الدولة الفاطمية ودولة ولاية الفقيه ووجه التشابه بينهما وعدائهما للإسلام
الدولة الفاطمية ودولة ولاية الفقيه
ووجه التشابه بينهما وعدائهما للإسلام
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
(1)
"في موضوعنا هذا نُسلط الضوء على وجه التشابه العقدي بين بني صفيون في ايران وبين الفاطميون في الخداع واستخدام التقية للوصول الى مشاريعهم بنفس الأسلوب الذي اتبعه الفاطميون عبر مُبشريهم ، ومن ثم ابتلاع الدول ، إلى ان سيطروا على معظم الدول العربية ، وهو بحث في غاية الأهمية للتعرف على أساليبهم في السيطرة ، واتخاذ الاسلام وسيلة الى غاياتهم ، وهو سيكون من عدّة حلقات " فالى الموضوع :
يئس أعداء الإسلام من استئصال الإسلام بالقوة فلجئوا الى اسلوب التفريغ من محتواه ، وأول مؤسس لهذا الفكر هو عبدالله بن سبأ من يهود اليمن ومن معه ومن ولاه وأُعجب به بني فارس الذين شاركوا في وضع الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم والتشكيك في الأحاديث الصحيحة ، وكان ذلك بعد الفتنة التي أحدثها هذا الأفاق إبن سبأ بين المسلمين ، وتشكيك العامّة في دينهم ، وكان لابن سبأ أتباع وخيط فكري وعقائدي وعدائي للإسلام وأبرزهم
1- أبو الخطاب محمد بن أبي زينب بن الحسين بن فرج بن حوشب بن دادان من أهل الكوفة
2- مولى بن أسد
3- ميمون بن ديصان أبو شاكر ... وغير هؤلاء صار لهم أتباع وأصحاب حملوا أفكارهم وانتشروا في البلاد ، فأظهروا الزهد والعبادة يُغرون بذلك الناس وهم على خلاف ذلك ، وصارت هذه الأهجية منهجاً لهم وسلوكاً فيما بعد ، كما كان ذراري ميمون في الدولة الفاطمية المارقة ، التي ادعى قادتها الصلة بالله والقداسة ، والنسب الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسبوا فيه أنفسهم زورا الى نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فخدعوا الناس ، ولم يكن آنذاك العامة على درجة من الوعي والتمحيص ، ونظراً لترامي الدولة الاسلامية حينها استطاعوا خداع الكثير ، حتّى صار لهم أتباع وأجناد ومضوا في مشروعهم بالسيطرة على البلدان الاسلامية ، كان ذلك في البدء عبر إرسال مبشريهم للبلدان ، ومن ثم اتخذوا قاعدة لهم من المغرب العربي ، ومنها انطلقوا زاحفين الى بقية الدول العربية ، وخلال ذلك ادعو النبوة ، ثم وصل في بعضهم الأمر الى التأله ، وكذلك هو الحال اليوم من خيطهم في إيران ، من حفنة الملالي عبدة الأوثان والقبور ، ومن يدعون الإسلام تقية ، وهم يلعنون ويكفرون الصحابة رضوان الله عليهم ، ويخالفون قول الله في الصحابة ، ويطعنون في شرف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في زوجاته وعلى رأسهم أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضوان الله عليها وعلى أبيها وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً ، من يراهم في الظاهر يحسبهم من الزاهدين ، وهم من أكفر الكفرة كما قال العلماء عنهم ، ولايُدينون بدين ، وهم اليوم قد كشروا عن أنيابهم ، وقد سجلوا رقماً قياسياً في قتل السوريين تجاوز المأتي ألف وأضعافهم من الجرحى ، وربع مليون معتقل ، ماعدا عن تشريد نصف الشعب السوري وتدمير وطننا الحبيب
