توضيحات.. للسيدة ندى الخش

عقاب يحيى

الصديقة، المناضلة المعروفة ندى الخش.. تكتب باستمرار من القلب.. ولكن " ابو ذر" يحرص على التأريخ، وتدوين بعض وقائع بلادنا.. في سلسلة تشكر فيها على مجهودها..

ربما تختلف المعطيات، وربما زاوية الرؤية لبعض الحقائق، والأمور.. لكن الذي يجمعنا كبير..

مثلاً .. يتطرق أبو ذر إلى لحظة استلام الطاغية للحكم بانقلاب عسكري/ 13 تشرين الثاني 1970/ وتقول :" ان جميع القوى السياسية استبشرت ـ آنذاك خيراً قررت التعاون معه في إطار التحضير لمعركة الأراضي المحتلة في 1967، وبادرت بالمشاركة في الجبهة الوطنية التقدمية التي اقترحها...."

وتبياناً لبعض الحقائق الموضوعية.. أشير إلى :

ـ معظم القوى السياسية، خاصة الحزب الشيوعي السوري.. اعتبر الانقلاب جزءاً من المشروع الأمريكي لضرب القوى الوطنية والتقدمية في المنطقة، والقبول بالتسوية السياسية مع إسرائيل، وشارك الحزب وغيره اياماً في المظاهرات المناوئة للانقلاب حتى جاءت الأوامر الأوامر من " الرفاق الكبار" ـ السوفييت ـ بالتعاون ..

ـ جزء كبير من مناضلي البعث الأصلب، والشرفاء قاوموا الانقلاب.. ومعهم مجموعات تقدمية منذ الأيام الأولى.. ودفعوا أثماناً غالية..

ـ كان الخلاف الجوهري مع القيادة الوطنية السورية برئاسة الدكتور نور الدين أتاسي ـ على الأقل في ظاهره ـ يدور حول القبول بالقرار /242/ الأممي الذي يعترف بإسرائيل، وبالتسوية معها.. والذي رفضته تلك القيادة بإصرار.. ويضاف إليه الموقف من دعم المقاومة الفلسطينية والعمل الفدائي. ومواقف الأسد الطاغية معروفة أثناء مجازر أيلول في الأردن.. وتلكؤه في تنفيذ قرار القيادة السياسية بالتدخل لنجدة المقاومة، ثم إفراغه من محتواه عبر حجم التدخل، ومنع تغطيته بالطيران .... وموقفه ذاك كان بمثابة إعطائه الضوء الكبير للانقضاض على رفاقه .

ـ لم يكن بوارد الأسد ابداً خوض حرب لتحرير المحتل في عام 1967.. وكان الرهان على التسوية السياسية.. ناهيك عن موقفه من فلسطين.. وحرب تشرين تحتاج إلى وقفة في دوافعها وحدودها وظروفها .

ـ الأسد كان من أشدّ المعارضين لفكرة الجبهة التقدمية في سورية، والتي طرحها عديد البعثيين في مؤتمرات الحزب القومية والقطرية.. قبل الانقلاب، وابرزهم المناضل مصطفى رستم.. وكان شرساً في إقرارها .. أثناء عرض مقترحات على التصويت.. وحين أطلقها في بيان انقلابه/16/ تشرين الثاني.. كانت مجرد ورقة للتغطية، والتمرير.. انطلت على البعض، أو أغمضوا أعينهم عن رؤية الحقائق، وقراءة الظروف التي جاء فيها الانقلاب.. فانساقوا وهم يعرفون اللعبة، وطبيعة الانقلاب، وارتكازاته الفئوية ـ العسكرية ـ الأمنية، ومواقفه السياسية..

ـ في ميثاق تلك الجبهة بنود مذلة للتعاون.. إن كان فيما يتعلق باعتبار البعث هو القائد للدولة والمجتمع، أو للجبهة، ومنع اي طرف ـ سوى البعث الواجهة ـ من القيام بأي تنظيم في الجيش أو الطلاب.. وكان السؤال الكبير : كيف قبلوا بتلك الشروط؟؟.. وماذا بقي لهم ليعملوا؟؟.. واية شراكة هي التي وقّعوا عليها شكلاً ؟؟..

ـ الطاغية الأكبر الذي لم يك يوماً مقتنعاً لا بحزب ولا بشعب..أطلق شعاره المعروف، المقصود : الحزب هو الشعب والشعب هو الحزب..لطمس التخوم، وتمرير ما يريد.. وغطت القوى السياسية أعينها بمواقف غير صحيحة حين سكتت وشاركت.. واعتقاد بعضها... أنه قد يريحهم من البعث.. ولم يسأل أحدهم عن بديل الأسد، وماذا يخطط، واي مملكة أمنية، فئوية يقيم ..

ـ التعاون استمر سنوات، وليس اشهراً، والبعض واصل وجوده في " مجلس الشعب" لزمن.. حتى فاحت رائحة النظام في كل المجالات.. وكان الدخول إلى لبنان 1976 النقطة التي افاضت كأس بعض الأحزاب المشاركة، وحين قررت الانسحاب من الجبهة.. واجها النظام باختراقات للعظم فيها.. اخذت شكل انقسامات وانشطارات..تحافظ على نفس الاسم.. ما يزال بعضها حتى يومنا هذا يواصل تمرجحه في تلك الجبهة..

ـ التجمع الوطني الديمقراطي الذي تمّ التوقيع على وثيقته أواخر عام 1979.. في خضم المواجهات العنيفة بين النظام و"الحركة الدينية".. تأخر سنوات بفعل الخلاف حول آلية مواجهة النظام.. بل وحتى حدود الموقف منه.. ومع ذلك.. كان الإنجاز التاريخي المهم ..للمعارضة .

ـ كلنا يعرف، ومنذ البداية.. ان الطاغية الأكبر أقام مملكة خاصة : أمنية ـ عسكرية ـ فئوية ـ استبدادية ـ إفسادية ـ نهبية.. وحين قرروا تنصيبه بمرتبة القائد، كان الكل يعرف أن القرارات محصورة به، وأنه طاغية من نوع غير مألوف في تاريخ سورية الحديث..

ـ يبقى الشكر الجزيل للسيدة ندى على مجهودها الكبير في تعريف الأجيال ببعض صفحات تاريخ بلدنا..