فرضية الدولة الكردية
عقد قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مع رئيس المجلس المركزي (البرلمان الحزبي) للاتحاد الوطني الكردستاني -الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني- عادل مراد في مكتبه بمدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، كما التقوا برئيس الإقليم مسعود بارزاني وحركة التغيير. وقد بادر الحزب حسب قيادي من المشاركين في الاجتماعات "بطرح مشروع يدعو إلى تشكيل قيادة مشتركة تضم كافة القوى الكردية من دون استثناء لإدارة شؤون المناطق الكردية المحررة من قبضة نظام الأسد، على أن تجري انتخابات عامة في غضون ثلاثة أشهر، تناط بموجبها مهمة إدارة شؤون المنطقة بالجهة الفائزة بتلك الانتخابات".
وطالب عادل مراد بفتح الحدود بين إقليم كردستان العراق والمدن والمناطق ذات الكثافة السكانية الكردية في سوريا. كما دعا مختلف القوى الكردية في سوريا إلى عدم التفريط بهذه الفرصة التاريخية قربانا لمخططات خارجية وإجراء التنسيق والتعاون بين PYD و"مجلس شعب غرب كردستان" مع الحزب الديمقراطي التقدمي واليسار الكردي في سوريا ومختلف القوى الوطنية لتشكيل سلطات محلية تحظى بثقة الشعب لإدارة المناطق الكردية وتطبيع الأوضاع فيها.
من جهته، أشار عضو الـPYD آلدار خليل إلى أن حزبه "بادر بطرح مشروع يدعو إلى تشكيل قيادة مشتركة تضم كافة القوى الكردية من دون استثناء لإدارة شؤون المناطق الكردية المحررة، على أن تجري بعد ثلاثة أشهر انتخابات عامة، تناط بموجبها مهمة إدارة شؤون المنطقة بالجهة الفائزة بتلك الانتخابات". وتحدث خليل عن "الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي بعفرين في محافظة حلب بعد أن فرضت عليها الجماعات المتشددة في الجيش الحر حصارا جائرا في هذا الوقت العصيب، وبعد أن استقبلت أكثر من 200 ألف لاجئ خلال الأسابيع القليلة الماضية نتيجة تدهور الوضع الأمني في حلب".
قال الناطق الرسمي باسم "مجلس شعب غرب كردستان" شيرزاد اليزيدي إنه بناء على مقترح من المجلس تجري حاليا الاستعدادات لتنظيم انتخابات برلمانية سينبثق عنها تشكيل حكومة محلية لإدارة شؤون المناطق الكردية بسوريا، مضيفا: "ونحن الآن في مرحلة التشاور لتشكيل إدارة مشتركة تتألف من ممثلي مختلف القوى السياسية والمكونات القومية من العرب والكرد والمسيحيين وغيرهم. ستكون مهمتها الأساسية التأسيس لإجراء انتخابات برلمانية قادمة بغضون 3 أشهر، وكذلك العمل على إعداد مشروع لدستور مؤقت سيطرح على الاستفتاء قبل تنظيم تلك الانتخابات البرلمانية، وبعد تشكيل البرلمان سيجري عرضه على البرلمان المنتخب لإقراره".
وأكد اليزيدي: "لقد أجرينا مشاورات مع قيادة الحزبين الكرديين بكردستان العراق؛ الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، بالإضافة إلى الأحزاب والقوى الكردية السورية، وسنمضي بخطوتنا هذه نحو تأسيس إدارة محلية وبرلمان منتخب من قبل الشعب".
