اليوم العالمي للاجئين..

اليوم العالمي للاجئين..

عقاب يحيى

يوم أفقت على الدنيا وتعلمت هجاء الأحرف الأولى كانت كلمة لاجئ واللاجئين مرادفة لفلسطين.. حتى خلت أنها جزء من توصيف الفلسطيني، حيث إذا ما ذُكر يجب أن ترافقه تلك الكلمة..

ـ كبرنا.. وعرفنا بعض معنى اللجوء.. وغنينيا أناشيد الحماس :

لا سلام ولا استسلام     لاجئ ساكن في الخيام

صارت الخيام بلاداً,, وصارت البلاد منافياً..وفلسطين على لائحة اللجوء..

في 1967 دخل القاموس تعريف جديد : النازحون.. وتسائلت عن الفرق بين اللاجئ والنازح، وكان هناك دوماً من يحب التفقّه والتفقيه.. وعلمت أن اللاجئ هو من يرتحل مضطراً إلى بلاد أخرى، وأن النازح يترك مكان إقامته مضطراً لمكان آخر في بلده.. واحتاج الأمر كثير التدقيق لمعرفة الفروق.. خاصة في الحقوق والواجبات.. وما يزال أهل الجولان المحتل.. النازحين.. يعانون الأمرّين، واوضاعهم أكثر بؤساً من اللاجئين الفلسطينيين ..

ـ عبر " فضائل" الطغمة الديمقراطية" والإنسانية" عرفت سورياً هجرة واسعة، وآلافاً مؤلفة من المهجّرين قسرياً منذ عقود.. حتى ليقال أن عدد المهاجرين، والمهجّرين السوريين يقارب عدد السكان الموجودين في الداخل، وهناك من يحصرهم في سبعة ملايين.. كثيرهم عاش، وعائلته، وجيلين وأكثر بعيدين، ممنوعين، محرومين من اية وثيقة، أو جواز سفر..وما زالوا رسمياً مواطنين سوريين..

ـ اليوم.. تعلن الأمم المتحدة أن المأساة الإنسانية في سورية هي الأسوأ إطلاقاً منذ انتهاء الحرب الباردة.. ويا فرحة أهل النظام بإنجازاته الخارقة ..

الأرقام تتحدث عن أزيد من سبعة ملايين بين نازح.. أو لنقل : مضطر لترك إقامته وبيته وأملاكه والنزوح حيث توفر، وهؤلاء أزيد من خمسة ملايين.. دون اعتبار لملايين المحاصرين في مناطقهم، الذين يعانون ويلات الجوع، والمرض، والجراح، والرعب جراء القصف المتواصل، بينما يصل عدد اللاجئين إلى نحو مليونين موزعين في تركيا والأردن ولبنان ومصر وديار العرب العالم.. وما زال خزين الحقد والدمار يقذف يومياً بالآلاف تشرداً.. واضطراراً.. وما زالت الطغمة تتحدث عن وطنها، واستقرارها وانتصاراتها ..وما زال التبويق جارياً.. عن فضائل آلا الأسد ابا وولداً.. وعائلة.. وإبداعات..وتفريخ لاجئين..وفقراء.. ونازحين.. ومهاجرين ومهجرين .. بينما وقع الدم كابوس أطفالنا..وصوت الانفجارات الصادرة عن عطاءاتهم دويّ يسجله التاريخ.. كبصمة خاصة هي وشم هذا النظام القاتل.. اللئيم ..