مصر تعود لألقها بعد خطاب رئيسها وعلماء الأمّة
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
[email protected]
لم يكن خطاب الرئيس المصري محمد
مرسي مفاجئاً أو ارتجالياً ، بل كان متوقعاً ومتناغماً مع سياق الأحداث إن لم نقل
متأخراً ، ولكنه كان القاصمة لكل الرهانات على أن تبقى مصر بعيدة عن الساحة السورية
ودورها المحوري في المنطقة ، وثقلها الاقليمي والإسلامي ، وخاصة إذا علمنا أن
مرجعية الرئيس المصري من خلفية إسلامية ،
وبالتالي لم يكن لديه من بد للاستجابة الى علماء الأمّة المخلصين الذين إذا قالوا
قلنا لهم سمعاً وطاعة ، ليس تجاوزاً على الحكام ، بل لما يملكه هؤلاء من الحكمة
والوسطية ولكونهم صلة الوصل التي تتواصل الشعوب بحكامها ، وهؤلاء العلماء الأجلاء
أيضاً لم يخرجوا عن السياق العام للعمل الجماعي العربي والإسلامي ، ولذلك وجدنا
التداعي العربي بالخطوات المتسارعة التي لاتحتمل التأخير لإنقاذ الشعب السوري من
المذابح بعد تدخل حزب الشيطان ومن وراءه من العصابات الطائفية الهجينة التي وفدت من
أفغانستان وباكستان والعراق وإيران بأمر الخامنئي اللعين الى سورية ، ليكون لها شرف
قتل السوريين قُربى الى الله كما يزعمون عند قتلهم للسنّة الكفار على موائد الحسين
رضي الله عنه البريء منهم ومن أفعالهم ليوم الدين ، وحاشا لهؤلاء أن يكون من
المسلمين وقد وفدوا لنصرة الظالم المُستبد المتأله السفاح السافاك بشار الأسد
العلماني البعثي الذي هو بمفهومهم من أكفر الكفار ، ليكشف عن كذبهم وزيف مايدعون من
نصرتهم لله ، أو انتسابهم له سبحانه وتعالى ، وبراءة الدين منهم ، فلم يكن تحالفهم
مع طاغوت الشام إلا على أساس مذهبي متطرف مقيت ، وهم الأعلم بإجرامه وإجرام أبيه
الملعونة روحه ، حيث على زمن الطاغوت الأب أُخرج الملايين من السوريين من سورية
بغير حق لم يأبه بحالهم وتُركوا في العراء عدا عن المذابح التي أقامها وآلاف
المُعتقلين ممن قُتلوا ، واليوم ابنه السفاح فعل أضعاف مافعله أبوه بتهجير الملايين
وقتل وجرح مئات الآلاف وتدمير المدن وانتهاك الأعراض ، دون أن يهتز جفن لبني فارس
وأداتهم حسن نصر اللات ، وألان هم يقفوا مشاركين السفاح في قتل الشعب السوري ،
لتكون آخر فتاوي قيادي حزب الشيطان تحرير الحرمين الشريفين من يد الكفّار ، فمن هو
التكفيري ؟ والجميع يعلم بعدم وجود أي فكر متشدد في سورية ، بينما هم تحت هذا
الادعاء يبتلعون الدول العربية والإسلامية ، وينشرون مخالبهم في كل الأصقاع خدمة
لمشروعهم الصفوي الفارسي التوسعي البغيض
ولقد كان مؤتمر علماء
الأمّة الحد الفاصل مابين التقاعس والجدية واستنهاض الهمم ، إذ دعوا الى إعلان
الجهاد في سورية ، وتقديم الأفعال على الأقوال ، وبدء النزول الى الأرض السورية
لتقديم كل الامكانات لنصرة الشعب السوري ، لنرى
دول عديدة تهتز فرائضها للنصرة ومنها السعودية بقائدها خادم الحرمين الشريفين الذي
كان من أول من رفع شأن القضية السورية ، ومثله أمير قطر الذي
لم يتوانى أن يكون من أهم مناصري ثورات الربيع العربي وعلى رأسهم الثورة السورية ، وكذلك
مصر التي أعلن رئيسها بكل فخر واعتزاز وتأييد كبير من الشارع السوري قطع علاقات
