ندوة عن سورية عقدت في البرلمان الفرنسي
ندوة عن سورية عقدت في البرلمان الفرنسي
القيادة المشتركة للجيش السوري الحر
إدارة الإعلام المركزي
20.06.2013
باريس : إدارة العلاقات الدولية ـ إدارة الإعلام المركزي
لبى المتحدث الإعلامي ومسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري فهد المصري ، لبى دعوة للحضور والمشاركة في ندوة عن سورية عقدت في البرلمان الفرنسي عقدت مساء أمس نظمتها مجموعة الصداقة الفرنسية ـ السورية والتي يترأسها النائب عن الحزب الاشتراكي السيد جيرار بابت .
المفاجأة كانت أنه ورغم الموقف الفرنسي الرسمي وموقف الحزب الاشتراكي الحاكم الداعم للثورة السورية المجيدة إلا أنه بات واضحاً أن النظام السوري وأجهزة مخابراته مازالوا فاعلين على الساحة الفرنسية ومازال النظام السوري يحتفظ بجزء من علاقاته مع بعض الشخصيات التي مازالت تنحاز إلى جانب القاتل بشارالأسد الذي يقتل الشعب السوري بالسلاح الكيماوي وصواريخ سكود بل وتعمل هذه الشخصيات من أمثال النائب جيرار بابت بشكل مغاير تماما لمواقف وإرادة الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه وبات واضحاً أنه أصبح أقرب إلى موقف اليمين الفرنسي المتطرف .
الندوة شارك فيها عدد محدود جدا من الفرنسيين جميعهم موالون للنظام السوري لأسباب غير مفهومة وعدد محدود من أنصار النظام من سوريين ولبنانيين إلى جانب حضور الأب ميشيل لولون والاقتصادي السوري سمير العيطة من القطب الديمقراطي وكان من الملاحظ حضور وانسحاب سريع للسيدة رندة قسيس التي تصنف نفسها كمعارضة علمانية والتي ما فتئت على مدار الأسبوعين الماضيين من التنقل والتجوال بين القنوات التلفزيونية الفرنسية لتأليب الرأي العام الفرنسي والمطالبة بمنع تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح والعتاد للدفاع عن الشعب السوري وأن السلاح سيقع بيد الإسلاميين والمتطرفين.
كما كان لافتاً أيضا حضور عنصر من الدرجة العشرين من عناصر حزب الله إلى جانب اللبناني إيلي حداد ممثل التيار العوني في فرنسا وممثلي وكالة الأنباء الإيرانية ووكالة سانا والصحافي الفرنسي في صحيفة لوفيغارو جورج مالبرونو صديق المدعو هيثم مناع و النظام السوري .
الندوة افتتحها النائب بابت وبدأها بعرض رسالة تلفزيونية سجلت خصيصاً في دمشق لعرضها في هذه الندوة فكانت الرسالة الأولى لمفتي النظام أحمد بدر الدين حسون والرسالة الثانية من النائب البطريركي العام للروم الأرثوذكس في سوريا المطران لوقا الخوري أما الرسالة الثالثة فقد كانت من نصيب نواف عبد العزيز طراد الملحم الأمين العام لحزب الشعب .
وكان فحوى الرسالة التي وجهها الثلاثي حسون ـ الخوري ـ طراد والتي لم تكن مسموعة بل مترجمة للفرنسية وتولى أنصار النظام في القاعة الشرح أنه ليس هناك ثورة في سورية بل عصابات بربرية إرهابية متطرفة ومجرمين وخارجين عن القانون عاثوا بسورية فساداً وقتلًا وتدميراً وأنه ليس في سورية ديكتاتور. موجهين الدعوة للسامعين والمشاهدين لزيارة دمشق والإطلاع بأم عينهم على ماقالوا إنه الحقيقة بأن النظام يحارب الإرهاب وقتلة الأطفال وآكلي الأكباد وشدد ثلاثي النظام على ضرورة منع فرنسا والغرب من دعم من أسموهم بالمجرمين والإرهابيين الإسلاميين والجهاديين بالسلاح لأنه بهذا السلاح حسب إدعائهم سيقتلون به الأبرياء وفيما استنكر ثلاثي السلطة موقف فرنسا المعادي للنظام طالبوا مشاهديهم بضرورة الضغط على الحكومة الفرنسية والعودة إلى دعم النظام في محاربة ما أسموه الإرهاب وألا تقف فرنسا موقف المعادي.