وقد نقل ناشط مقرب من "مجلس شعب غرب كردستان" أن حكومة غربي كردستان ستضم 9 وزراء بينهم رئيسها المهندس صالح مسلم (رئيس PYD)"، بالإضافة إلى كل من "سينم محمد نائبا لرئيس الحكومة، عبد الحميد حاج درويش وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الحكومة، محمد موسى وزيرا للطاقة والثروة البترولية (عن حزب اليسار الكردي)، محمد الفارس وزيرا للمالية والاستثمار، فؤاد عليكو وزيرا للعدل والشؤون الانتقالية (حزب يكيتي الكردي)، شيرازاد عادل يزيدي وزيرا للإعلام، العقيد آلدار خليل وزيرا للداخلية وقائد القوات المسلحة، وصالح كدو وزيرا للتضامن الاجتماعي".
كما أوضح مصدر عسكري في الجيش الحر أن "الدولة (الكردية) المفترضة ستمتد على طول الشريط الحدودي الشمالي لسوريا وبالأخص ذلك الملاصق لكردستان العراق وصولا إلى حلب"، مشيرا إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق "مسعود بارزاني يدعم قيام هذا الإقليم بشكل مطلق". مؤكدا أن "هذه الدولة المفترضة غير ممكنة التحقق ولن يتعدى الأمر إذا حصل حد إعلان حكومة".
وقد كشف رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم، لصحيفة "ايدنلك" التركية، عن اجتماع سري عقد خلال شهر أيار الماضي مع وفد من حزب العدالة والتنمية التركي بالقاهرة. وأشار إلى أن اللقاء تركز حول أمن الحدود بعد استيلاء أعضاء حزبه الكردي في بداية أيار على بعض المناطق في شمال سوريا إضافة إلى عدم إعاقة مختلف أنواع المساعدات التركية لسوريا. وتم اللقاء حسب الصحيفة بناء على دعوة السفير التركي بالقاهرة حسين عوني بوطسالي، وهو ما نفاه الحزب الحاكم بتركيا.
ولا يميل غالبية المراقبين للشأن الكردي إلى ترجيح قيام دولة كردية، في حين يميلون إلى توقع قيام حكومة على شكل إدارة محلية. الأمر الذي حدث في مدن أخرى في سوريا ويتوقع أن يتكرر في جميع المدن السورية.
الاضطرابات مؤخرا
وتتواصل الاشتباكات في منطقة رأس العين بين مقاتلين إسلاميين وآخرين يتبعون لوحدات "حماية الشعب الكردي". في الوقت الذي تعيش تركيا الرسمية والشعبية حالة من «التأهب» مع تواتر المعلومات عن احتمال إعلان دولة كردية، أو حكومة لأكراد الشمال السوري تكون مدخلا إلى كيان مستقل مشابه لما هو قائم في العراق. وقد رفعت القيادة العسكرية التركية من حال التأهب على حدودها مع سوريا، خصوصا في المناطق المحاذية للمنطقة ذات الكثافة الكردية.
وأشارت مصادر تركية إلى أن تعزيزات كبيرة تتجه إلى المنطقة من وحدات الجيش التركي، وأن الأوامر أعطيب للطائرات التركية باستهداف أي تحرك مشبوه عند الحدود بعد اجتماع استثنائي عقد بين رئيس الجمهورية عبد الله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش الجنرال نجدت أوزال. كما حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أي اتجاه انفصالي ومن "العواقب الخطيرة" التي يمكن أن تنجم عن ذلك.
وقد أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بيانا استنكر فيه "قتال الأخوة"، وأهاب "بكافة تشكيلات الجيش السوري الحر المنتشرة في شرق سوريا أن يحرصوا كما كانوا دائما على البقاء بخدمة التوجهات الأصيلة للشعب السوري البطل بمواجهة كل ما يدبر ضد الثورة السورية العظيمة ووحدة الشعب والتراب الوطني السوري، والتمسك بالمبادئ الأصيلة لهذه الثورة في الحرية والعدالة والكرامة، وعدم الانجرار إلى أي معارك جانبية سوف تساهم حتما في إعاقة وصول الشعب السوري إلى أهدافه المشروعة لنيل حريته وبناء سوريا الجديدة لكل السوريين".
إعداد وتحرير المكتب الإعلامي
23/7/2013