مستشفيات الجزائر.. خزي وعار
معمر حبار
تعرف الدول من خلال محطتين، التعليم والصحة، وحين تجبر على الدخول لمستشفى جزائري.. زائرا أو مرافقا.. تدرك جيدا المستوى الذي وصلت إليه المستشفيات الجزائرية..
هذا الأسبوع أصيبت الأم الغالية، بنزيف دموي داخل الدماغ، فنقلت إلى الاستعجالات بمستشفى الشرفة.
الطبيبة الساهرة على المداومة يومها، قامت بتخفيض الضغط، ونجحت في ذلك، وسهرت على راحت المريض، لكن قلة تجربتها وعدم إهتمامها، أوقعها في أخطاء، تضرر على إثرها المريض، وأهل المريض ..
طلبت مني أن لاأخضع الأم للماسح الضوئي Scanner، إلا بعد الغد، بينما حالتها الخطيرة، كانت تتطلب إجراء أشعة بصورة عاجلة وآنية لاتتطلب التأخير، الذي زاد الأمر خطورة ، ثم وجهتني إلى طبيب القلب، بينما حالتها كانت تتطلب مختص في الأعصاب وجراحة الأعصاب.
برودة الطبيبة، وسوء التوجيه من طرفها، زاد في تفاقم الوضع، وجعل الإصابة أكثر تعقيدا مما كانت، بدليل أن حالتها زادت تدهوارا .
دول المستشفيات: للمستشفيات الجزائرية دول قائمة.. مستشفى الشرفة يلقي بالمريض لمستشفى أولاد محمد، وبعد وصول سيارة الإسعاف للحظات معدودات، يعاد المشلول عبر نفس السيارة من مستشفى أولاد محمد إلى مستشفى الشرفة، فيظل المريض لعبة يتسلى بها هذا وذاك، وحالته تزداد خطورة..
لا تسمع من القائمين على مستشفى الشرفة وأولاد محمد، إلا سبا وشتما وكل يتهم الآخر، بالتقصير والكذب والتهرب. وفي نفس الوقت، يدعي أنه الصادق المخلص المحترف، وأنه على صواب.
وفي خضم هذا العراك، والاتهام المتبادل، يضيع المريض، ويتفاقم المرض، وطيلة 3 أيام، دون أن يزور الطبيب المختص في الأعصاب مريضه، ودون أن يقدم له العلاج المناسب، باستثناء مهدئات.
وتظل 3 أيام لاتعرف عن مستقبل مريضك شيئا، الذي تتدهور صحته بين يديك، ولا تستطيع فعل أيّ شيء ..
أنا الآن أكتب هذه الأحرف، وقد مر على إصابة الأم بنزيف دموي 04 أيام، لم يزرها الطبيب المختص، سوى مرة واحدة. وقد أخبرتني المكلفة بتسيير الطابق الخاص بالأعصاب، أن الطبيب سيزورها يوم الأحد، أي حضور الطبيب المختص مرة واحدة في الأسبوع.. ولا تسأل بعدها عن المريض.