خارطة مستقبل
خارطة مستقبل
أ.د. حلمي محمد القاعود
في بيان القوات المسلحة عصر الاثنين2013/7/1 أمهل الجيش الأطراف السياسية في مصر مدة يومين للتوافق, وأعلن أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في دائرة السياسة أو الحكم
ولا ترضي أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب.وأضاف أنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاما عليها استنادا لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف علي تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف بما فيها الشباب دون إقصاء أو استبعاد لأحد! الأمر دعوة للخروج من المأزق الذي صنعه البعض مذ تولي الرئيس مرسي منصبه, وهو أمر مهم بلا ريب إذا التزم بالفكر الديمقراطي الأصيل وفقا للبيان حماية للشرعية واختيار الصندوق وعدم الافتئات علي السلطات الطبيعية في النظام, بحيث لا يتحول إلي انقلاب ناعم كما يتصور بعضهم أو نصف انقلاب كما يتصور آخرون.
إن النظام القديم منذ سقوطه لا يكف عن العمل لاستعادة السلطة, متأسيا في ذلك بنظام شاوشيسكو في رومانيا, ومع أن الثورة قضت علي شاوشيسكو في الحال وعلي رءوس كثيرة, إلا إن جذور النظام نبتت من جديد واستطاعت من خلال الشارع والديمقراطية والتمويلات الحرام أن تعود ثانية وتقود البلاد وتنتقم من الشعب الثائر. وهو ما يكاد يحدث مثيله في مصر, فاللصوص الكبار والفاسدون والأجهزة الشيطانية والإعلام المجرم, لم يتركوا مجالا للرئيس كي يعمل, ولأن طيبة الرئيس زادت عن الحد فلم يتخذ مواقف حازمة للتطهير والتصفية من خلال العدالة الانتقالية, فلم يتحقق الأمن, واضطرب الاقتصاد, وتفاقمت المشكلات اليومية,وتم حل مجلس الشعب, وتعطيل بناء المؤسسات, ثم تحالفت قوي المعارضة ليكون آخر يونيو موعدا لإنهاء الثورة والاستقلال, ولم يدخر البعض في إهدار الدماء وسحل الأشخاص والاعتداء علي المقار والمحال والمنازل, ووجدوا إعلاما مجرما يحميهم ويزرع في عقول الناس وأفئدتهم أكاذيب حولها إلي حقائق علي طريقة جوبلز.
هل يستجيب الفرقاء لبيان القوات المسلحة لاأظن؟