مصر الطيبة
مصر الطيبة
أ.د. حلمي محمد القاعود
لن يكون غدا ـ إن شاء الله ـ يوما غير عادي. مصر الطيبة ستكون علي طبيعتها وهدوئها وعطائها المعتاد. لن يفلح الذين يتمنون أن تشتعل النيران وتسيل الدماء وتستعر الأحقاد.
مصر الطيبة أكبر من كل المتآمرين والمأجورين والمرتزقة, لها وازع من دينها وخلقها وقيمها. أما الذين يريدون تحطيمها وتمزيقها وتقسيمها فلن يفلحوا في تحقيق رغباتهم الشريرة. شعب مصر الطيب صبر ستين عاما وتحمل الاستبداد والقهر والفاشية, ثم انتصر علي فرعون وهامان وجنودهما في مشهد تاريخي حضاري أدهش الدنيا كلها.
غدا ـ إن شاء الله ـ سيكون تأكيدا لإرادة الشعب المصري في الحرية والديمقراطية, ولن تنال منها محاولات الأقلية الفاشية المستبدة التي تريد أن تسير الأمور علي هواها, وتنقض علي الصندوق ونتائجه, وتسعي إلي فرض ما يخالف إرادة الناس. لقد كان مشهد رابعة العدوية يوم21 يونيو معبرا عن التيار الشعبي الغلاب في رفضه للعنف وتجريمه للانقضاض علي الشرعية, ودفاعه عن مؤسسات الدولة ورغبته في إعلام حقيقي يعبر عن ضمير الأمة وحقائق الواقع, وكان مشهد مليوني مصري رائعا ومعبرا عن السلمية التي لم ترق فيه قطرة دم واحدة, ولم تحدث فيه مشاجرة واحدة, ولم تحدث هنالك عملية تحرش واحدة.. كان تجمعامتحضرا بحق, شهده العالم كله دليلا علي مصر الطيبة وتكوينها العظيم الرائع.
تجار الكذب, وأبواق الزور, وسماسرة التضليل أبوا إلا أن يلوثوا كل حدث جميل, وكل سلوك نبيل, فادعوا أن التجمع الكبير في رابعة العدوية أفتي بقتل متظاهري30 يونيو وتكفير من يخرج في هذا اليوم ضد الرئيس, كما ادعوا أن الإسلاميين سيسحقون المعارضة ويضربونهم في المليان وسيعتقلونالبلطجية ولن يسلموهم للشرطة, بل سيلقنوهم درسا قاسيا بجميع أشكال التعذيب, مع حبسهم في مكان لا يخرجون منه إلا علي قبورهم! وزعموا أن كل ذلك تم تحت راية اعلام القاعدة وتنظيم الجهاد! هذه الادعاءات وغيرها تبناها الإعلام الكاذب المأجور رغبة في تأجيج العنف, وإشعال الوطن, وإعادة النظام الفاسد ورموزه.. ولكن مصر الطيبة لن تستجيب.