وعقب الرسائل المصورة المشغولة بعناية وبمعرفة أجهزة مخابرات النظام السوري تحدث الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو عن زياراته المتعددة والحديثة لسورية شارحاً شهاداته الميدانية من صيدنايا ووادي النصارى وغيرها فمدينة حمص مثلاً حسب قوله يسيطر عليها النظام السوري بنسبة 80 بالمئة وتعيش حياة شبه طبيعية وتتوفر فيها كل متطلبات الحياة اليومية ومحطات البنزين تعمل فيها بشكل اعتيادي وأضاف أن استعادة القصير من قبل النظام سمحت بمنع الدعم القادم للمتمردين من لبنان وأن الحياة أيضا شبه طبيعية في اللاذقية حيث أن الساحل مكون من 60 بالمئة من العلويين و30 بالمئة من السنة في حين أن المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر والإسلاميين والمتطرفين غير مستقرة وتفتقر لكل شيء وأشار مالبرونو إلى أن أغلب الأقليات هي أقليات صامتة في حين وصف المجتمع السوري بأنه انقسم إلى قسمين حيث أن نصف المجتمع لايحبون النظام (بدلاً من استخدام كلمة معارضين ).
أما السفير الفرنسي المتقاعد ميشيل رامبو دافع عن النظام السوري وتحدث عما أسماه مخاطر تسليح المعارضة لأن السلاح سيذهب للجهاديين والمتطرفين وأن أغلب استطلاعات الرأي تشير إلى شعبية كبيرة للأسد فيما تحدث عدنان عزام وثيق الصلة بأمن السفارة السورية في باريس منذ زمن بعيد تحدث مطولاً عما سماه أيضا بدوره الإرهاب والجماعات المسلحة التي تدمر سورية وتقتل الأبرياء حسب قوله وكان لافتاً في كلام عزام ودفاعه المستميت عن القتلة في دمشق أنه أقسم أنه ليس من المخابرات السورية ولا يتعاون معها وأنه يتصرف من خلال أحساسه بالمسؤولية كمواطن سوري( الغريب أن أحدا لم يتهمه بالعمالة للمخابرات السورية ) بيد أن عزام شدد وأكد أنه استلم الفيديو الذي عرض والذي حمل رسالة الثلاثي حسون ـ الخوري ـ طراد فقط قبل 24 ساعة من عقد الندوة التي كان واضحا تنسيقه الكامل والمسبق مع النائب بابت في الإعداد والتحضير لها وبعناية لعدم دعوة أي صوت مخالف أو مشاغب إلا أن حضور ممثل الجيش السوري الحر وبقاء السيد سمير العيطة رغم الفخ المنصوب أربك المنظمين ومن معهم .
النائب بابت والذي كان واضحا تماما عدم سروره وامتعاضه الكامل من وجود ممثل الجيش السوري الحر في الندوة طلب من الاقتصادي السوري سمير العيطة الكلام لكن الأخير رفض التحدث قائلاً: إني كلمتي لا تسبق كلمة الجيش السوري الحر مما أثار بلبلة واضحة في صفوف أنصار النظام الحاضرين وبشكل خاص من المدعو عزام.
فهد المصري تحدث نيابة عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري وقال إن الشعب السوري خرج بالتظاهر منذ 15 آذار/مارس 2011 للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة وهي ذات القيم التي تدافع عتها فرنسا والغرب ومع ذلك ورغم أن الشعب السوري يدافع عن ذات القيم إلا أنه لم يتم القبول به في النادي الديمقراطي وترك يواجه أعتى أنظمة القتل والإرهاب وشدد المصري على أنه ليس هناك حربا أهلية في سورية بل ثورة الشعب السوري وهي ليست ثورة طائفية ولم ولن تكون ذات يوم طائفية بل ثورة شعب ضد نظام قاتل وقد أصر هذا الشعب على سلمية ثورته قرابة ثمانية أشهر ومع ذلك لم يتدخل المجتمع الدولي لإنصاف السوريين رفم سقوط أكثر من 5000 شهيد في الأشهر الأولى للثورة .
