قتل سلمو: هل كان عفوياً أم أن السيناريو كتب مسبقاً
قتل سلمو:
هل كان عفوياً أم أن السيناريو كتب مسبقاً
محمد إقبال بلو
(ابني مو إرهابي ولا جبهة نصرة ولاشي) عبارة قالتها أم الطفل الشهيد سلمو الذي قتل برصاص مسلحين مجهولين في منطقة الشعار بحلب أول أمس , وهي العبارة التي بنى عليها البعض من ناشطي الفيسبوك تبرئة جبهة النصرة والجماعات السلفية الموجودة في حلب من هذه الجريمة ورأوا فيها اتهاماً للنظام من قبل والدة الطفل المقتول.
فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتلة ينتمون للهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية في الشام والعراق، وهي لا تمت بصلة للهيئة الشرعية الموجودة في حلب.
خالد خالوصي أحد الناشطين الإعلاميين وابن المنطقة يرى أن النظام وراء هذه الحادثة وهدفه إظهار الكتائب الإسلامية على أنها منظمات إرهابية تقتل الأطفال , يقول خالد: أخبرني أحد أصدقائي الذين كانوا موجودين وقت الحادث أن الموضوع بدا وكأنه مرتباً بالكامل , فالسيارة لم تصل صدفة ليسمع من فيها الطفل يتلفظ بعبارته التي اعتبروها ردة عن الإسلام (إذا بيجي محمد ما بديّن) بل ما بدا له أن السيارة موجودة قبل هذا الحوار وكأن الأمر مرتب له لحدوث هذا النقاش بين الطفل بائع القهوة وأحد الزبائن المفترضين الذي يعتقد صديقي أنه جزء من القصة وقد يكون مدفوعاً لصنع النقاش مع الطفل .
يرى الخالوصي أن ما حدث مرتب له بشكل جيد والهدف كله تشويه سمعة الكتائب الإسلامية وإظهار المناطق المحررة على أنها مناطق تعمها الفوضى ولا يستطيع الجيش الحر أو المجلس القضائي أو الهيئة الشرعية ضبط الأمور فيها , وهكذا يظهر المقاتلون الذين يحاربون النظام أما المجتمع الدولي بل أمام المواطنين أيضاً على أنهم إرهابيين متطرفين لا يصلحون لإدارة المناطق المحررة التي كانت تنعم بالأمان أيام النظام كما يزعم البعض.
وكيف للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن يحدد هوية القاتل إذا لم يستطع أحد حتى الآن تحديد ذلك وحتى أن والد الطفل ووالدته اتهموا مجموعة مسلحة ولم يوضحوا شكهم بأية جهة.
عمار النبهان ابن المنطقة نفسها اكد ما جاء به الخالوصي فقال: لو فكرنا بتسلسل الأحداث بشكل جيد , وخاصة أخذ الطفل بالسيارة السوداء وجلده في مكان ما ومن ثم إعادته إلى نفس الموقع , فلو كان الهدف قتله لأنه برأيهم كافر كانوا سيقتلونه في أي مكان ويرمون جثته , هم أرادوا أن يوجهوا رسالة إلى الشعب الحلبي مفادها أنكم قد تحررتم من سيطرة النظام ليأتيكم من يتحكم بكم ويظلمكم ويقتل أبناءكم دون أن تستطيعوا أن تنبسوا بحرف فالكل سمع كيف أن العشرات كانوا موجودين لحظة قتل الصبي ولم يتجرأ واحد منهم على التدخل , ثم إن وضعية القميص على وجه الطفل التي أكدها الشهود وتحدثت عنها الأم هي نفس الوضعية التي نجد فيها جثث المعتقلين الذين يقتلون في الأفرع الأمنية ويرمون في الشوارع.
ثم إن الأم قالت أنها كانت واقفة على الشرفة ورأتهم كيف قتلوا ابنها فأخبرت الأب بذلك وقد قطع صلاته ونزل إلى الشارع لتطلق الرصاصة الثالثة على الطفل عند وصوله ومن ثم يمضون بسيارتهم , تعود الأم لتقول أن من بينهم شخص حلبي وقال لهم كلمة (عيفو) وأنها لن تنسى وجوههم وتعرفهم لو رأتهم , وأرى أن كلام الأم غير دقيق وقد يكون السبب حالة التشويش نتيجة صدمتها بمقتل ابنها فهل من المعقول أن يكون الفارق بين الطلقة الأولى وبين الثالثة هو الزمن الذي سمح لها بإبلاغ الأب وقطعه لصلاته ونزوله إلى الشارع , وكيف رأت وجوههم بشكل جيد يجعلها تحفظها وسمعت صوت السائق الحلبي يقول لهم تلك الكلمة وهي على الشرفة.
