيداً في التخيّل.. والاستنتاج.. والتوهّم. لكن الأكيد أن الإدارة الأمريكية تراجع حماسها، أو قرارها عن شنّ ضربات مباشرة، وأنها اليوم، وعبر خطاب أوباما، تدرس مجموعة خيارات لم يعد يبدو فيها الخيار العسكري قريبا، ووحيداً.. ناهيكم عن حجمه، وهدفه، ونتيجته .
ـ الأكيد الذي أكدناه مراراً أن المسألة السورية شأن سوري بامتياز، وبالدرجة الأولى، وإن إسقاط نظام الطغمة من جذوره، والانتقال إلى الدولة الديمقراطية يستند إلى إرادة السوريين عموماً، والثوار منهم بوجه التحديد، وأن البحث عن وسائل الاعتماد على الذات، واسترداد القرار الوطني لتشكيل معادلتنا الوطنية التي تعرف كيف تتعاطى مع الأشقاء والأصدقاء، وبقية المجتمع الدولي سيبقى حجر الرحى.. صارت الضربة أم ألغيت .. كبيرة كانت.. أم شكلية، أم محدودة الوقع والأثر ..وأن الالتفات إلى توحيد الصفوف على قاعدة القراءة الواقعية للوضع الداخلي والعربي والدولي.. سيكون مصدر القوة، ومنبع التقدّم على الأرض، وفي فرض حل سياسي يستجيب لمطالب شعبنا، وأوله : تنحية رأس النظام وكبار رموزه، وإطلاق عملية انتقالية واضحة المضمون، والوقت ..