وأكد المصري أنه بالنسبة للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري الدم السوري واحد وأن الجندي سواءا أكان مع النظام أم من المعارضة هو بالنسبة لنا مواطن سوري دمه حرام . وشدد على أن الجيش السوري الحر وجد ونشأ للدفاع عن المدنيين والقرى والمدن السورية وحماية الوحدة الوطنية والترابية لسورية كما شدد على أن سورية لكل السوريين من كل القوميات و الأديان والمذاهب و نحن جميعا شركاء في سورية.
وذكر المتحدث الإعلامي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري بما قاله للأمين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة في 14 أيلول/سبتمبر 2011 بأنه إن ترك الشعب السوري دون تدخل دولي فإن السوريين في نهاية المطاف سيضطرون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأنه لو تركت سورية دون تدخل دولي أيضا فإن سورية ستصبح الملاذ المفضل للجهاديين والمتطرفيين وهذا ماحصل وشدد المصري على أن النظام السوري وبالتعاون مع حلفائه الإيرانيين وأدواتهم في المنطقة وعلى رأسها حزب الله عملوا على عسكرة الثورة ومن ثم أسلمتها لاتهامها بالتطرف والإٍرهاب حيث أطلق النظام السوري سراح 500 معتقل إسلامي تقريبا جلهم من تنظيم القاعدة كما أرسلت المخابرات الإيرانية عددا من الإرهابيين من تنظيم القاعدة في العراق إلى سورية للعمل تشويه صورة الثورة السورية وتشويه صورة الجيش الحر ولاتهام المقاتلين العرب والأجانب الذين جاؤوا من أصقاع العالم لمساعدة الشعب السوري بأنهم قتلة وإرهابيين وبالتالي تختلط الصورة ويكون لدى الأسد وحلفائه المبررات اللازمة في القتل والتدمير حتى يتمكن من إخماد الثورة وإنهائها .
وأضاف المصري أنه علينا نعرف أن جبهة النصرة تقسم إلى ثلاثة أقسام فالقسم الأول إسلاميين ومتطرفين أطلق سراحهم النظام السوري من سجن صيدنايا وفرع فلسطين وعددهم بحدود 500 إلى جانب إرهابيين من تنظيم القاعدة جاؤوا من العراق وبالتنسيق بين المخابرات السورية والإيرانية أما القسم الثاني فهم مقاتلون عرب وأجانب جاؤوا من أصقاع العالم لمساعدة الشعب السوري أمام تخاذل المجتمع الدولي وجل هؤلاء لا يمكن أن نعتبرهم إرهابيين أو قتلة ومجرميين ومتطرفين ولأن أغلبهم جاء بدوافع إنسانية بحتة أما القسم الثالث وهو السواد الأعظم من النصرة فهم مواطنون سوريون عاديون لا يحملون فكرا متطرفا وليسوا بإرهابيين ولا قتلة ولا مجرمين وإنما سوريين أرادوا الدفاع عن بيوتهم وأطفالهم ونسائهم وقراهم ومدنهم وجودوا لدى النصرة السلاح فانضموا لها ولكن النصرة ليست جبهة بل أصبحت عدة جبهات لا سيما بعد أن فبرك النظام السوري وإيران بيان إعلان انتماء النصرة لتنظيم القاعدة لتوجيه ضربة للثورة السورية.
وأشار المصري إلى أن عدد المقاتلين من حزب ومن إيران ومن العراق الموجودين على الأراضي السورية أصبح يفوق عشر مرات على الأقل عدد المقاتلين العرب والأجانب الذين دخلوا للدفاع عن الشعب السوري وهنا عبر المدعو عدنان عزام عن تذمره متهماً المصري بالافتراء وببث أخبار كاذبة لكن المصري رد عليه بأن عليه احترام حقه بالكلام ريثما ينتهي من كلمته بعدما استمع إلى ادعاءاته.