وعوداً الى ميمون ابن ديصان جد سعيد عبيد الله المُلقب بالمهدي
هو من أصول فارسية مجوسية ، ويُنكر المؤرخون وأهل السنة انتسابهم الى سيدنا علي بن أبي طالب وفاطمة زوجته بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم ، وأبوه ديصان الثنوي " والثنوي : مذهب قديم يعتقدون أن العالم من أصلين النور والظلمة ، وهم اربع انواع الديصانية والمانوية والمزركية وبن سامون " وهذا المذهب يعتقد بوجود إلهين خالقين احدهما يخلق النور ، والآخر يخلق الظلمة ، إلا أن ميمون القداح طوّر مذهب أبيه بما يُعرف بالميمونية ، وهم يقولون إن الله يريد الخير دون الشر وليس له مشيئة في معاصي العباد ، وأجازوا نكاح البنات وبنات الأولاد والأخوات والأمهات ... ، وهو مذهب غاية في الغلو والكفر
وميمون القدّاح هو صاحب الدعوة والمقصود بالدعوة من لهم الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم من ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وليس لموسى الكاظم ، وكان قد تظاهر بالتشيع لآل البيت والدعوة لهم ، فقبض عليه وأودع السجن في الكوفة أواخر عهد المنصور " الخلافة العباسية " وبعد خروجه من السجن ادعى أنه من ولد محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن أبي طالب ، إلى أن نجحت دعوته في عهد أولاده ممن سُمّوا بالخلفاء الفاطميين ، ولكن المفاجئة في عبيد الله خليفة الفاطميين الأول لم يكن من نسل هذه العائلة النجسة التي ادعت النسب لعلي ، بل من أب يهودي ، وكان اسمه عبيد الله سعيد وليس ابن الحسين بن محمد بن احمد بن عبدالله بن ميمون القداح ، وإنما هذا الحسين لايُنجب الأولاد ، ولكنه تعرف على امرأة يهودية غاية في الجمال ، وكان لها زوج حداد قد توفي ، فعشقها الحسين فنسب الولد سعيد – عبيد الله المهدي الخليفة الفاطمي الأول – إليه وعلمه دعوته وعلم الحيل ، وكل العلوم المرتبطة بالدجل والشعوذة ، حتى صار من علماء دعوتهم ، وأسرار الدعوة الباطنية من قول أو فعل ، فأعطاه الأموال والعلامات ، وتقدّم الى أصحابه بطاعته وخدمته لكونه الامام والوصي ، وزوجه ابنة عمه أبي الشلعلع ، وجعل لنفسه نسباً هو عبيد الله بن الحسين الى علي بن أبي طالب ، وأظهره بعد سنوات من تغلبه في المغرب
ومن بعده الثاني حمل الدعوة ابنه عبدالله بن ميمون القدّاح : وكان أخبث وألعن من ابيه ، وأعلم بالحيل ، فعمل ابواباً كثيرة في المكر والخديعة على بطلان الاسلام ، ورتب في المكر سبع دعوات ، وهو لايعتقد غير التعطيل والإباحة ، ويقول : إنه على هدى هو وأهل مذهبه وغيرهم ضال ، وحاول أن يتنبأ – يدعي النبوة ففشل لثورة الناس عليه ، وهو لايختلف عن ملالي قم في الزندقة والمكر واستخدام التقية والكفر والتأله على الله
ومن بعده الثالث أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح حمل الدعوة : وهو أول من ادعى الانتساب من هذه العائلة القذرة الى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حيث ادعى انه بن عقيل بن ابي طالب ، ودعى الى محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق ، بما سُميت بالدعوة الاسماعيلية ، وقيل أنّ اباه عبدالله من دعى الى الاسماعيلية بدلا من موسى الكاظم حينها ، بما عُرف فيما بعد بالاثنى عشرية
