من راقب الناس مات همًا..!!
هنادي نصر الله
غاليتي... يصعبُ عليّ أن أستوعبّ نظراتك التي تُحاصرني كلما ذهبتُ وعدتُ... سألتُكِ باللهِ أن اتركني وشأني.. وكفاكِ تفتيشًا عن أوراقي الخاصة وأسراري الشخصية...
لا تسأليني ماذا فعلتِ وهل أنجزتِ وهل أحببتِ وهل كرهتِ وهل أكلتِ وهل شربتِ.. كفي عن " هل" أما مللتِ من توجيه أسئلتكِ لي؟؟
لا تُلاحقيني بداومةِ تساؤلاتٍ لا بداية لها ولا نهاية... من الآخر" لا تبحثي عن أخباري" كوني عزيزتي " بحالكِ مثلما أنا بحالي"..!
أُشفقُ عليكِ حينما تُضيعين سعادتكِ بتفقدِ آثاري، ومراقبتي في كل صغيرةٍ وكبيرة.. أراكِ " رقيبة" لا تُطاق.. أيُرضيكِ أن أقول عنك " بأنك ثقيلة الظلِ" ؟؟
تأكدي لن تجنِ من أسلوبكِ هذا سوى الذوبان في شخصيةِ الغير.. تقفين على مفترق طرق.. لا أصبحتِ مثلي ولا كنتِ أنتِ..
هلا بحثتِ عن مفتاح شخصيتكِ.. هل حاولتِ اكتشاف ذاتك.. قوتكِ ضعفك... أرجوكِ اهتمي بصقلِ ذاتكِ؛ فلكلِ واحدةٍ منا صفة تميزها عن غيرها.. ليس بالضرورةِ أن تلهثي وراء تقليدي، وتتمادي في نظراتك العجيبةِ لي...
قد تُعاني عزيزي القارئ من ملاحقة الآخرين لذاتك... يريدون بدافع الفضول والإستطلاع، أو بأيِ دافعٍ آخر أن يعرفوا عنك كل شاردةٍ وواردة، وكأنهم لا يروق لهم أن تسير حياتك وفق ما تُخطط لها.. هم يُريدون أن يرسموا معالمها لك وفق أهوائهم؛ كي يمنحوكَ صكوك الرضا والمحبة؛ كي يغفروا لك إن يومًا تفوقت عليهم...!
تراهم لا يكفون عن الترقب والترصد والتفحص... ما إن تُقابلهم حتى تتفاجأ بأنهم يُحيطون علمًا بأدق تفاصيل حياتك... بل ويعرفون أنك في يومِ كذا كنتَ سعيدًا وفي يوم كذا كنتَ حزينًا...
لستُ أغالي.. فهذا وللأسف واقع كثير من الناس... ولكن
أيُ متعةٍ يجنيها هؤلاء من وراء أسلوبهم هذا... ألم يعلموا بعد بأنه من راقب الناس مات همًا
إلى كل الذين يحشرون أنوفهم في تفاصيل غيرهم... أقول" فتشوا عن ذواتكم، أنصفوا أنفسكم،كي لا يأتي يوم يكره الناس مقابلتكم أو حتى رؤيتكم..."