الديموقراطية الإله المعبود اليوم من دون الله

الديموقراطية الإله المعبود اليوم من دون الله

محمد شامي

 ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ( 16 ) اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ( 17 ) ) ...!!!!!!...................

ألم يأن للعقلاء منا أن يكفروا باللّات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ؟؟!!!.................

ألم يأن للمستبصرين منا أن يروا نور الحق من زيف الباطل بعدُ؟؟!!..................

ألم يأن أن نعلم : { إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّر مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِل مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ؟؟؟؟!!!...............

ألم يأن أن نتعلم من موسى عليه الصلاة والسلام ، وأن نقول مقالته : " فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّه سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّه لَا يُصْلِح عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" ؟؟؟!!!!!..................

ألم يأن أن نقول كما قال سحرة فرعون لمّا رأوا الحق وعرفوه : " قالوا آمنا برب هارون و موسى"- طه:70-

ألم يأن لنا أن نكفر بالطاغوت ونؤمن بالله ونستمسك بالعروة الوثقى : "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "....؟؟؟!!!! فلقد بانت الحقيقة ، وظهر الأمر ، وانجلى ..

لقد ّان الأوان أن نكفر بالديموقراطية الها من دون الله ،فلقد بان الزيف للعميان

____________________________________________________

فضلا عن المبصرين ....

_________________

لا يكاد يزول عجبي من هؤلاء المغترين _ بالديموقراطية _ تسممت أفكارهم بها حتى ظنوا أنها الحق والشرعة والدين ، وصاروا ينعقون بها كما الغربان ، وانخدعوا بالإعلام المارق الوقح الخبيث فصاروا لها أبواقا ، وراحوا يسوّقونها للناس على أنها الرقي والحضارة والتقدم والحق والدين والشرع !!!!

وأعجب من ذا ، أولئك الذين كنت أعدّهم من العقلاء المفكرين المخلصين ، بل لا أشك في إخلاصهم ، ولكنني صرت أشك في شئ اخر ....

سأذكر مثالا ينبئ عن ذلك ..

سوّق الإعلام في يوم ما أن الاشتراكية نظام يضمن للإنسان العدالة الاجتماعية

، وأنه النظام الخليق بأن يؤمّن للإنسان الكرامة الإنسانية بغض النظر عن مكانته وموقعه في المجتمع وأنه الذي يضمن حقوق الضعفاء ويوزع الثروة بالمساواة بين الناس ويعطي العامل والفلاح حقوقه ...إلى اخر ما هنالك من الكذب والإدّعاءات ...فطلع علينا الكثيرون من المدافعين عن الإسلام يقولون بأن ديننا الإسلام فيه الاشتراكية التي تضمن هذه الحقوق حتى أن داعية جليلا ومفكرا عظيما وشخصية لامعة لا أنكر عظمتها وأحتفظ بحبها وأكنّ لها الاحترام والتقدير وأسأل الله أن يرحم صاحبها ويتغمده برضوانه ويغفر له ألّف كتابا يذبّ فيه عن الإسلام شريعة ومنهجا أسماه (اشتراكية الإسلام ) ..!!!!

كلّما طلع الغرب علينا ببدعة جديدة زيّنها لنا واعتبرها ميزانا للتقدم والحضارة والرقّيّ، وجدنا منّا من يردّ على ذلك -يريد إظهار الوجه المشرق لشريعتنا _وليس فيها وجه كالح _لأنها شرعة الله ومنهج الله ودين الله ،فراح يثبت أن ديننا أسبق لهذا التقدم والحضارة والرقيّ مما يدعوا إليه هؤلاء ، وكأننا لا شغل لنا إلا بتفنيد الردود على كل من هبّ ودبّ لادّعاء أننا كمسلمين الأسبق والأحسن والأفضل !!!