ومن بعده الرابع محمد بن أحمد بن عبدالله بن ديصان حمل الدعوة ، ومن ثمّ الحسين ابن محمد الخامس الذي تبنى سعيد ابن الحداد اليهودي الذي توفي وأخذ زوجته اليهودية بولدها سعيد ، وهو بالأساس عقيم ، وقبل وفاته عهد بالدعوة الى سعيد " عبيد الله المهدي " وكان صغيراً ، ليحمل الدعوة أخيه أبو الشلعلع السادس الى أن يكبر سعيد عبيد الله المهدي السابع في حمل دعوتهم ، وحينها أعاد له أمر الدعوة ، ولم يعلم الناس هذا الأمر لما درج بحينها من نظام الكتامة_ تحت ستار كتم النسب كي لايُلاحق – فادعى سعيد عبيد الله عند تغلبه على المغرب العربي نسب المهدي ، والمقصود بالمغرب العربي حينها تونس وليبيا ، وبعدها تسلطوا على الجزائر ، وبعد أربعين عام على المغرب ، ومن ثم على مصر فبلاد الشام - ، وعلى مايبدو كانوا يقصدون به بالمهدي المنتظر ، وكان قد اشتُهر بالسلمية بسورية وأيسر في الأموال ، وصار له أملاك كثيرة ، وبلغ خبره السلطان ، فبعث في طلبه ففر الى المغرب ، حيث كان قد أرسل أبوه المتبني له الحسين دعاة الى المغرب – مُبشرين – وفيما بعد صار لهم أتباع مكنوه من الملك هناك بأول انتصار لهم على الأغالبة ، لتقوى شوكتهم فيما بعد ، ويُسيطروا على شمال أفريقيا وبلاد الشام وغيرها ، وفي الحلقة الثانية سيكون الحديث عن المبشرين وخطرهم كما تفعل ايران بإرسالها لمبشريها وخدعهم ومكرهم ، وما يُسفر عنهم من الخلايا النائمة التي مهدت لأجدادهم السيطرة على البلاد العربية والإسلامية ، وهم سائرون على نفس الخط ، بعد تدمير أفغانستان ، وابتلاعهم العراق ، وسيطرتهم على لبنان ، وجعلهم من سورية ولاية رقم 35 من ولاياتهم ، ومنها انطلقت حملاتهم الى الدول العربية ....
**************
الدولة الفاطمية ودولة ولاية الفقيه 2 ووجه التشابه بينهما وعدائهما للإسلام 2
كثر المدعون زوراً بنسبهم الى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق ابنته فاطمة من زوجها سيدنا علي بن أبي طالب ، وأقاموا لذلك طقوساً ومنها لبس العمامة السوداء ، للتمييز بينهم وبين غير المنسوبين الذين يلبسون العمامة البيضاء من علمائهم فضلاً عن العامّة ، إذا ماعلمنا أن القادم لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل عنه أيّكم محمد ، أو أيكم رسول الله ، بينما قادة بني صفيون ومن قبلهم الفاطميون ، وقبلهم البويهيون أقاموا لأنفسهم الدلالات والمميزات ، ومنها على سبيل المثال بجواز تمتع المُسمين أنفسهم السادة لكون نسبهم المُدعى لآل البيت ببنات ونساء عامة الناس ، بينما العكس حرام ومع ذلك هم يفعلوه ، ولذلك لانعرف لأكثرهم نسباً بل تلفيقاً وزوراً ، وكذلك أفعالهم تدل على أنهم من أبناء اللقائط ، ولذلك قيل عن حسن نصر اللات بالسيد ، ومثله قيل في الخامنئي وأشباههم من المشوهين والمنحطين فكرياً وقيميا ، فطبعوا في أتباعهم فكرة الطبقية الغير جائزة التطلع إليهم فهم من نسل الآلهة المُحنطة عندهم ، الذين ألفوا عبادتها وأدخلوها في الإسلام ، وصار النسب مًقدّم