الشيخ حسن شحاتة هل كان فاجر ردي؟

الشيخ حسن شحاتة

هل كان فاجر ردي؟

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

[email protected]

الكثير من العراقيين الذي خرجوا في تظاهرات أو أقاموا مراسيم عزاء ورفعوا لافتات تشيد بشيخهم العتيد حسن شحاته لا يعرفوا شيئا عن هذا الرجل ولا عن مواقفه تجاه الصحابة وأم المؤمنين السيدة عائشة. ربما 90% منهم سمعوا به لأول مرة، ولكنهم ساروا كالعميان وراء مراجعهم المأجورة.  هذا الشيخ الصفوي كان تابع ذليل لأيران ولا يختلف مطلقا عن زميله الصفوي الشيخ ياسر الحبيب فكلاهما عجينة عفنة خمرت في معجنة الخامنئي.

 المثير في الأمر إن الميت الحي السيد السيستاني قد أوجعه المصاب فخرج من كهفه البائس ليندد بمقتل الشيخ حسن شحاته معتبرا قتله جريمة ‏مستنكرة بكل القيم والأعراف. مضيفا بأن "الذي يحز بالنفس انها تحدث في ‏مصر بلد الوسطية والاعتدال بعد ان كنا نرى مثل هذه الافعال تحدث في العراق او افغانستان وهو ‏امر مؤسف". مطالبا الحكومة المصرية بحماية الشيعة في بلدها. أي يعترف بأن أتباعه مارسوا نفس الجرائم تحت ولايته. حسنا لو طالب شيخ الأزهر أو الشيخ القرضاوي الحكومة العراقية أو مرجعية النجف بحماية سنة العراق، كيف سيكون الموقف؟ يعني نفس طلب السيستاني بالضبط دون إختلاف قيد إنملة.

لنقرأ ما حصل فعلا بالمطالبة الأزهرية ـ القرضاوية لحماية سنة العراق. فقد إنبرى صدر الدين القبانجي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي والمقرب من السيستاني بوصف الشيخ القرضاوي الذي يشغل مكانة أرفع بكثير من القبانحي( رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) بأن القرضاوي" قد ابتلاه الله بسوء العاقبة، فبدلًا من أن يكون داعيًا إلى المحبة أصبح داعيًا إلى الفتنة، وهو لا يحتاج نقاشًا. هو وأمثاله مشكلتهم أن الله ختم على سمعهم وبصرهم، وأن تصريحاته هي عداء كامل تجاه شيعة أهل البيت، لكن الشعوب عرفت طريقها، ولا تخدع بكلمات هذا وذاك، وانتهت مرحلة الظلام التي كانت مسيطرة عليها". وبشأن مطالبة شيخ الأزهر أحمد الطيب للحكومة العراقية بعدم إقصاء السنة، قال القبانجي إن شيخ الأزهر "يطالب بعدم إقصاء أهل السنة في العراق، وهذا التصريح ناتج من قراءة خاطئة تمامًا للواقع العراقي، فشيعة أهل البيت هم أول من ذبحوا على مدى التاريخ، وهم الذين يرفضون إقصاء الآخر. نأمل من مشيخة الأزهر الإطلاع على الواقع العراقي بشكل صحيح". عجبا هل هذا هو الواقع العراقي الصحيح يا قبانجي؟ إتقِ الله يا رجل!

هذا السيستاني الذي لم يخرج رأسه من الكهف بعد مجزرة الزركة وصولة فرسان المالكي في البصرة ومجزرتي الحويجة والموصل مؤخرا، ولم يكلف نفس بالرد على مقترح الدكتور عبد الملك السعدي الذي يمثل صوت المنتفضين في المحافظات المضطهدة لحل الخلافات، ولم تخرجه قوافل الشهداء من العراقيين كل يوم. لكن أثكله مقتل شيخ عُرف عنه سلاطة اللسان والكفر والإساءة الى أبرز الرموز الإسلامية! كما إستنكر مقتدى الصدرمقتل الشيخ حسن شحاتة، وطالب الحكومة المصرية بمحاكمة قاتليه، وحمل السلفية في مصر مسؤولية ما يحدث من تشويه لصورة الاسلام. وحث الحكومة المصرية على انزال القصاص بحق منفذي الحادثة، داعيا الازهر الى اتخاذ موقف جاد بوجه الارهاب والتكفير. وخلص الصدر في بيانه الدعوة الى الحداد لمدة ثلاثة أيام على روح فقيده.