الديموقراطية مصطلح كثر ترداده في الإعلام الغربي ويسوّق في بلداننا الإسلامية منذ سنين ،ويزيَن لنا على أنه النظام الشرعي والإنساني الذي يليق بكرامة الإنسان وحرية التعبير وحقوق الإنسان حتى صرنا عبيدا له ، عبيدا للغرب الفاجر ، مفتونين به حتى النخاع ، وانغمس في الدعوة إليه كبار من نعتقد فيهم الحجا والفكر السليم ،فإذا بنا نعبد الها اسمه (الديموقراطية ) من دون الله ، ونتبع شرعة هي ( الديموقراطية ) من دون الإسلام !!!!

لن أدخل في تفصيلات يجب أن يعرفها المسلم عن ( الديموقراطية ) في بلاد الغرب فهي ديموقراطية زائفة تؤمّن لبعض الفئات الوصول إلى الحكم من دون الاخرين ، وتختلف من بلد أوربي إلى اخر ، لكنها في المحصلة تؤمّن لأصحاب الأموال والمصالح من الكبار مصالحهم من دون الاخرين ، وتؤمّن لعامة الشعب هامشا من الحريّة يغرونهم به ..

أما في عالمنا العربي والإسلامي فإنها تجعل العبودية لغير الله في التشريع والحكم ، وتسبغ على الدساتير الوضعية صبغة الشرعية ، وتجعل كل شئ حتى أحكام الله عرضة للتغيير والتبديل إذا كان ذلك اختيار الأغلبية من الذين يحق لهم أن يختاروا ...

وأما بالنسبة لاختيار الحاكم فإن صناديق الاقتراع هي التي تحكم سواء كان

المرشح مسلما أو كافرا ، فلا يجوز في شرع الديموقراطية أن يكون ثمة حَجر على من لم يكن مسلما أن يترشح لأي منصب كان ولو كان أعلى سلطة للبلاد .

كل ذلك قبل به الذين انخدعوا بالديموقراطية ، ورضوا به ، ومع ذلك فإن مصدّري الديموقراطية يأبون رغم ذلك أن يفوز بالحكم أي أحد يضاف إليه أنه إسلامي سواء كان جماعة أو حزبا أو شخصا ، حتى لو كانت هذه الجماعة أو الحزب أوالشخصية لديها انحراف عن الخط الإسلامي الصحيح ، حتى لو تلونت بألوان الطيف السبعة ، حتى لو تخلت عن ثوابتها التي تعلنها ، حتى لو وضعت أيديها في أيدي مصدّري الديموقراطية ، وسارت معها حيث سارت ...

إليك بعيدا عن التفصيلات ما يحدث في مصر ، ومن قبل ما حدث في الجزائر وفلسطين ، ثم ما حدث في تونس ، ثم ما يحدث في تركيا ، والأمثلة كثيرة ، والتفصيلات أكبر من أن تخفى على كل ذي عينين ...

راجع التصريحات الغربية ، في المواقف المختلفة ،واعمل المقابلات فيها ، ثم إن كنت مريدا للحقيقة احكم إن شئت ..

لقد بدا المكر والخداع ، وانجلى الغبار إن كنت لم تر من قبل ذلك ، لترى الان أفرس تحتك أم حمار !!!!

لقد بطل سحر ( أم معبد )، وانجلى كيد سحرة فرعون ، وبان بطلانه كعين الشمس في وضَح النهار ...

أفبعد ذلك لا تزال تؤمن بالديموقراطية ؟

وتدافع عن الديموقراطية ؟

وتنحني أمام الديموقراطية ؟

وتعظم أمر الديموقراطية ؟

وتفتتن في أمر الديموقراطية؟

إن كان الأمر كذلك فسأكبّر عليك أربعا ، ومعذرة إلى ربّنا ....

اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ، ولك الحمد على نعمة الإيمان ، ولك الحمد على نعمة العقل والحجا ، ولك الحمد على كل حال حتى ترضى ، وصلّ اللهم وسلّم وبارك على إمام الهدى نبيك ورسولك محمد..