مسرحية جنيف وطريقة التعامل معها
مسرحية جنيف وطريقة التعامل معها
المنصور
ظهر بما لا يخفى على متوسم حقيقة نوايا الغرب فحين يجتمع من يصفون أنفسهم بأصدقاء سوريا مع عدو سوريا اللدود وعدو الثورة بوتين تحت سقفٍ واحد ليقرروا سويّة "طبخة" تم الاتفاق عليها ومهد لها أوباما بقوله أن إقامة منطقة حظر جوي أمر غير مجدى ! ثم ينبري رئيس فرنسا الذي تاجر في حملته الانتخابية باسم الثورة السورية ووعد بنصرتها فيدعو روحاني إلى مؤتمر جنيف ! ليراضوه عن أمر برنامج ايران النووي بسوريا ! ثم يعملون على إصدار بيان أساسه خمس نقاط هي 1- إيصال المساعدات الانسانية داخل سوريا 2- مكافحة التطرف ! . وأي تطرف ؟ يقصدون غير تطرف من هبّ لنجدة الشام بعد تسكعهم وخيانتهم لمواثيقهم ومبادئهم وخذلانهم للشام ومتغاضين عن ذكر النظام وجرائمه التي لم يشهد التاريخ المعاصر لها مثيلا ولا عن مصير رأسه وقادته حتى تباهى نائب وزير خارجية روسيا أن دولته كانت وراء ذلك الإهمال ! ومتغاضين عن تدخل حزب الات السافر والمخالف لكافة الأعراف والقوانين الدولية وجرائمه. 3- رفض استخدام الأسلحة الكيماوية ! وما معنى هذا النفاق الرخيص فهل من جديد إلا تغيير العبارة بل النزول من حدة شدتها فبعد أن كان خطا أحمر يغير أسس اللعبة ويستوجب الرد وبعد أن تبجحوا ثم تلكؤوا ثم تأكدوا ثم اعترفوا عادوا إلى مجرد رفضه بل قال المطفف كامرون أنه يدين استخدامه من أي جهة !!! ثم نكسوا على رؤوسهم وفضحوا نفاقهم فعادوا إلى ضرورة وجود تحقيق دولي للتأكد من استخدام الكيميائي !!! أما بقية الأسلحة الفتاكة فلا حرج ولتستمر فإن استمرارها هو أساس نجاح مخططهم. 4- مرحلة انتقالية ديمقراطية وفق المثال الليبي!!! وما معنى هذا الخبث الفاضح ؟ فالمثال الليبي كان عن ديموقراطية وخيار شعب فما بالهم يفرضون علينا نتائج التجربة الليبية والتي ما كانت لتؤتي أكلها بالنسبة لهم لولا تعجل الحسم في المسألة الليبية أما في الحالة السورية فعلى العكس لطالما أكدوا لنا أن الحالة السورية تختلف عن الليبية فما بالها اليوم تصير للحالة السورية قدوة ؟ هلا كانت قدوة في كل شيء بالحظر وبالضربات وبالتعجيل ... الخ ثم من لنا وكيف لنا بهذه المرحلة الانتقالية الديموقراطية ؟ فبعد عامين ونيف ألم يئن لهم أن يدركوا بعد أن النظام ومن خلفه ايران خاصة والتي دعوها إلى المؤتمر لا تريد ديموقراطية إلا بعد أن تفني الشعب السوري وتجنس مليوني إنسان ايراني ! . 5- إقامة سلطة تنفيذية . أين ؟ وحتى متى ؟ وروسيا لا تنفي تزويد النظام بسلاح جديد وكامرون يعود في رجيعه كالكلب يعود في قيئه ويقول لم نتفق على تسليح المعارضة !!! ألا لعنة الله على الكاذبين