يضيف عمار: لو كانت أية واحدة من الهيئات الشرعية الموجودة هي من نفذت الإعدام لحاكمته قبل ذلك وأصدرت الحكم بشكل واضح وببيان صريح لها , لكن الأسلوب الذي تمت به هذه الجريمة يدل أن الأمر وراءه شيء من الغموض الذي يجب البحث فيه بشكل جيد وعدم التسرع في إصدار الأحكام , لاسيما أن ما حدث بعد ذلك من الضجة الإعلامية الكبيرة ومباشرة بعد الحادث يشبه ما يحدث بعد تفجيرات النظام حيث يكون الإعلام جاهزاً مع الحدث وأحياناً قبله , يذبح عشرات الأطفال يومياً من قبل النظام وأعوانه في سورية ولا نجد من يهتم بذلك .
وقد أصدرت الهيئة الشرعية بحلب بياناً حول الموضوع جاء فيه: تعلن الهيئة الشَّرعية بحلب أنَّها غير مسؤولة عن الحادثة الَّتي حصلت يوم أمس بحيِّ الشعار , وأنَّ من قام بهذا العمل غير تابع للهيئة الشَّرعية , ونؤكد أننا سنبذل قصارى جهدنا لمعرفة الفاعل ومحاسبته.
أما المهندس حامد درويش يرى أن هذه الحادثة أخطر ما يمكن أن يحدث في المناطق المحررة , وإن تفشت هذه العلل لخسرنا ثورتنا كلها ولذهبت دماء الشهداء هباء , يقول درويش: نحن لسنا ضد الإسلام أو الإسلاميين , لكن ما حصل واضح وهو جريمة قتل طفل عمره أربعة عشر عاماً , والقاتل معروف وقد رآه الناس الموجودون جميعهم , إنهم رجال يبدو عليهم أنهم من أصحاب الفكر المتشدد ويتحدثون اللغة العربية الفصحى وهذا يدل على أنهم ليسوا سوريين , وهذا خطؤنا منذ البداية وكان يجب علينا أن لا نسمح للفكر المتشدد بالدخول بيننا , نحن شعب وسطي , يمارس كل حياته الدينية باعتدال ولا يكفر أحداً , والمؤسف أن هؤلاء أيضاً أصبح لديهم منحبكجية مثل جماعة النظام , كفانا خداعاً لأنفسنا , واتهاماً للنظام بكل ما يحدث , فالكل يعرف وجود جماعة الدولة الإسلامية في الشعار ويخشاهم أيضاً , كلنا اشتركنا في قتل محمد قطاع , عندما سمحنا لهؤلاء ان يتحكموا بنا , واليوم أرسلوا لنا جميعاً رسالة هامة مفادها أننا سنحكمكم بفكرنا وتطرفنا ومن يعترض فإن مصيره هو مصير سلمو نفسه وهذا ما جعلهم يعيدونه إلى حيه ليتم قتله أمام الجميع علانية , هذا تحدٍ منهم وتوضيح لنا بأنهم مصدر الحكم والقوة.
فيما نقل عن الشيخ إبراهيم عبد الله السلقيني حول مقتل الطفل محمد قطاع في حلب ما يلي:
انتشر بشكل كبير خبر قتل الطفل ذو 15 ربيعاً في حي الشعار.
وفيما يلي أحكام تلك المسألة:
-العبارة المنسوبة للطفل ليس فيها كفر ، فقد ينزل محمد صلى الله عليه وسلم وقد يصعد ، كما سينزل عيسى عليه السلام.
-لا يحق لهم تنفيذ القتل بسبب الردة إلا بأمر من الحاكم وفي هذه الحالة لابد أن يكون هناك حاكم لحلب كلها على الأقل.
-يجب أن يكون في الحادثة شهود غير القاضي والمنفذين
-الردة تجب فيها اﻻستتابة يوماً كاملاً ، وفي رواية 3 أيام ، فإذا تاب ﻻ يقتل
-قاتل الطفل يستوجب القصاص ولو كانوا كتيبة كاملة ، وﻻ يعذرون بجهلهم في سفك الدماء
-إذا لم يكن الطفل بالغا يستوجب القتلة حد الحرابة.