فرضية الدولة الإسلامية في سوريا

على الرغم من انتشار المقاتلين التابعين لما يسمى بـ"دولة العراق والشام الإسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة، وسيطرتها على عدد من المواقع داخل سوريا، فإن أحدا لم يتحدث عن خطة مباشرة لهم لمهاجمة السوريين المعارضين للأسد والبدء بتأسيس دولتهم، سوى مصدر في الجيش الحر نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط" دون أن تذكر اسمه.

فقد أوردت الصحيفة في تقرير لها نقلا عن مصدر قيادي في الجيش الحر لم تذكر اسمه، أن هناك معلومات موثوقة لدى الجيش الحر عن مشروع لتنظيم "القاعدة" ممثلا بدولة العراق والشام الإسلامية لإنشاء دولة في الشمال السوري عبر السيطرة على كل المنافذ الحدودية مع تركيا من الشرق والشمال والقضاء على الجيش السوري الحر في المنطقة، كاشفة أن "أول أيام العيد سيكون ساعة الصفر، ويشمل هجوما شاملا على باب الهوى وباب السلامة".

بدأت الخطة حسب المصدر مع بالسيطرة على قرية الدانا الحدودية بعد ذبح القائد فادي القش وأخيه، بعد خداعه واستدراجه إلى اجتماع لعقد هدنة واتفاق، ويسيطر على القرية الأمير أبو أسامة التونسي الذي لا يتعدى الـ20 سنة من عمره وهو من أمر بقتل القش. واستمرت الخطة مع اغتيال عضو مجلس القيادة العليا كمال حمامي المعروف بـ(أبو بصير اللاذقاني)، حيث أطلق أمير الدولة في أحد الحواجز رصاصة على رأسه فأرداه ثم أطلق النار على باقي عناصر الموكب وأبلغهم بنقل بتهديد بأن: "هذا مصير المتعاملين". وستستكمل بسلسلة اغتيالات علنية بحق ضباط وشخصيات هامة في الجيش السوري الحر. ويجري تنفيذ الخطة بحجة "تكفير الجيش الحر عبر اتهامه بالتعامل مع الغرب وعدم مد جماعات الدولة الإسلامية بالأسلحة".

يقول المصدر إن "المخطط يشمل الانتشار باتجاه معبر باب الهوا ثم باتجاه حارم وصولا إلى دركوش"، كاشفا أن "أول أيام العيد سيكون ساعة الصفر ويشمل هجوما شاملا على باب الهوى وباب السلامة". وأشار إلى أنه بعد الدانا شمالا "سيطرت الدولة على جرابلس ومعبرها الحدودي شرقا وأعلنوها إمارة إسلامية، حيث منعوا التدخين في الشوارع وفرضوا الحجاب، كما يحاولون أن يتزوجوا البنات بالقوة بصفتهم مجاهدين أجانب أتوا لنصرة سوريا"، مضيفا أن "منبج هي الوجهة التالية". وأوضح أن معبري "باب الهوا وحارم سيكونان الهدفين الأساسيين، الأول للإمساك بمصادر السلاح والذخيرة، والثاني للإمساك بالمال من خلال تهريب النفط الخام".

كما لفت المصدر إلى أن الاستهداف سيكون حصرا على الكتائب التابعة للأركان وليس الإسلامية منها حتى لو كانت منضوية في المجالس العسكرية، مضيفا أن "حركة أحرار الشام ولوائي الإسلام والتوحيد تراقب ولا تتدخل فيما يجري". في حين يعمل الجيش الحر بحسب المصدر على نشر "نشر كتائب وحواجز في البلدات التي ستكون مستهدفة بحسب المخطط مثل سرمدا وتدعيم انتشاره فيها. وأكد المصدر على أنه "سنسعى إلى الجلوس والتحاور مع الدولة الإسلامية إن وجدنا آذانا صاغية، وذلك لكي نتجنب حمامات دم ومعارك تنعكس سلبا على مواجهة النظام"، لكنه أضاف: "مهما فعلنا. بالتأكيد ستكون هناك حرب بيننا وبينهم".

ويظل هذا السيناريو مستبعدا في الوقت الحالي حسب مراقبين وذلك لوجود قوى كبيرة أخرى تفوق "دولة العراق والشام الإسلامية" عددا وتسليحا وتنظيما، مثل الجبهتين الرئيسيتين: جبهة تحرير سوريا الإسلامية والجبهة الإسلامية السورية. ويعد كل من لوائي التوحيد والإسلام ركيزة أساسية في جبهة تحرير سوريا، كما تعد كتائب أحرار الشام ركيزة أساسية في الجبهة الإسلامية السورية لتحرير سوريا.

وقد أشار "ديفيد إغناتيوس" في مقالة سابقة له منشورة في الواشنطن بوست بعنوان "فرز المعارضة السورية"، إلى تقرير سلمته هيئة أركان الجيش الحر لوزارة الخارجية الأمريكية يصنف الجيش الحر إلى ثلاث مظلات. الأولى والأكبر هي جبهة تحرير سوريا الإسلامية، المدعومة من قبل السعودية، وتوجهها أقرب إلى العسكري منه إلى السياسي. وقال إغناتيوس حينها إن أفضل ما يمكن أن تحققه السياسة الأمريكية هو الضغط على التحالف المدعوم من قبل السعودية لإقناعه بضم مقاتليه تحت جناح هيئة أركان الجيش السوري الحر بقيادة سليم إدريس. وحتى الآن تعد جبهة تحرير سوريا الإسلامية نواة هيئة أركان الجيش الحر، والنواة العسكرية لكل الحلول المطروحة السياسي منها والعسكري، وذلك حسب مراقبين.

إعداد وتحرير المكتب الإعلامي

23/7/2013