إلى بني وطني

إبراهيم خليل إبراهيم

إلى بني وطني

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

خلال دراستى الجامعية كنت مع مجموعة من زملاء الدراسة فى حضرة أحد الأساتذة ودارت بيننا مناقشة فى شتى مجالات الحياة،لاحظ الأستاذ شكاوى الزملاء المتعددة والمتنوعة بشأن قلة فرص العمل بعد التخرج وتدنى الأجور والمرتبات والمحسوبية والواسطة التى تقلب الأمور حيث نجد أنصاف المواهب أو مفتقدوها في أماكن ووظائف راقية ونجد تواري من يستحقونها،ومن ثم أصابنا القرف وابتلينا بالردىء فلم نسعد بمواهب تضاهي الذين عشقوا مصر وعملوا لأجلها ولتقدم شعبها في شتى المجالات إلا القليل!.

هنا قال الأستاذ:عليكم بالعلم والاخلاق الطيبة والصبر والحرص على العمل الذي ينفكم وينفع الوطن والمستقبل سيحمل الكثير من الأمل لأن دوام الحال من المحال ثم ردد:لا تلعنوا الجهل بل تعلموا كلمة وعلموها للآخرين،لا تلعنوا الفقر بل استثمروا كل الوقت والجهد فيما ينفع،لا تلعنوا المرض بل طهروا أنفسكم بالفضائل وأبعدوا أجسامكم عن الكبائر والصغائر،لا تلعنوا الخراب بل على كل منكم أن يصنع لبنة،لا تلعنوا الظلام بل على كل منكم أن يوقد شمعة،لا تعلقوا أخطائكم على الآخرين وليبدأ كل منا بنفسه،لا تنظروا دائما إلى البقعة السوداء في ثوب الحياة الأبيض،لا تنتبهوا فقط إلى سحابه وسط سماء زرقاء لانهائية،لا تستغرقوا في الذاتية والسلبية المفرطة،فقط انتبهوا إلى السلبيات لا لتقفوا عندها بل لتقضوا عليها بالإيجابيات فالحياة أرحب من أن تضيق بنا ورحمة الله أشمل من أن تمتنع عنا.

مرت سنوات وشاء الله تعالى قيام ثورة 25 يناير في 2011 ضد الظلم والبطالة والظروف الحياتية والمعيشية الصعبة والتي وصلت لمرحلة الضنك ،ولكن منذ قيام الثورة مازلنا نتخبط ناهيكم عن الإنقسامات الخطيرة في الشعب المصري والغير مسبوقة منذ عهد مينا،والصراعات الرهيبة للسيطرة على السلطة ومؤسسات الدولة ومصر تئن من ذلك العبث في تاريخها وعراقتها وقدرها ومايحاك بها،ياشعب مصر العظيم وساسته:اتقوا الله وحافظوا على مصر فالويل كل الويل لمن يغلب مصالحه على مصالح الوطن فالشخصية المصرية مهما طالها من تهميش وعبث إلا إنها أصيلة المعدن والجوهر وفي التوقيت المناسب سوف تصنع المعجزات،وأرجعوا إلى التاريخ وتأملوا قول عالم الأجتماع الفرنسى جان كلود جارسينى عن الشخصية المصرية التى أذهلته :(الشخصية المصرية تستطيع أن تجمع بين الإيمان والعلم والفن فى شخص واحد وهى تنهض نهضة رجل واحد عندما تستشعر الخطر) .

حفظك الله يامصر من الفتن والأعداء وأصحاب المصالح والأطماع فأنت للخلود والأشخاص للفناء .