على الدين ، والعرق الفارسي الأعلى على كل الأعراق الذي على الناس أن يكون خدماً لهم وإن كانوا شيعة من الأعراق الأخرى،وربطوا أنفسهم بذات االله ، فما قاله ملاليهم ومن أطلقوا عليه الآية فقد قاله الله ، وبيدهم مفاتيح الدولة ، والرئيس المنتخب من الشعب ماهو إلا موظف في حضرتهم ولن يكون إلا منهم ، وكذلك بيدهم مفاتيح الجنّة ، يُعطونها لأتباعهم عند القتال كما رأينا مئات الحالات في الحرب العراقية الايرانية ، ونراها الآن ، إنهم كاذبون ويفترون على الله ورسوله الكذب ، ولذا قال عنهم العلماء بأن أئمتهم كفار ، وعامتهم فسقه وفي ذلك بحث طويل ، وهذا التمايز نفسه اتخذه الفاطميون في جعل الأتباع لايُفكرون بما يقوله أئمتهم ، الذين اسقطوا عنهم التكاليف ، وعطلوا عليهم أحكام الله ، وأمروا الناس بعبادتهم ، حتّى صار دينا غير دين ، بل والله لادين لهم عندما نقرأ كتبهم التبشيرية مما وصلنا من السفارة الايرانية نفسها عن طريق إحدى المكتبات شيء يشيب من هوله الولدان عندما تقرأه ، وتنفر من هذا الدين إن كان ديناً ، وخاصة بعدما وجدنا أكثر المرتدين الى الالحاد هم أتباع هؤلاء ، وقلت أن هؤلاء أظهروا الزهد وأبطنوا الكفر وصار لهم هذا السلوك منهجاً منذ زمن سيدهم عبدالله بن سبأ
وقبل الخوض في الموضوع أريد أن أنبه الى الفرقتين الأشهر الشيعيتين المُنتسبتين الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه من زوجته فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم
الأولى بما عُرف بالإثني عشر أو بالأمامية أو الموسوية ، ومنهم العرب وغير العرب ، لكن الفرس انتزعوا قرارها ورهنوه لصالحهم ، وآخر أئمة هؤلاء بما سُمّي بمحمد المهدي المنتظر الذي كان يتلقى العلوم الدينية والدنيوية وهو في بطن أمّه ، وأمّه نرجس وهي آمه ، ويُقال له غيبتين الأولى بعد ولادته بأشهر ثم ظهر ، والثانية كان عمره فيها اربع سنوات ، ولازال مختبئاً في حفرة بسامراء ، ويقولون عنه صاحب الزمان وعجّل الله بفرجه ، ولما حملته أمّه لمن انتقد أن بطنها لم تنتفخ أن هؤلاء الأئمة لاتظهر على أمهاتهم آثار الحمل الإنتفاخ، بينما السيدة مريم لما حملت نبي الله سيدنا عيسى عليهما السلام ، جاءت الآية على لسان قومها عندما بدت عليها آثار الحمل لتقول : يا أخت هارون ماكان ابوك امرئ سوء وماكانت أمك بغيا ، فأشارت إليه ... " وكذلك آمنة بنت وهب عندما حملت سيد الأكوان محمد صلى الله عليه وسلم علم كل الناس بحملها ، ومن مهام هذا الإمام المختبئ أنه يُدير الأكوان ، ويُطعمنا ويسقينا ووو... صفات الله فيه ، لأنه وكيل عنه ، وأبوه كما ادّعوا حسن العسكري وأمّه سوسن ، بن علي الهادي وأمّه سمانة ، بن محمد الجواد وأمّه سكينة ، بن علي الرضا وأمّه أروى ، بن موسى الكاظم وأمّه حميدة ، بن جعفر الصادق الذي منه تفرعت الإسماعيلية اليمينية المتطرفة الى حد الإلحاد والفجور والبعد عن ريحة الدين ، وقد التقت تلك الفئتين في العديد من المرات على الآخر ، ووقفت وراء بعضها لمصالحهما ، إذا علمنا أن كلا منهما يُكّفر ، كالتقاء الفاطميين بالقرامطة صفاً واحدا في سيطرتهم على المنطقة العربية ، ، كالتقاء ملالي قم مع النُصيرية في سورية كما نجده اليوم ، والعديد من الالتقاءات ليس موضعها الآن ، المهم أنّ جعفر الصادق ركيزة الافتراق هو بن محمد الباقر أبا جعفر ، بن علي المعروف بزين العابدين ويُلقب بالسجّاد ، بن الحسين بن علي ، فالحسن بن علي ، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأولاده وأصحاب محمد أجمعين