لا ريب أن اتفاق هؤلاء اليوم لا يعني إلا أنهم اتفقوا على استمرار الصراع في سوريا حتى يتم التخلص من كل المتشددين فيها أليس قد صرح كامرون أنهم سيعملون سويا على حماية سوريا من خطر الإرهاب والتطرف والذي أوجدوه هم أنفسهم بعلمهم وخذلانهم يوم أغمضوا أعينهم وصموا آذانهم عن الإرهابي الأكبر والمتطرف الأخطر بشار ونظامه بل زادوه غيا إلى غيه حين أقنعوا أغبياء المجلس برفض التدخل الخارجي وأن الحالة السورية مختلفة عن الليبية وحين كرروا مرارا ومن غير معنى إلا تطمين النظام ليوغل في الإجرام إلى أنهم لن يتدخلوا قط فتابع عملك يا أيها المجرم ولا تتلكأ ونحن بالانتظارحتى دمار ما لم يزل عامرا في الشام ومن ثم وبعد أن يكون الاستنزاف آتى أكله وبلغ منتهاه نفرض على الطرفين الحل الذي نختاره نحن فرسان القديس يوحنا ومعبد سليمان في خدمة أسيادهم أحفاد داوود وقتلة الههم بزعمهم !!! وعندئذ يكون مؤتمر جنيف مجرد مسرحية يلزم الحضور بالموافقة على أدوارها أمام الجمهور فما المطلوب ؟
طلب مني أحد الأخوة الأفاضل أن أعلق على مؤتمر الثمانية فقلت له لا رأي لمن لا يطاع ومع هذا فها أنا أبدي رأي في هذا لله ثم للمستضعفين فإن كان الرأي صوابا فمن الله تعالى وإن كان غير ذلك فمني
أولا : بالنسبة لمؤتمر جنيف هناك الخيار الصالح والأصلح فالصالح هو اعتزال هؤلاء وعدم حضور المؤتمر قولا واحدا أما الأصلح فقد تركت الخوض فيه لأنه يحتاج إلى رجال ولا أرى في هذه المعارضة أنصاف رجال فكيف بالرجال ؟ فالأصلح أن يذهب إلى المؤتمر رجال يضحوا بأنفسهم وبمطامحهم في سبيل الثورة حيث ينسحبون من المؤتمر ويجهرون هناك بكل الحقائق التي تدين قادة الغرب وتفضح نفاقهم وتآمرهم أمام شعوبهم وأمام إعلامهم ويحرصون على عقد مؤتمر صحفي في ذلك ومن ثم ينقلبون إلى مخرجهم ويقدمون استقالاتهم أمام الائتلاف حتى لا يشكلوا عبئا على الائتلاف في المستقبل ، فهل ثمة رجال قادرون على مثل هذا ؟ اللهم لا فلذلك كان الخيار هو هجر جنيف 2 وإرسال شخص واحد على الأقل يقرأ بيانا في المؤتمر يشرح فيه سبب اعتزال المعارضة للمؤتمر وعدم مشاركتها فيه
ثانيا : العمل على تفعيل قرارات مؤتمر العلماء لنصرة الشام والعمل بشكل خاص على بعث مظاهرات في كافة أنحاء العالم الإسلامي بعد صلاة الجمعة لنصرة الشام وللضغط على الحكام العرب للانخراط في معركة الشام فإنها معركة الأمة كافة وللتوجه إلى سفارات وقنصليات الدول الغربية للتنديد بحكامها وسياستهم المنافقة وكذلك إلى سفارة روسيا والصين وايران
ثالثا : إقامة مجلس شرعي لمشايخ الشام عاجلا يعمل على توحيد الفتوى وتصحيح مسار المعارضة السياسية ما أمكنهم ومراجعة فصائل المجاهدين والتواصل معهم وكسب ثقتهم ما استطعنا سبيلا ولتقليل حدّة الخلاف بينهم (أي بين بعض الفصائل المتشددة والجيش الحر) ولإقناع بعض الأطراف بتبني الحكمة والمداراة فإننا في دار المداراة وفي عصر المصانعة وأيضا العمل على توحيدهم ومساعدتهم في تنصيب قيادة عامة لكل المجاهدين عامة في الشام أو على الأقل توحيد قرارهم وعملهم مما يضمن تناسق عملهم وتناصرهم فيما بينهم بالعمل وبذل السلاح.