وفي ختام كلمة القيادة المشتركة للجيش السوري الحر شدد المصري أن الحل في سورية لا يمكن أن يبدأ قبل رحيل بشار الأسد وأركان حكمه المشاركين بالجرائم والمجازر وأنه لن يبدأ الحل قبل خروج عناصر وضباط الحرس الثوري الإيراني و حزب الله الإرهابي والميليشيات الشيعية العراقية المتطرفة من الأراضي السورية.
كما نوه المصري إلى المشروع الذي تعمل عليه القيادة والذي سيرى النور قريبا والذي هو يتكون من مجلس أعلى للدفاع ومجلس أمن وطني يشكله قادة عسكريون كبار من الضباط المنحازين والداعمين للثورة من داخل النظام إلى جانب بعض القادة العسكريين الكبار المنشقين وسيكون غطائهم السياسي مجلس رئاسي مشترك من ست شخصيات 3 مدنيين و3عسكريين.
الاقتصادي السوري سمير العيطة، عضو المنبر الديموقراطي تحدث عقب كلمة الجيش السوري الحر و قوى الحراك الثوري وأشار إلى أنّه قال كلمته منذ أن شارك في مؤتمر للمعارضة في دمشق في أيلول 2011، وطالب بإسقاط بشار الأسد والنظام. كما قال للحاضرين السوريين الموالين أنّ عليهم منذ الآن التطلّع إلى أن رحيل بشار الأسد أمر لا مفرّ منه، فكيف يمكن الجلوس على طاولة الحوار أو التفاوض مع من يضع مسدساً على الطاولة. وأنّ عليهم أن ينظروا منذ الآن إلى كيف سيتعايشون مع بقيّة أبناء شعبهم بعد رحيله؟ كما تحدّث عن مؤتمر جنيف إلى جانب اعتباره فكرة تأسيس مجلس أعلى للدفاع وللأمن فكرة صائبة، تصب تماماً فيما اتفقت عليه المعارضة في وثائق القاهرة.
جدير بالذكر أن جمعيات الصداقات في البرلمانات بين عدد من الدول ترتبط بعلاقات وثيقة مع السفارات والأجهزة العاملة بها ومما يؤكد أن النظام السوري مازال يتمتع بعلاقات مع بعض أصدقائه هو الدور السلبي الذي تلعبه قناة فرانس 24 باللغة العربية والتي تحولت بدورها مع إدارتها الجديدة إلى قناة تشبه المنار والميادين ودنيا والتلفزيون الرسمي السوري بسبب وجود محازبين وأنصار و موالين للنظام السوري وحزب الله والتيار العوني وبعض العرب المقربين من الخط السياسي للنظامين الجزائري والتونسي وأثروا بشكل واضح على الخط التحريري العام وعلى التعاطي في سياستها البرامجية ونوعية وماهية وخلفية ضيوفها وهي القناة الفرنسية الممولة من الشعب الفرنسي.
إن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري تطالب قيادة الحزب الاشتراكي والحكومة الفرنسية بتوضيحات حيال موقف النائب جيرار بابت والأسباب التي دفعته لتنظيم هذه الندوة التي تخالف سياسة وتوجهات الحزب الاشتراكي من قضية الشعب السوري. فكيف يقبل الاشتراكيون من نائب عن حزبهم القيام بنشاط يدعم فيه من يقتل شعبه بالسلاح الكيماوي؟.
كما نطالب وزارة الخارجية الفرنسية المسؤول المباشر عن قناة فرانس 24 بفتح تحقيق جدي وشفاف وملموس عن أسباب وملابسات انحدار المستوى المهني للقناة الفرنسية فرانس 24 وتحوير خطها السياسي خدمة للنظام السوري وحلفائه ونرى ضرورة تطهيرها من العناصر المسيئة التي تعبث بالخط التحريري وسياسة القناة حفاظاً على صورة الإعلام الفرنسي الموجه للعالم العربي ومصداقيته.
عاشت الصداقة التاريخية بين الشعبين السوري والفرنسي
فهد المصري
المتحدث الإعلامي ـ مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري
هاتف 0033667474703