الأسير ضرار جاموس عنوان في التضحية والفداء
أحرار:
وشوق الأشقاء له في إزياد
يسترجع الشقيق الأصغر ويعود لأيام الصبا.... يستذكر أخاه الذي أصبح الآن في عداد الأسرى... ومع قوافل من ينتظرون انتهاء أحكامهم... للشقيق مع شقيقه الأسير ذكريات كبيرة والأشواق له تملأ القلب، والعين تحلم بزيارة له تراه فيها.
محمود شقيق الأسير ضرار جمال طلال جاموس، 33 عاماً، من قرية زيتا جماعين، والذي آثر أن يكون المتحدث الذي يروي حكاية أخيه المعتقل منذ تاريخ: 30/3/2003، والذي اعتقل بعد مداهمة منزل عائلته في البلدة، وتسليم جنود الاحتلال بلاغاً بضرورة تسليم ضرار نفسه، الأمر الذي جرى بالفعل بعد أيام، وأصبح ضرار معتقلاً لديهم.
يقول محمود، لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان:" إن اعتقال شقيقه كان فجاءة، واستهجن الجميع اعتقاله، حيث كان ضرار طيلة الوقت منهمكاً في عمله( سائق تراكتور)، ولم يكن لديه الوقت للانخراط في أعمال أخرى".
ويكمل محمود:" بعد اعتقال ضرار تم وضعه في زنزانة انفرادية مدة شهرين متواصلين، وكانت تلك الأيام أيام حزن كبيرة خيمت على المنزل والعائلة، وحتى وبعد خروج ضرار من العزل، لم ينتهي الأمر، بل تواصل التحقيق معه حتى عام كامل، صدر من بعده الحكم عليه بالسجن 19 عاماً".
وبألم قديم، تجدد مع حديث محمود لمركز أحرار قال:" بعد مرور عام على اعتقال ضرار، وقبل أن يراه ولو لمرة واحدة ويطمئن عليه.... غادر الوالد الحياة وقلبه يتألم على سجن ابنه... وكان يحلم دائماً برؤيته والاطمئنان عليه، لكنها الآجال بيد خالقها، فكانت وفاة الأب لها الوقع الأليم على ضرار في سجنه، والذي كانت مشاركته في عزاء عائلته، مكالمة هاتفية لدقائق معدودة سمح له بها جنود الاحتلال من سجنه".
كما أشار محمود، إلى أن ضرار حرم من مشاركتنا لأفراحنا وزواج شقيقي الأكبر، فأمي كانت فرحتها منقوصة، وكنا جميعاً نمثل الفرح وفي داخلنا حزن وقهر على وفاة أبي، وفراق أخي الحبيب ضرار، الذي كانت له علاقاته المميزة مع جميع الناس، وكان في عائلتنا الأخ العون المعين المساعد لنا في كل الظروف والأحوال.
محمود لم يشاهد ضرار منذ ثلاثة أعوام، ويفتقده كما يفتقد الابن والده، لأن ضرار هو الشقيق الأكبر له، والذي تعلم منه محمود أشياء كثيرة، ولا يكاد إلا ويتذكره في كل لحظة وجلسة وحديث وليلة.
كما إن إخوان ضرار الثلاثة الآخرين ممنوعون من الزيارة، ووالدته هي التي تزوره كل أسبوعين، وضرار الآن يقبع في سجن النقب.
ومن سجنه، استطاع ضرار أن يقدم امتحان الثانوية العامة وبالفعل قدمه ونجح فيه، وقرر مواصلة تعليمه الجامعي والالتحاق بالجامعة، إلا أن تنقله بين أكثر من سجن عرقل من تحقيق ذلك، إلى أن استطاع ضرار وبعد نقله لسجن النقب منذ حوالي عام أن يلتحق بالجامعة العبرية ويبدأ من هناك دراسة العلوم السياسية، بعد أن تحدى كثيراً من العقبات، واستطاع التغلب على كثير من المشاكل التي واجهته في أسره.
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن ضرار من الشباب الفلسطيني المميز والذي يحظى بحب جميع الأسرى وهو صاحب شخصية تحب البذل والعطاء وخدمة الآخرين على حساب وقته وجهده .