ربما موقف السيستاني والصدر أقل مشاكسة من الموقف الإيراني الذي عبر عنه ما يسمى بآية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي. الذي حرض شيعة مصر على حمل السلاح والإطاحة بالرئيس المصري ثأرا لمقتل حسن شحاته" لقد آن الأوان لأن يحمل شيعة مصر السلاح في وجه حكومة مرسي ونظام الإخوان للدفاع عن أرواحهم وممتلكاتهم وأهليهم". يا ترى لو قام شيخ الأزهر بدعوة سنة إيران والعربستانيين بشكل خاص إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد حملات النظام التعسفية لطمس عروبتهم. كيف سيكون موقف هذا الآية؟ في الحقيقة هذا التصريح جاء في وقته كرد على إعتذار مصر المهين لإيران. فقد إرتكبت الخارجية المصرية بقيادة الإخوان هفوة بروتوكولية تعبر عن الجهل بأبسط قواعد البروتوكول والعلاقات الدبلوماسية وولاية الحكومة على مواطنيها، من خلال تقديم محمد كامل عمرو  وزير الخارجية إعتذار رسمي لأيران عن مقتل مواطن مصري! إنبطاح ذليل لحكومة الإخوان لا مبرر له. وإعتراف صريح منهم بولاية نظام الملالي على شيعة مصر. هل ستقدم إيران إعتذارا لمصر عن قتل أهل السنة أو عرب الأحواز؟ الجواب معروف سلفا! ونأمل أن يسحب الوزير الأمعي هذه الإعتذار فورا.

لكن من هو الشيخ شحاته الذي تتباكى عليه المرجعية وشيعة العراق وإيران؟

سننقل ما تحدث إبنه عن سيرته فهو الأقرب . ذكر حمزة عن أبيه خلال برنامج الحقيقة الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على فضائية دريم. بأن اباه من مواليد عام 1946 في منطقة ابو كبير بالشرقية، كان حنفى المذهب، وحفظ القرآن وختمه فى العاشرة من عمره وصعد المنبر وعمره 13 سنة. ولفت إنتباه السامعين بسبب بلاغته وفصاحته .وقد تحول أبوه(شحاته) الى المذهب الشيعي فجأة دون أية مقدمات عام 1994 ولم يعزِ الأمر لأسباب مادية على حد قول الإبن. (علما إن الحكومة المصرية صادرت عام 1996 أموال طائلة تعود للشيخ وجمدت مئات الآلاف من الدولارات فى البنوك) بعد اتهامه بالتكسب من التشيع وتثبيت التهمة عليه. وحجم تلك الأموال لا يتوافق مع إدعائه بأنه كسبها من بيع كتبه وهدايا من أمراء الخليج. لكن شحاته يذكر عن بداية التحول الذي أصابه" حدث ذلك على إثر رؤيا صادقة رأيت فيها رسول الله على جبل عال، وكنت أنا بين يديه الشريفتين، فجاء أمير المؤمنين (ع) وظل النبي والأمير يتحدثان ويتكلمان بلغة لم أفهمها، ثم أرسل النبي الإمام في مهمة وأشار لي بالسير خلفه، فسرت خلفه ولم اكن أرى من جسده الشريف إلا عنقه المقدس من الخلف، وقد كان في غاية الجمال (اللهم صل على محمد وآله محمد) وكنت أنحدر من الجبل خلف الإمام، وكلما كنت أكاد أسقط، كان الإمام (ع) يشير بيده إلي دون أن يلتفت فأقوم وأتماسك. والحمد لله استيقظت من نومي وعلمت أن هذه الرؤيا تعني أنني لابد أن اصدع بالحق" أي تحوله للمذهب الشيعي ليس بالمعرفة والقناعة وإنما برؤية فقط تجسدت له.

يضيف حمزة بأن أباه إنغمر في دراسة الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وإنتهى به الأمر إلى شتم معاوية ولعنه" ثم تطور الموضوع لسب عثمان وابو بكر وعمر حتى ازداد أسلوبه وقاحة". ويظن حمزة بأن أباه ربما تعرض لصدمة فكرية(هوس) وهو الأمر الذي أثار دهشته" فقد وصل أبي الى مرحلة من التشدد فى السب بطريقة تفوق وقاحة الشيعة أنفسهم". مضيفا" أن لوالدي تسجيلات بصوته يسب فيها سيدنا أبي بكر الصديق وعثمان أبن عفان والسيدة عائشة وعمر بن الخطاب". وإعترف حمزة بزيارات أبيه المتكررة إلى إيران وتسجيله دروس وخطب مليئة بعبارات القدح واللعن للصحابة وأمهات المؤمنين. وقد طلبت منه عائلته الكف عن سب الصحابة فرفض ذلك وطلق زوجته لهذا السبب!

