وجوه عربية على قنوات سودانية!!!
وجوه عربية على قنوات سودانية!!!
سليمان عبد الله حمد
كحال كل القنوات الفضائية في السعي الى الظهور للمشاهد بصورة تنال رضاه ، ومنذ انطلاقتها في العام (2008) بأمارة دبي ، ارتادت قناة الشروق اتباع سنة القنوات العربية ، وذلك بتطعيم كادرها السوداني الموجود من المذيعين ، بخبرات عربية (شامية)، وبرواتب وامتيازات كبيرة جدا ، فكانت كل من العراقية (فائزة العزي( ، و(رولا جابر) ، و(مي الخطيب) ، وغيرهن من المذيعات اللائي تربعن على عرش نشرات الاخبار ، والبرامج السياسية !!!
و بمجرد ان اغلقت (القناة) استديوهاتها بـ(دبي) هجرها اغلب (المذيعين) السودانيين ، وذلك عندما تم تخفيض رواتبهم ، بعد نقل القناة لتبث برامجها من الخرطوم ، وعلى الرغم من ثبات رواتب (المذيعات) العربيات لكنهن هربن ايضا من العمل بالقناة بعد نقلها مباشرة ، ولاسباب مختلفة ، ربما تتعلق بالعيش في السودان بما انهن اظهرن ارتياحهن واعجابهن بالقناة والعاملين بها في كثير من اللقاءات التي تمت معهن في وسائل الاعلام المختلفة!! الا انهن الان اختفين تماما من الظهور عبر شاشتها!!
في البداية وجدت خطوة تعيين (مذيعات عربيات) كثيرا من النقد ، واعتقد بعض المهتمين بالشأن الاعلامي ان هذه الخطوة غير موفقة وافتقدت للشفافية والدراسة الكافية ، وتم تنفيذها دون استشارة المختصين في المجال، لأنه ليست هناك اسباب تستدعي ذلك مع وجود (الفتيات)السودانيات المتعلمات اللائي سيقبلن بالقليل مقارنة مع الأخريات الأجنبيات ، وقالوا: ان المذيعة السودانية يمكنها ان ترتاد رحابا لا محدودة في هذا المجال ، وتكون عنصرا جاذبا للمشاهدين ، ولنا في زينب البدوي السودانية في قناة (البي بي سي) خير دليل وبرهان على نجاح (المذيعات) السودانيات ، وبرر هؤلاء نقدهم لاستقطاب (مذيعات) من الخارج بأن شكل البرامج مختلف وتوجه القناة مختلف ، لذلك كان على قناة الشروق ان تصنع مذيعات افضل لها من ان تستقدم مذيعات بقيمة عالية ترهق كاهل ميزانية القناة !!! كما ان هناك من اثنى على الفكرة ، ورأوا استعانة قناة الشروق بكوادر عربية مع كوادرها السودانية ، وكونها تضم (لهجات وجنسيات مختلفة) ليس من الخطأ في شئ ، وان الفائدة ستكون كبيرة في تبادل الخبرات بين المذيعين لعكس الثقافة والهوية السودانية !!
غياب (المذيعات العربيات) وجد كثيرا من التساؤلات ، لانهن يتعاطين مرتبات ضخمة ، فمثلا العراقية فائزة العزي ، التي كانت تشغل منصب مدير البرامج والاخبار الاقتصادية ، يبلغ راتبها الشهري بالجنيه السوداني (50) الف جنيه ، والذي يعادل راتب كافة المذيعين السودانيين الموجودين بالقناة ، وايضا زميلتها اللبنانية (رولا جابر) قد غادرت شاشة الشروق وعادت الى دبي ويدور حديث انها قد تلقت عرضا من قناة عربية ذائعة الصيت ففضلت مغادرة قناة الشروق ، وايضا كان راتبها قريبا من (راتب) العزي ان لم يتجاوزه!! لذلك كانت دهشة الكثيرين في غيابهن ومغادرتهن للقناة بعد نقلها من دبي في خطوة رشح مراقبون اقترانها بالوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد وعجز توفير النقد الاجنبي لتسيير اعمال المؤسسات ، وستكون تكلفة الانتاج من الخرطوم اقل من حيث مرتبات العاملين ، والسكن ، والمواصلات، وغيرها من شروط الانتاج، ولذا معظم الاعلاميين العاملين بالقناة في دبي رفضوا العرض المقدم من القناة ، وفضلوا البقاء هناك والبحث عن فرص عمل بديلة!!!
المخرج التلفزيوني (ميرغني سوار الدهب) قال في حديثه لـ(الرأي العام) : ان قناة الشروق ولدت مختلفة ، وبنمط اعلامي حديث ، وقامت بتعيين مذيعات عربيات من ذوات الخبرة ، لتكسب القناة بعدا عربيا ومواكبة ،وحقيقة ان لمسة اولئك المذيعات في القناة كانت واضحة ، واكسبت القناة بعدا قوميا ، واعتقد (سوار الدهب) أن سبب هروب (المذيعات) من الوظيفة بقناة الشروق يرجع لسبب اساسي يتمثل في تخفيض مستحقاتهن المالية ، التي كن يجنينها حينما كانت القناة بـ(دبي) ، مشيرا الى ان المرتب الاساسي ، والحوافز ، ومتطلبات الحياة في دبي تختلف تماما عن (الخرطوم) ، ولكن (سوار الدهب) رجع وقال: ربما هناك سبب آخر يتمثل في خوف اولئك المذيعات عن الابتعاد عن (دبي) لانها بؤرة ضوء اعلامية ضخمة ، واستطاعت ان تستقطب رموزا اعلامية كبيرة ، وربما يطمحن في ايجاد فرصة للانتقال لقناة اكثر شهرة ، وافضل من الناحية المادية ، وهذا الانتقال الى الخرطوم يفقدهن الفرصة التي يطمحن لها ، وقال: يحتمل ان يكون هناك سبب آخر وهو (سخونة) الاجواء في السودان ، التي قد تكون صعبة عليهن ، وقال: اصبح على قناة الشروق التمسك بالمذيعات السودانيات فهن يتفوقن على العربيات واثبتن جدارة في مجال العمل الاعلامي عموما!!
ومن نافلة القول فهلا رجحت كف الميزان في التمسك ببنات الوطن فهن أحق من غيرهن في ذاك فبنات الوطن العزيز (فأهل مكه أدري بشعابها) 000 فقد سطر المذيعات السودانيات أسماؤهن بحروف من ذهب طوال عملهن بالقنوات الفضائية السودانية وأعتقد جازماً بأنه ليس هناك فراغ بين الدرر السودانية فالمرأة السودانية لها إسهامات في كافة المجالات الاعلامية المرئية والمسموعة فهن يتميزن عن غيرهن بالبعد الثقافي والاجتماعي والمعرفة بالقيم السودانية والتقاليد العريقة ..!!!
فقائمة المذيعات تطول وتطول ( ليلي المغربي ، نعمات حماد ، زينت البدوي ، يسرية محمد الحسن ، وغيرهن... آلخ ) فخير فعلت قناة الشروق للإنتقال للبث من دبي للخرطوم في خطوه فيها كثير من التفرد والابداع الاعلامي لعل كافة القنوات السودانية تنتقل للبث من الداخل وليس من الخارج أسوه بقناة الشروق السودانية !!