بمباركة أمريكا: السيسي على خطى بشار!!
بمباركة أمريكا:
السيسي على خطى بشار!!
حسام مقلد *
أفاق كثير من المصريين على وقع نكسة 30 يونيو ليجدوا أنفسهم كانوا ضحية أقذر مؤامرة في التاريخ قام بها العسكر لب وجوهر الدولة العميقة في مصر!!
فقد استهزأ العسكر بالمصريين وجعلوهم أضحوكة العالم بعد أن ظلوا يخادعونهم ويخاتلونهم طوال عامين ونصف، وأوهموهم أنهم قاموا في 25 يناير بثورة أبهرت العالمين!! وجعلوهم يعيشون في وهم كبير اسمه الديمقراطية فخاضوا انتخابات مجلس الشعب، ثم مجلس الشورى، ثم رئاسة الجمهورية، ثم الاستفتاء على الدستور... وبجرة قلم ألغى الفريق أول عبدالفتاح السيسي المنقلب على الشرعية كل هذا، وصفع ملايين الشعب المصري صفعة مدوية أفاقتهم من الوهم الذي عاشوا فيه طيلة العامين ونصف ليجدوا أنفسهم ما زالوا خانعين تحت بيادات العسكر باسم الوطنية وحقن دماء المصريين!!
لقد انحاز السيسي للأقلية في مصر من العلمانيين والشيوعيين ومتطرفي الأقباط والفلول، أو لنقل بالأحرى إن السيسي استخدم الأقلية العلمانية كغطاء شعبي يسوغ انقلابه على الشرعية، وما كانت تظاهرات 30/6 غير مسرحية سخيفة تم حشد جماهير العلمانيين والمنتفعين فيها لتسويق الانقلاب العسكري الغاشم على أنه غضبة شعبية ضد حكم الرئيس محمد مرسي!!
لكن جماهير الشعب المصري العظيمة أبت أن تكون أكبر مخدوع في التاريخ فرفضت الانقلاب العسكري الغاشم ووقفت بكل سلمية تطالب بإلغائه، واعتصم ملايين المصريين في كافة الميادين وخصوصا ميدان رابعة العدوية اعتصاما سلميا حضاريا لأكثر من شهر للمطالبة بعودة الشرعية وإنهاء الانقلاب العسكري الظالم، ويبدو أن السيسي معجب بالسفاح السوري بشار الأسد!! فاتهم المعتصمين السلميين العُزَّل بالإرهاب وارتكب بحقهم أبشع المجازر، وأطلق وسائل إعلامه عليهم فشيطنوهم، وأظهروهم إرهابيين وخونة، وأغروا بهم قوات الشرطة لتصفيتهم باعتبارهم خارجين على القانون!!!
ويبدو أن الانقلابيين ومعهم كل قوى الشر الداخلية والخارجية والمحلية والإقليمية والعالمية قد قرروا توجيه ضربة عسكرية خاطفة لفض المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة يوم السبت3/8 ... ويبدو أنهم يعدُّون لمجزرة كبيرة تخلِّف الكثير من الضحايا ونفهم ذلك في ضوء الآتي:
1. تفويض وزير الداخلية المصري بفض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة وغيرها بالقوة !!
2. تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري (الذي زعم إعلامنا الفاجر ذات مرة أنه أخواتي) المؤيدة للانقلاب وقوله: إن الجيش المصري تدخل بناءً على طلب ملايين المصريين لحماية ما وصفها بالديمقراطية!!!
3. إعلان الولايات المتحدة أنها ستغلق عددا غير محدد من سفاراتها في أنحاء العالم يوم الأحد المقبل4/8/2013، وربما الأيام التي تليه، بسبب مخاوف أمنية!!!
وبربط كل هذه المعلومات مع بعضها البعض نخلص إلى ما يلي:
1. قام السيسي بانقلابه العسكري الغاشم الظالم بتخطيط ومباركة أمريكية لإفشال التجربة الديمقراطية المصرية حتى لا تكون نموذجا يُحتذى في العالمين العربي والإسلامي.
2. تؤيد الولايات المتحدة الأمريكية القيام بفض الاعتصامات السلمية بالقوة لأنها ستفشل الانقلاب العسكري.
3. تتوقع الولايات المتحدة ردة فعل غاضبة من شعوب العالم العربي والإسلامي؛ بسبب تأييدها للانقلاب العسكري في مصر، وإعطائها الضوء الأخضر لضرب المتظاهرين السلميين في ميدان رابعة وغيره بالرصاص الحي وغير ذلك من أساليب البطش والقوة المسلحة!!
وفي ضوء كل ذلك يجب على المصريون أن يحتشدوا منذ اليوم الجمعة 2/8/2013 بقوة وبكثافة شديدة في ميداني رابعة والنهضة ... وأن يركزوا اعتصاماتهم ومسيراتهم في هذين الميدانيين فقط، وأن يأخذوا حذرهم... خذوا حذركم ... خذوا حذركم جيدا ... واثبتوا في الميادين ولا تتخاذلوا !!!... (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]... (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38] ... (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: 21]... (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر 51]... وإنه لمن المروءة والواجب الوقوف إلى جانب الحق ونصرته، ودعم أبناء شعب مصر العظام للدفاع عن ثورتهم وكرامتهم وحقهم في العيش بحرية وكرامة وأمن وأمان وعز واستقرار!!!
وليعلم قادة القوات المسلحة المصرية أن إراقة الدماء والعنف والقهر والجبروت سيدفع مصر لنفس الطريق المظلم الذي دفع جزار سوريا المتوحش السوريين إليه، وستكون الفاتورة في مصر باهظة التكاليف؛ فلن يقف ذوو الضحايا يتفرجون على أبنائهم يذبحون، وستسقط مصر والمنطقة والعالم في دوامة من العنف والقتل والاضطرابات لا يعلم مداها إلا الله تعالى وحده!!
ويتحتم علينا الآن حشد الناس وحثهم على المشاركة في الاعتصامات، والصبر في الميادين (فإنما النصر صبر ساعة) ولنثق في نصر الله تعالى لنا فالانقلابيون يحتضرون، والنصر قادم بإذن الله تعالى... (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7] ... (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].
* كاتب إسلامي مصري