هذه طائفة من أقوال شحاته التي ربما لا يعرفها شيعة العراق! أما إن كانوا يعرفونها ويتصرفوا بهذه الطريقة. فلا نقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل! ذكر  المحامي حسين عبد العظيم الذي أقام دعوى ضد حسن شحاته يتهمه فيها بأنه مدلس للقرآن وللتفسير، حين فسر قوله تعالى((وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)) سورة الحجرات/7 التي فسرها شحاته على النحو التالي "الإيمان يقصد به هو على بن أبى طالب، والكفر يقصد به أبو بكر، والفسوق هو عمر، والعصيان هو عثمان."

وقوله في مدح الزنديق أبو لؤلؤة قاتل الفاروق" قبل أن تطلبوا إزالة قبر أبو لؤلؤة عليه الرضوان بدعوى الوحدة الإسلامية، ارفعوا قبر أبي بكر وعمر من مسجد رسول الله، فإنهم قتلوا الزهراء". إذن  أبو بكر وعمر هم الذين قتلوا الزهراء! معلومة جديدة من الفهامة العلامة الذي يعوم في بحر السموم! إن كانوا قد قتلوا الزهراء فأي  خزي وعار على الأمام علي الذي لم يثأر لزوجته من القتلة! بل طاع الإثنين وصلى خلفهما وكان رهن إشارتهما.

ويصف شحاته أم المؤمنين زوجه نبيه إن كان فعلا نبيه بالحمارة ـ أعوذ بالله ـ  بقوله" إن الحميراء هو تصغير لكلمة حمارة". ويبدو إن الفهامة لا يحسن اللغة العربية مثل قومه الملالي، ولم يفوته من جهل لغته العربية والحمد لله إلا اليسير. لأن تصغير الألوان يكون على وزن(فعيلاء) وأحمر إسم لا يقبل التنوين(أفعل وفعيلاء). لكن الحمار إسم يقبل التنوين على الوزن( أفعل وفعلاء). علاوة على أن كلمة الحمارة لا تصح لغويا! لأن أنثى الحمار يطلق عليها(الأتان) يا أعجمي اللسان!

ويشتم الصحابة بقوله" من هم هؤلاء الصحابة ؟ أهم الجهلة الذين كانوا يلجئون إلى أمير المؤمنين في كل معضلة تشهد على جهلهم، وهاهي كتبهم مشحونة بالقول: اللهم لا تبقني في قوم ليس فيهم أبو الحسن، لولا علي لهلك عمر". برأيه أفضل صحابة رسول الله هم من الجهلة! لا تعليق! وعن الشعائر الحسينية وهي بدعة لا علاقة لها بالإسلام، وقد نهى عنها أهل البيت يذكر" إنها عبادات كالجمعة والجماعات، والبكاء فيها على الحسين (ع) بصدق ومعرفة وإخلاص، أمان من عذاب جهنم يوم القيامة، فلابد من إحياء ذكريات الائمة في مواليدهم ووفياتهم، لأنهم الأحباب". نفس الإسطوانه المشروخة التي يرددها علماء الصفوية بأن البكاء على الحسين يقيك النار ويُدخلك الجنة. أي ليس إقامة الفروض وعمل البرُ. ويصف سقيفة بني ساعدة على " إنها زريبة وليست سقيفة". أي أعظم رموز الإسلام ممن حضروا لمناقشة خليفة رسول الله كانوا من الحيوانات!

هذا هو شيخ شيعة مصر الذي لم يكن له حضور سوى على قناة فدك لصاحبها الصفوي ياسر الحبيب فكانوا كالنعلين يحذو كل منهما حذو الآخر. لذا من العجب أن يتظاهر شيعة العراق على هذا الأمعي الافكاك ويقيموا له مجالس عزاء ويطلع إسم ساحة في كربلاء على إسمه،  ويرفعوا شعار "كلنا حسن شحاته". لأن كلنا شحاته يعني كلنا نشتم ونلعن أم المؤمنين. كلنا نلعن العشرة المبشرة بالجنة. كلنا نلعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وبقية الصحابة. كلنا نسمي الأنصار والمهاجرين وكبار الصحابة بالحيوانات. كلنا نعتبر أم المؤمنين حمارة! كلنا نعتبر الخلفاء الراشدين الثلاثة جهلة. فهل أنتم كذلك فعلا يا شيعة العراق؟

لكن ما هو موقف الإسلام من الذين يسبون ويلعنون أم المؤمنين وبقية الصحابة من الأنصار والمهاجرين؟

إن لعن المسلم فسوق ونهى عنه النبي ، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف"لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصفيه".(سنن الترمذي5/358). وكذلك(( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان)). (مستدرك الحاكم1/121). وقال ابن القيم في زاد المعاد حول سب وتكفير عائشة "إتفقت الأمة على كفر قاذفها". وذكر الإمام النووي في شرح مسلم" إن براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين". وأوضح ابن كثير في تفسيره" أجمع العلماء قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن". وذكر ابن قدامة في لمعة الاعتقاد" عائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم". كما أفتى مالك بقتل من يسب عائشة بناء على تكذيبه القرآن. قال هشام بن عمار" سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد و من سب عائشة قتل".

