مشانق للإسلاميين ؟
أ.د. حلمي محمد القاعود
كان الإعلامي إياه يجهر بأعلي صوته شامتا وسعيدا بضرب ناشط إسلامي وإسالة دمه, أمام وزارة الثقافة التي اقتحمها متظاهرون رافضون لفكرة مقاومة الفساد, واستعادة الوزارة من الفصيل الذي سرقها.
وقال بالفم المليان: تسلم إيدك يا.. لولا البوليس كان اتقطع إلي لانشون وشاورمة, وعقب ناشط بأن ضرب مؤيدي وزير الثقافة أمر قانوني, وقالت ممثلة للضحية: مبروك يا دبدوب العلقة..!
هذه لقطة سريعة من أحداث الثلاثاء الماضي أمام وزارة الثقافة المحتلة, تشير إلي طبيعة ما يجري بمعرفة فصيل رافض لثقافة الأمة وحريتها وثورتها التي تؤصل للديمقراطية والمساواة والكرامة.
ما جري بالوزارة عده بعضهم تجربة( بروفة) لما سيحدث يوم6/30 القادم, من مظاهرات تسعي لتغيير النظام الشرعي بالقوة, واستشهدوا علي ذلك بمجموعة قرائن تغذيها جهود خارجية وداخلية تعمل من خلال مخابرات وسفارات وقوي سياسية وحزبية وطائفية وإعلامية وصحفية وأمنية, بغية استئصال الثورة والفكرة الاسلامية, وإعادة الحكم الاستبدادي الذي ظل ستين عاما مهيمنا ومسيطرا بقوانين الطوارئ والمحاكم الاستثنائية وأمن الدولة والجلادين والمعتقلات والسجون.
علي سبيل المثال هناك من دعا أمام شاشات التليفزيون إلي اجتماعات قبل وعقب6/30 لبحث الوضع بعد سقوط النظام الشرعي. وهناك الخطط التي أعلنتها فرق البلاك بلوك, فقد قال أحدهم: قررنا أن ننزل بكامل قوتنا لإخلاء محيط القصر( يقصد الاتحادية).., وأكد المذكور أن هناك مفاجآت كبيرة يجري التشاور عليها الآن, من بينها التمركز في مواقع سيادية بالدولة لتتوقف تماما حتي رحيل النظام. وهناك موقف وزارة الداخلية التي أعلنت أنها لن تشارك في حماية القصر الجمهوري, وستكتفي بحماية الأماكن العامة وهوتصريح واضح لمن يريد أن يقتحم القصر أو يسقط الرئيس والنظام..
معني ذلك أن إنهاء الثورة صار أمرا متوقعا, وأن عودة النظام البائد بوجوه جديدة مسألة وقت, وأن إقامة المشانق التي لن تفرق بين سلفي وإخواني وجهادي ومستقل- كما وعد بعضهم- أمر منتظر! تري هل يسمح الشعب بذلك ؟