بينما الفرقة الثانية ، والتي تشعب منها الفرق الكثيرة ، وهي اقرب الى الإلحاد والتعطيل بما عُرف بالإسماعيلية ، وإليها يُنسب الفرق الأكثر ضلالاً كالنصيريين امتداد القرامطة ، وفي كل بلد لهم تسمية كاالفاطميون في مصر ، والأغاخانية وهم الحشاشين في بلاد الأعاجم والعراق ، وفي الهند البهرة وغيرهم ، ودينهم أقرب الى الخرافات والأوهام إن ثبت أنّ لهم دين ، وماكان التوافق الايراني الأسدي ، أو الإثني عشري الفارسي بالنصيري الاسماعيلي إلا من باب توافق المصالح ليكون للنصيرية في سورية مرجعية يستندون عليها ، إذ بات الكثيرين من هذه الطائفة ينفكون عنها ، عندما نزلوا المدن وتعلموا وتنوروا ، فبعضهم ذهب الى الإلحاد ، والبعض تسنن ، وفي ذلكم خطر كبير على الأسرة المتسلطة في سورية ، عندما يفتقدون ماهو مُفترض أن يكونوا حاضنتهم فيظهرون كالعراة مكشوفين بتسلطهم الغير مشروع ، ولن يكون لهم مايُبرر سلطتهم على الأكثرية إلا عبر الإستجرار الطائفي المرفوض من قبل شعبنا السوري ، الذي عايش كل الأقليات والطوائف على مدار مئات السنين دون أن نسمع عن انتقاص لأحدهم ، وهذا مادفع بالأسرة الأسدية أن تُعيد حساباتها حول تفلّت المثقفين من الطائفة النُصيرية ، والمُسماة بالعلوية بأن تجعل لهم مرجعية أكثر معقولية في لعبة الخداع باسم آل البيت، وهي فرقة الإثني عشرية المأخوذ قرارها من عصابات ملالي قم ، الذين اعتبروها فرصة لهم وقد جاءت ، فعصابة الأسرة الحاكمة الأسدية تجعل من هؤلاء القمامات ظهراً لهم ، وملالي قم تُنفذ مشروعها التوسعي من خلالهم ، ولابأس ان تكون هذه الأسرة ولاة لها في سورية ، أو استبدالها بالأوثق إن بطل مفعولها ، كما فعل الفاطميون مع القرامطة وغيرهم ، عندما استخدموهم ، ثم حاربوهم واستولوا على أملاكهم في بلاد الشام ، ولأجل هذا أرسل ملالي قم آلا لاف من المبشرين الى سورية ، وأقاموا مئات الحسينيات والأضرحة هناك والمشاريع التي تحتك بالمواطن السوري ، ليس لسبب أن يكون اثني عشرية بني فارس المرجعية لنصيرية الأسد فحسب ، بل كانت هجمة مضادة تستهدف التغيير الديمغرافي في سورية ، لقلب الموازين للأكثرية السنّية المُستهدفة طوال عهد هذه الأسرة الأسدية الكريهة ، ليكون الشيعة الأكثرية التي تُتيح له البقاء في السلطة ، ومن ثُمّ قلبها الى ملكية ورائية في هذه الأسرة القذرة ، المنبوذة من بيئتها تابعة لولي الفقيه في طهران
لأننتقل الى النسب المزور للفاطميين وأصولهم وجذورهم وخدعهم للناس ، كما الحال مع ملالي قم وآل الأسد اليوم