بلاده مع النظام السوري وإغلاق وكر الإجرام الأسدي في القاهرة بما يُسمى بالسفارة ،
وطرد قنصلها وسحب قنصل مصر بما يُلبي أمال وطموحات الشعب المصري العزيز ، في خطاب
بمهرجان الأمّة المصرية لدعم الشعب السوري ، متقدماً
كثيراً على المعارضة المصرية التي لازالت متأخرة عن الركب ،
لأننا في الثورة السورية كنّا نأخذ على الحكومة المصرية والمعارضة على السواء على
إدارتهم الظهر للقضية السورية ، لنجد من بعض أطراف المعارضة المصرية موقفاً متخاذلا
ليس له مايُبرره سوى رفضهم لتحمل مسؤولياتهم ، وبغض النظر عن خلافهم مع الرئاسة
المصرية الذي وضعوه حجّة لتواطئهم ، ولئن هاجمنا في السابق الطرفين الحكومي
والمعارضة ، فإننا لانتوانى عن مهاجمة وكشف كل الأقنعة التي تتلطى وراء أعذار
ومبررات تُعارض رغبات الشعب المصري وثورته ، ومنهم
من سخر من خطاب الرئيس بالشأن السوري ممن قال الحمد لله لقد حررنا فلسطين وداخلين
على سورية مستهزئا هذا الصعلوك ومن وراءه بتضحيات الشعبين العظيمين ، لنؤكد بأن
ثورتنا العظيمة لن تتسامح في يوم من الأيام مع هذه الوجوه الكالحة ، ولا الشعب
المصري يتسامح مع هذه النكرات ،ولنؤكد بأن خطاب الرئيس كان مهماً في دعم صمود الشعب
السوري ،
وخطوة مهمة نحو دعم تسليح الثوار وإرسال المقاتلين النوعيين ناهيك عمّا يوحي إليه
من تشكيل جيش عربي كقوات ردع على شاكلة قوات الردع بلبنان المشروعة ، والتي كانت
مشاركة فيها سورية فيما سبق بمعنى لها الشرعية الكاملة رغم أنف بني فارس والروس وأي
معترض ، وهذا لن يتحقق إلا بمؤتمر قمّة كان قد دعى اليه الرئيس مرسي ، ونتوقع أن
يتم الاستجابة إليه على نطاق واسع
تعقيب على إغلاق السفارة
السورية في القاهرة
قلت ان
الثورة السورية تبارك هذه الخطوة الميمونة ، في نفس الوقت الذي تطالب فيه الحكومة
المصرية بتسليمها الى الائتلاف الوطني السوري والاعتراف بأختامه ووثائقه ، ومساعدته
على طبع الوثائق والجوازات الرسمية بما يُعبّر عن الدولة السورية الحرّة ، أو إيجاد
جوازات مؤقتة حيث مررنا بمثل هكذا مرحلة في السابق عندما كان نظام العصابات الأسدية
يمنع مئات الألاف من السوريين في الحصول على وثائق ، حيث كان للمعارضة مطابع خاصة
بهذا الخصوص ، لتكون مصر الرائدة في الدفع بالقضية السورية الى الأمام ، وليبارك
الله في كل همّة تعمل لصالح الشعب السوري ، وإن ثورتنا ماضية في تحقيق أهدافها
بالحرية والكرامة ، وشعبنا السوري المنتصر قريباً بإذن الله وليخسأ المبطلون
مؤمن كويفاتية يُعلن عن
استعداده للمشاركة في ادارة سفارة سورية الحرة
بكل
عزيمة وتصميم أعلن عن استعدادي للعمل داخل سفارة سورية الحرة والكرامة وذلك لتسهيل
معاملات المواطنين ، للعلم أنّي كنت أحد الأسباب التي سارعت في إغلاق الوكر بعد
محاولة شبيحة عصابات آل الأسد باختطافي والإعتداء علي بالضرب والركل وعصي الكهرباء
، مما سبب لي رضوضا كبيرة في جسمي ، ولم أستطع الحراك لمدة ثلاثة أيام ، وكان ذلك
بسبب دفاعي عن المواطنين السورين ، ورقضي لإهانتهم ببقائهم تحت الشمس الحارقة
لساعات طوال ، وأحياناً لأيام عديدة ، من باب خير من استأجرت القوي الأمين