رهانات الطغمة إعادة السيطرة على كامل الوطن

رهانات الطغمة إعادة السيطرة على كامل الوطن

عقاب يحيى

يكثر الكلام هذه الأيام، وفي صفوف عديد الثوار.. والسياسيين.. عن دولة طائفية يجري التمهيد لها في الممارسات الموصوفة على الأرض، وعمليات التطهير المذهبي.. وتكون حمص ومعاركها نقطة تحول فيها ..

ـ قبل أكثر من عام، وفي أكثر من مقال تناولت الفكر الطائفي للطغمة الذي لا يمانع ـ إذا ما حوصر ـ ان يحكم زاروباً طائفويا، أو مناطق الساحل مع بعض الامتدادات.. وأن هذا الفكر الميّت لا مستقبل له، ولا حياة، ويصعب تحقيقه لأسباب متداخلة.. وأن الطغمة المتغولة في الفوقية، والحقد، والرهان على العنف ما زالت تطمح أن تعيد الأمور إلى ما قبل الثورة، وهي تحلم بالبقاء وكأن شيئاً لم يحدث، مع شيء مما تعتبره تنازلات جزئية لمن تسميهم بالمعارضة الشريفة والوطنية. أو كما قال المناضل مصطفى رستم : تحسين أجور الأجراء وتقديم بعض المكاسب لهم، والرفض الدائم لفكرة الشركاء ..

ـ اليوم، ومع توفر عوامل لصالح الطغمة نتجت عن دعم إيراني مفتوح في كل الصعد، وغزو معلن لحزب الله وشركائه، وما يحدثه ذلك من خلل أكبر في ميزان القوى على الأرض .. إن كان من حيث نوعية المقاتلين وصمودهم حتى الموت، او من حيث تدريبهم وخبراتهم في حرب المدن والعصابات، أو للأسلحة المتفوقة التي يملكون.. مقابل ضعف الدعم للجيش الحر، ورخاوة المواقف الدولية، بل تواطؤها على الثورة والوطن، وإمعانها في الإبقاء على النزيف السوري قويا، ولزمن طويل، وتشجيع التوترات الطائفية.. وصولا للحرب   المذهبية....فإن سعي الطغمة لإعادة سيطرتها على كامل البلاد يبدو واضحاً، وهو ما يستبعد ـ على القل حالياً ـ فكرة مشروعها الطائفي بدولة خاصة ..

ـ من هنا فإن استعادتها لحمص ـ إن حصل ذلك ـ وهي قلب الثورة وعاصمتها، بكل رمزيتها وأهميتها وتداعياتها.. ستفتح الطريق إلى بقية المناطق، خاصة حلب وريف دمشق..ومن هنا تكتسي معركة حمص أهميتها، ومن هنا ايضاً يجب توفير كل الممكن للمقاومة وإفشال مخططات النظام ..

ـ نعود للقول أن للطغمة مشاريع متناوبة وليست الدويلة العلوية في أول أولوياتها.. بل ومع انتفاخ زهوها، وغرورها، والواقع العربي ـ احداث مصر وتداعياتها، ولبنان وما يجري فيه، وعموم بلدان الربيع العربي، ومستوى الدعم الإيراني والروسي ـ فإن رهانها على إعادة سيطرتها، ودحر الثورة هو البند الأول في جدولها الراهن..وهو ما يستبعد ـ الآن على الأقل ـ مشروعه الطائفي المحدود ..آخذين بالاعتبار استعداده لعمليات تطهير مذهبي واسعة النطاق، والقيام بمذابح كبيرة.. تكون عونه في قادم مراهناته، ومشاريعه ..