فكان المؤسس للدولة الفاطمية في المغرب ومن ثم على سائر العالم العربي هو عبيد الله المُلقب بالمهدي ، وأسمه سعيد ، واختلف في نسبه ، فعلماء الأنساب يُرجعونه الى اليهودي الحداد الذي توفي وترك زوجة كانت غاية من الجمال ، فأخذها صاحب الأمر والدعوة الحسين بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القدّاح ، ونسب أبنها له ، وعند موت الحسين عهد بأمر الدعوة - من نص عليه جعفر الصادق بالإمامة - ، لكن سعيد عُبيد الله المهدي هذا الأفّاك أول وصوله الى المغرب أدعى نسباً آخر ثم سحبه ، وكانت الخلافة العباسية تتحداهم أن يُظهروا نسبهم ، ولم يفعلوا إلا على زمن المعز لدين الله عند احتلالهم لمصر بعد خمسين عام من سيطرتهم على المغرب العربي ، فادعى هذا العبيدي النسب الى محمد الحبيب بن جعفر ويُسمّى بالمصدق عند بعض الفرق بن محمد ويُسمّى بالمكتوم والفاتح ، وصاحب الزمان بن اسماعيل الذي مات أثناء حياة أبيه جعفر الصادق الذي به يجتمعون مع الاثني عشرية ، بينما محمد الحبيب المنسوب اليه عبيد الله سعيد لم يكن له من الأولاد إلا أربع وهم جعفر وإسماعيل وأحمد والحسن ، ولم يكن له إبن اسمه عبيد الله
وبعد هذا الاستعراض نصل الى الربط بين مُمهدات قيام الدولة الفاطمية الباطنية الاسماعيلية من ذات الأصول الفارسية في المغرب العربي ، ومن ثُمّ توسعها على مساحة العالم العربي ، وهو نفس المشروع الصفوي الفارسي المللي القمئي ، وهذا الرابط يقوم على مُشتركات ، الأولى الكتمان والدعوة بالمظلومية والحشد والتمسكن واستغلال الفرص ، ومن ثُم ارسال المُبشرين والدعاة لهم وإقامة المزارات ، ومن ثم إقامة دولة لهم ، مُستندة على الآراجيف والأكاذيب والخزعبلات ، والإدعاءات الكاذبة والسحر والتجيم وكل أنواع الخداع ، ودعوة انتسابهم لآل البيت لاستعطاف المسلمين ، واتخاذ التقية وسيلة لهم للوصول ، وذلك عبر ادعائهم التدين والتنسك ، ومن ثم العمل على إقامة مقر الانطلاق كدولة للاستفادة من مدخراتها وإمكاناتها ، ومن ثم تثبيت دعائمها على رجالاتهم ، واستخدام السلطان للترغيب والترهيب لتغيير عقائد العامّة ، ومن بعدها إرسال المُبشرين الى البلدان لتهيئة الاحتلال والسيطرة وابتلاع الدول
فالخميني كان يعيش في العراق مستفيداً من خصومة هذه الدولة مع شاه إيران ، ولم تكن الدولة العراقية منتبهة الى خطرهم حيث كان يعمل بالسر ومن معه من الأعوان ، فأرخت السلطة في العراق لهم الحبل ، بعدما عملوا بالتُقية وإظهارهم التقوى ، فاستطاعوا خداع الكثير ممن تشيعوا لهم ، ولما انكشف أمرهم طُردوا من العراق الى فرنسا ، بعدما اسسوا بؤرة الفساد ودعاة لهم ومُبشرين كانوا يعملون ليل نهار لنصرة خمينيهم ، ويتواصلون مع الداخل الايراني ، ومواليهم في الدول العربية ، حتى وقت تفجير ثورتهم عام 1989 فأسسوا الدولة أولاً ، ومثلهم كان العبيديين المُسماة بالفاطميين فيما بعد ، بل ملالي قم كانوا ولازالوا يسيرون على نهج أجدادهم الفاطميين ، فمن فارس كان جدهم ميمون القدّاح ، الذي بدأ يعمل بسرية لدعوته ليكون له وأحفاده الأمر من بعده ، ومن ثُمّ اتخذوا من السلمية مركزا لهم لنشر دعوتهم وجلب الأتباع ، ومنها انطلق مبشريهم الى البحرين واليمن والحجاز وغيرهم من البلدان ، وبعدها الى المغرب العربي ليبيا وتونس ، حيث أرسل صاحب الدعوة محمد أبو الشلعلع بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح