ستة فرسان من بلدة بيت لقيا محكومين بمدى الحياة (المؤبد)
ستة فرسان من بلدة بيت لقيا
محكومين بمدى الحياة (المؤبد)
ينتظر سكان بيت لقيا قضاء مدينة رام الله، ستة من أسراها الذين يقضون أحكاماً بالمؤبدات داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي وهم: الأسير صالح دار موسى، الأسير نصري عاصي، الأسيرين الشقيقين باهر وبهيج بدر، الأسير محمد عمر، والأسير مرعي أبو سعيدة.
وبالإضافة لهؤلاء، فإن هناك عدداً من الأسرى من بيت لقيا يقضون أحكاماً مختلفة بالسجن، ومنهم موقوفون، كما إن هناك أسيراً منهم لا يزال معتقل إدارياً، وهو الأسير نجيب مفارجة 27 عاماً.
ومن هؤلاء الأسرى، من اعتقله الاحتلال بعد فترة قلية من زواجه، ومنهم من كانت امرأته تحمل بالمولود الأول، وهي معاناة كبيرة لهؤلاء.
وفي متابعة لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، كان التقرير التالي، حصاداً عن الأسرى الستة المحكومون بالمؤبدات، أحدهم وهو الأسير مرعي أبو سعيدة تعيش عائلته في الأردن، ولا تتمكن من زيارته، وهو أب لابن تركه في بطن أمه في الشهر السادس، وعمره الآن ثمانية أعوام ولم يزره إلا مرة واحدة.
الأسير الشيخ صالح دار موسى 49 عاماً، وهو أب لستة أبناء، اعتقل بتاريخ: 27/9/2003، وحكم عليه بالسجن 17 مؤبداً، بعد أن قضى عاماً كاملاً في الحقيق، ولم تزره عائلته لأول مرة إلا بعد ثلاثة أعوام من اعتقاله.
وليس ذلك فحسب، فالشيخ صالح قضى في سجون الاحتلال الاسرائيلي في فترات سابقة 17 عاماً، حرم فيها من العيش مع عائلته التي لطالما افتقدته في ظروف ومواقف كثيرة، ونجاحات ومناسبات شهدتها، لم يشهدها الأب معها.
والشيخ صالح، يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وكان يعمل مدرساً في مدرسة بيت لقيا، وهو الآن في سجن هيداريم، وقد توفت والدته وهو في الأسر.
أما الأسيرين الشقيقين، باهر بدر 36 عاماً، وبهيج بدر 39 عاماً، فاعتقلا بتاريخ: 27/7/2004، بعد أن اقتحمت سلطات الاحتلال منزل عائلتهما، واعتقلت بهيج وهو أب لثلاثة أطفال، وكان يعمل محاسباً في مقر لجنة الزكاة في مدينة رام الله منذ خمسة أعوام، بينما اعتقلت باهر والذي كان من المقرر زواجه خلال الأسبوع الذي اعتقل فيه، من بيت شقيقه الكائن في مدينة الرملة، في الداخل الفلسطيني المحتل.
ولم يكتفي الاحتلال باعتقال باهر وبهيج، فاعتقل والدتهم الحاجة أم باسم بعد 20 يوماً من اعتقالهم، وأخضعها للتحقيق مدة تسعة أيام، ثم أفرج عنها، وكانت تبلغ من العمر في ذلك الحين 51 عاماً.
وبعد تحقيق دام خمسة أشهر مع الأسيرين الشقيقين باهر وبهيح في مراكز التحقيق الاسرائيلية، حكم الاحتلال على بهيج بالسجن 18 مؤبداً، وعلى باهر 12 مؤبداً، وهما الآن في سجن ريمون.
من جهة أخرى، يعيش الأسير نصري عايد عاصي، 36 عاماً، حكماً بالسجن 18 مؤبداً و 70 عاماً، بعد أن اعتقلته سلطات الاحتلال بتاريخ: 27/7/2004، بعد 45 يوماً على زفافه، وكانت امرأته حاملاً بمولودهما البكر( عايد) الذي يبلغ من العمر الآن تسعة أعوام، ولا يراه والده إلا في الزيارات المحددة.
وقد أنهى الأسير نصري عاصي من داخل سجنه دراسة الثانوية العامة، وهو الآن في سجن ريمون، وزوجته ممنوعة من الزيارة، ولا تقوى والدته على زيارته بسبب وضعها الصحي.
أما الأسير محمد عمر عبد الله، 35 عاماً، والمحكوم بالسجن 18 مؤبد، وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ: 23/4/2004، بعد أربعة أشهر على زواجه، وكانت زوجته تحمل بالابن البكر (عبد الله).
ومحمد يحمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بيرزيت.
كما خاض الأسير محمد عمر إضراب معركة الأمعاء الخاوية لمدة 30 يوماً، وتوفت والدته وهو في الأسر، أما والده فمتوفى منذ كان صغيراً.
وفيما يتعلق بالأسير مرعي صبح أبو سعيدة، 41 عاماً، وهو من مواليد الأردن، حيث تعيش عائلته وزوجته وابنه الذي يبلغ من العمر ثمانية أعوام، والذي كانت أمه حاملاً به في الشهر السادس عندما تم اعتقال والده بتاريخ: 4/8/2004، وحكم الاحتلال عليه بالسجن 11 مؤبداً، بتهمة الشرع بقتل يهودي.
تعرض الأسير مرعي في سجنه خلال العام الماضي 2012 لمحاولة اغتيال من قبل السجانين اليهود، في سجن نفحة الصحراوي، عندما هجموا عليه وقاموا بضربه بأعقاب البنادق على رأسه، مما أصيب بجروح، وأصيب بضعف في الرؤية بإحدى عينيه.
عائلة الأسير مرعي أبو سعيدة، لم تزر أسيرها إلا مرة أو مرتين فقط، وطالبت الحكومة الأردنية أكثر من مرة بالتحرك من أجل إنقاذ حياة ابنها الأسير، والذي يخوض مع الأسرى الأردنيين إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ تاريخ: 2/5/2013، ولا يزوره أياً من أقاربه.
مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، أشار إلى أن أسرى المؤبدات في بيت لقيا يعانون ظروفاً اعتقالية صعبة، وخاصة الأسير مرعي أبو سعيدة، والذي تمارس سلطات الاحتلال تمييزاً واضحاً ضده، على اعتبار أنه يحمل الجنسية الأردنية، حتى أن جنود الاحتلال وعندما قاموا بضربه ذات مرة وسألهم عن سبب ضربه دون أي سبب فقالوا له:" أنت أردني لذا نحن نضربك"، وذلك يدل على تمادي الاحتلال الاسرائيلي في استهداف العرب أينما كانوا.
وشدد الخفش في حديثه، على ضرورة أن نولي اهتماما كبيرا في أسرى المؤبدات حيث يتواجد في سجون الإحتلال ما يزيد عن ال500 أسير محكومين بهذا الحكم الغير محدده مدته .