النوايا الحسنة

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

فاز محمد عساف‏,‏ مطرب الأفراح المغمور في غزة بلقب نجم العرب في برنامج تليفزيوني اسمه أراب آيدول‏,‏ ومعناها القريب محبوب العرب والبعيد صنم العرب‏.‏

يعتمد البرنامج علي التصويت الهاتفي, وقد صوت للمذكور في الحلقة الأخيرة20 مليون مصري, و10 ملايين مغربي و جزائري وتونسي, و10 ملايين من باقي الدول العربية والمجموع:40 مليون صوت, وإذا كان الصوت الواحد يتكلف في حده الأدني دولارا واحدا فقيمة تصويت الحلقة الأخيرة تساوي40 مليون دولاركفيلة بإقامة اإقتصاد غزة أوحل مشكلة الكهربآء فيها, او حل مشكلات أخري كثيرة في العالم العربي المنكوب.

احتفل الفلسطينيون حتي الفجر بفوز الفتي الذي انضم إلي أهل المغني.. ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقب سفير النوايا الحسنة, مع المزايا الدبلوماسية, بالإضافة إلي جواز سفر دبلوماسي, كما عينته منظمة الأونروا- وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة- سفيرا للنوايا الحسنة, وسيكون بإمكانه الحديث عن مشكلات اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير في ظل تنكر دولة الاحتلال الصهيوني لحقوقهم. وقد أثر النجم الفلسطيني كثيرا في محبيه وسكان فلسطين عامة حين أهدي فوزه والدموع تفيض من عينيه للشهداء والجرحي, والأسري في سجون الاحتلال.ووصفه الرئيس الفلسطيني بأنه مثال لقدرة الشباب الفلسطيني علي الإبداع والتميز.وتداول نشطاء فلسطينيون علي مواقع التواصل الاجتماعي بأن الفتي استطاع أن يوحد الفلسطينيين بغنائه, واقترحوا من باب التندر- أن يكلفه الرئيس الفلسطيني بتشكيل حكومة التوافق الوطني بعد استقالة الدكتور رامي الحمد الله الذي استمر في منصبه عشرين يوما.ووصفت حركة فتح فوز عساف بأنه عرس فلسطيني عربي بامتياز.

البرنامج الذي شد اهتمام العرب له نظائر عديدة, يهتم بها الشباب بينما سفاح دمشق يذبح المئات يوميا في أرجاء سوريا, ويموت الآلاف في بورما أسبوعيا, ويتشرد كثير من العلماء الذين يعدون ركيزة الحضارة والتقدم ولايعبأ بهم أحد, وطائرات العدو الذي اهتم بالفتي المطرب تقصف خان يونس وجباليا وغزة ولا يغضب أحد. أمتنا تحارب بالأغاني والمطربين, والعدو يحارب بالعلم والمعرفة والسلاح ؟