لنضع هذه الأحاديث جانبا فمعظم مراجع الشيعة ترفضها. ولنأخذ رأي من يعتدون به وبأحفاده فقط كما يزعمون. قال الامام علي" أوصيكم في أصحاب رسول الله لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم. أوصاني النبي في هؤلاء".( نهج البلاغة/143). وقال "لقد رأيت أصحاب محمد، فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، يروحون بين جباههم وخدودهم. إذا ذُكر الله هملت أعينهم، حتى تبل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاءً للثواب". (حياة القلوب للمجلسي 2/261).

إذن وفق هذه الأحاديث يعتبر شحاته كافر ومرتد. ونحن بالتأكيد لا نقر مطلقا صيغة قتله وسحله بتلك الطريقة البشعة لا شحاته ولا أي إنسان آخر. القانون فوق الجميع ولا يجوز لأي كان أن يطبقه حسبما يرغب وبالطريقة التي يراها لأن ذلك يعني الفوضى. كما كان الأمر عليه في محاكم مقتدى الصدر وميليشيات الولي الفقيه عام 2006.  ولا إعرف لماذا جرى التركيز على طريقة قتله دون الإشارة إلى الكيفية والسبب؟ من المعروف إن بعض الغاضبين في قرية أبو النمرس تظاهروا إثر التصريحات المشينة التي أدلى بها حسن شحاتة بتهجمه على زوجات النبي(ص) والصحابة، وتجمعوا أمام منزله مطالبين بإنزال أقسى العقوبات به. لكن شحاتة صبٌ الزيت على النار بقيامه ومن معه في داخل المنزل بإلقاء أنابيب الغاز والماء الساخن على المتظاهرين أمام المنزل. الأمر الذي زاد من غضبهم، ودفعهم لاقتحام المنزل والإشتباك معهم، فقتل حسن شحاتة وأصحابه.

أرجأت عنوان المقال إلى نهايته لأن البعض ربما ينهال عليٌ بالنقد واللوم على تسمية شحاته بالفاجر الردي. لكنه ليس حكمي! وإنما إستعرته من الإمام علي. لذا فاللوم لا يقع عليٌ وإنما على علي. ذكر ضياء الدين المقدسي"عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة قال" مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر فدخلت على علي فقلت: يا أمير مررت بنفر من أصحابك آنفا يتناولون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من هذه الأمة أهل فلولا أنك تضمر على مثل ما أعلنوا عليه ما تجرءوا على ذلك، فقال علي: ما أضمر لهما إلا الذي أتمنى المضي عليه، لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل. ثم نهض دامع العين يبكي قابضا على يدي حتى دخل المسجد فصعد المنبر وجلس عليه متمكنا قابضا على لحيته ينظر فيها وهي بيضاء حتى اجتمع له الناس ثم قام فخطب خطبة موجزة بليغة ثم قال: ما بال قوم يذكرون سيدي قريش وأبوي المسلمين! أنا مما قالوا برئ وعلى ما قالوا معاقب، ألا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا فاجر ردي". للمزيد راجع كتاب( النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب).

يبدو إن الغرض الرئيس من هذه الفعاليات الشيعية ـ وبالنص الصريح ـ هو ليس حبا وتمجيدا بحسن شحاته، وإنما لإستفزاز أهل السنة فقط. فعلام إعتبروا رفع واحد فقط من المنتقضين في ساحات الشرف والعز لصورة أوردغان بإنها إستفزاز لشيعة العراق؟ ولماذا إعتبروا تصريح شيخ الأزهر والقرضاوي بمثابة إستفزازات لهم. أليس الإحتفال بالذكرى المئوية لوفاة الخميني في كربلاء والنجف إستفزازا لسنة العراق، والشرفاء من شيعة العراق من غير الغاطسين في وحل الولي الكريه ؟ أليس كل هذه الضجة المفتعلة حول هذا الصفوي بمثابة إستفزاز لأهل السنة؟ وتعبير عن النهج الصفوي لشيعة العراق؟ العجيب ان اللافتات التي رُفعت في العراق إتهمت التكفريين بقتل شحاته، وشحاته نفسه من التكفيريين فقد كفر أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وأم المؤمنين وكل الصحابة! إذن قتل التكفيري من قبل تكفيريين مثله؟