أين نحن من الضربات القادمة ؟؟...
عقاب يحيى
أسأل نفسي من أيام كمواطن.. عن مشاعري.. وموقفي إزاء التحضيرات التي تعلن قيامها بضربات مؤثرة لا أحد يعرف مداها، ونتائجها..هل أنا معها..؟.. هل أقف ضدها؟؟..
شعبنا بأغلبيته الساحقة رضع حليب الوطنية الصافية، واشتهر بمواقفه القومية على مرّ المخاضات والحروب والاعتداءات التي حصلت.. لكنه اليوم بين حيص بيص.. بين الرفض المبدئي لفكرة التدخل العسكري الخارجي، وبين وصوله حدّ اليأس من نظام قاتل لم تنفع معه جميع الوسائل السلمية، ولا محاولات التوصل لحلول سياسية معقولة ..
كمواطن.. أسأل نفسي : أليس النظام القاتل من دفع الأمور إلى هذا المستوى؟.. أليس هو من يستدعي ويستدرج التدخل الخارجي بنهجه الإجرامي وحربه الإبادية، واستخدام الكيماوي، وعنجهيته وحقده، وما يقوم به من قتل منظم للشعب، وإبادة لأسس الدولة وبنيانها، ولوحدة البلد وسيادته؟
وحين نرفض عقابه من قبل الدول الخارجية.. فما هو بديلنا ؟.. هل نملك إمكانية إسقاطه بوسائلنا المحدودة، وهو مصرّ على الذهاب بحربه ضد الشعب حتى الفناء الشامل..أو الحرب المذهبية، وربما إقامة دويلات مذهبية وإثنية تفتح الشهية لكل شيء ؟..والقضاء على مقومات البلد، ومستقبله ؟..
ـ وهل يمكن مباركة تدخل عسكري خارجي.. يقف كل تاريخنا، وما نشأنا عليه وتربينا، وآمنا ضده ؟..
ـ وبالوقت نفسه : فأهداف، وحدود، ونتائج، ومستوى هذه الضربات لا نعرفها بالتأكيد. الأمر الذي أحدث ويُحدث هذا الاختلاط في المواقف لدى قطاعات سياسية وشعبية واسعة.. وكأنها توضع على نصل سيف .. فتميل، وهي مغمضة العينين لشيء من ترحيب .. بأمل أن يفتح الطريق لإسقاط الطغمة.. بأيد سورية، وبعيداً عن اي شكل من أشكال الاحتلال، أو التدخل السافر..
ـ قد نعيد للذاكرة ايام العراق والتمهيد لغزوه.. وكيف كنا ضد العدوان المرتّب.. وكيف نحن الآن في حيرة.. ليس لاستنباط الفروق، او البنية القومجية، أو للذات السورية.. وإنما لوجود فارق نوعي بين الحالين.. حيث كان غزو العراق وتدمير الدولة العراقية قراراً قديما متخذاً يتجاوز صدام حسين والبعث.. غلى العراق وموقعه، ثم تسليمه للنفوذ الإيراني جهاراً.. بينما يمضي عامان ونصف من تواطؤ وتخاذل المواقف الدولية وترك الشعب السوري يذبح بدم بارد ..من قبل نظام يفعل كل الشرور للقتل المعمم..
ـ شخصياً ليس بمقدوري الترحيب بأي تدخل عسكري مهما كانت أهدافه ومساحاته، وحدوده.. لكني بالوقت نفسه لا أجد مخرجاً عملياً للخلاص من الطغمة، وإيقاف حمام المجازر، والتدمير..وأعلم يقيناً، أنها ـ الطغمة ـ ترفس وتنحر أي خلول سياسية، وأن التشبث بالقاتل وزمرته يقود غلى نتائج كارثية..ـ هنا يأتي السؤال : لماذا لم يعملوا على التخلص من أسباب المصيبة وقت مبكر يوفرون فيه عليهم، وعلينا، وعلى البلد كل الأخطار الحالية، وما تحمله التطورات؟؟... وهل يمكن أن يقوموا بها الآن.. فيفتحوا الطريق لعملية انتقالية صحيحة بعيداً عن الرأس المجرم وكبار رموز نظامه؟؟...أم أنهم مصرون على المضي معه حتى الكارثة ؟؟...
ـ في جميع الحالات.. فإن إسقاط نظام الطغمة، والتخلص من شروره، وآثاره مهمة سورية بامتياز.. يجب القيام بها من جميع المعنيين في قوى المعارضة، والجيش الحر، وثوار الميدان..