دعاة الى تلك البلاد عام 288 هجري بقيادة الداعيتين أبو عبدالله وأخوه أبو العباس الى تلك البلاد التي كانت مُهيأة لقبول دعوتهما ، لأن دعاة جعفر الصادق الذين وطئوا تلك الأرض قبل دعاة الشلعلع ب 135 سنة أي عام 145 هجري لدعوة الناس لطاعة آل البيت ، حتى استمالوا قلوب جمع كثير من كتّامه وغيرهم الى محبة آل البيت ، وصاروا شيعة لهم ، الى أن دخل رُسل الشلعلع ورأوا الأرض ممهدة لقبولهم ، بعدما عرفوا سر الصعوبة في البداية ، وهو أن صاحب دعوتهم لاينتسب الى آل البيت ، مما اضطر عبيد الله الى التخلي عن نسبه القدّاحي مبررين عدم قولهم بذاك النسب في البداية لما تتطلبه دعوتهم من السرية والكتامة لكونهم مطلوبون من بني العباس ، ليُلاقي دُعاة سعيد عُبيد الله بعد ذلك كل الترحيب ، بعدما أظهروا التقوى والزهد ولبس الخشن من الثياب ، ومن ثُم إقامة المراكز لهم بما يُعرف اليوم بالحسينيات والمزارات والروابط الاجتماعية ، واختراق المجتمع هناك بالتزاوج ، لتكون الركائز عندهم ، ويصير لهم الأعوان كخلايا نائمة صحت في الوقت المُشار إليه وتكون جيوشاً تتغلب على دولة الأغالبة هناك ، وتُخلص سيدها وصاحب دعوتها المسجون عند اليسع زعيم الأغالبة أثناء فراره من السلمية عام 296 هجري قُبيل وصوله الى دعاته ومُبشريه ، ومن ثُم قتل عبيد الله لمن أحسن اليه من دعاته ممن أوصلوه لحكم المغرب ، وبعدها قتاله للقرامطة المتواجدين في الشام بعد تعاون طويل عند وصوله لمصر ، وهذا ما سنتحدث عنه وبقية الروابط فيما بعد بإذن الله ، كما قتل الخميني كبار قادته ومُعاونيه عند اعتلائه للسلطة عام 1989 ميلادي ، وتنصل من كل عهوده ومواثيقه والتزاماته
لأكمل حديثي هنا عن وجه التشابه الفارسي الايراني الفارسي الفاطمي لكونهم اتخذوا نفس المسارات ، والخطورة الكبرى من هذه الخلايا النائمة التي تحدث عنها مفتي بشار أحمد حسون من قيامها في الوقت التي تُعطى فيه الإشارة إذا لم يجري تطويقها ، وإذا لم تُهدم جميع المؤسسات والأعمال والركائز التي اقاموها في البلاد العربية ، وحتى الى فك الارتباطات الاجتماعية ، فالأمر في غاية الخطر ، ولن تستطيع أي دولة في العالم للتدخل للمساعدة ، لأن تلك الدول بالأساس لم تُساعد نفسها ، وكذلك التفكير الجدّي بالتخلّي عن كل الارتباطات الدولية لنصرة الشعب السوري الذي يُقتل ، وتُهدّم دوره وبلداته لكونه سُنّياً ، بينما تلك الدول لازالت تتفرج ، وآخر صيحة سمعتها من أحد الجبناء ، يدعو الشعب السوري الى التشيع لينجوا من المذابح ، فهل هذا ما يُريده الامتداد السنّي ، ولو اجتازوا وطننا على جثثنا اليوم ، فغداً الدور عليكم ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
كلمة المكتوم جاءت نتيجة اضطهاد العباسيين للدعةة الامامية ، وسعيا لانجاح دعوتهم إضطر أئمتهم من ابناء اسماعيل حسب بعض الفرق الى التكتم وإخفاء شخصياتهم ، فلُقيوا بالأئمة المكتومين ، وكان اولهم محمد بن اسماعيل بن جعفر ، ويرى مامير مستشرق أن محمد المكتوم هو ميمون القدّاح ، وأن في تكتمه انتحل مهنة القداحة ليختفي وراءها ليكون اكثر حيلة في أكبر عدد ممكن من الناس.