يكفيك يا مرسي وارحل عنا

يكفيك يا مرسي وارحل عنا

عزة مختار

[email protected]

نعم ..................

ارحل في ظل تلك الظروف التي يمر بها الوطن الذي ظلمه أهله فاعتاد صوت الجلاد والفاسد ومصاص الدماء . وأصبح صوت المخلص فيه غريبا .

ارحل يا ريس فيكفيك أن أسقطت جهاز أمن الدولة الذي جثم علي صدور المصريين سنوات ثقال كان لهم الرعب والإرهاب وكتم الأنفاس وها هو يعاديك وينتقم من الشعب بسببك بإشعال الحرائق وصناعة الأزمات واحدة تلو الأخرى ،

يكفيك أن غيرت مسار جيش مصر وجعلته للمهمة السامية في حماية البلاد وتقوية تلك المؤسسة العسكرية فأغضبت من كانوا يريدونه جيشا حاكما مشغولا بأمور السياسة وحدها متناسيا ما يحدث علي حدودنا الشرقية من بني صهيون وموجها جام قوته لصدور المصريين وحدهم

يكفيك يا مرسي أن تفكر في تنمية محور قناة السويس وتنمية الصحراء الغربية وتنمية سيناء تلك المشاريع العملاقة التي تنقل مصر إلي مصاف الدول الغنية فتغضب دول أخري فتقاطعنا اقتصاديا وتفرض علينا حصارا مفتوحا بسبب تفكيرك .

يكفيك يا مرسي أن تبدأ بإصلاح ما أفسدوه في حقب متتالية من عزل مصر عن إخوانها العرب والمسلمين وتسافر هنا وهناك لإعادة المكانة التي تستحقها مصر في الريادة والقيادة وتحمل مسئوليتها التاريخية تجاه الأشقاء .

يكفيك يا مرسي أن تكون كرامة المواطن عندك في المقام الأول فيتجرأ السفهاء عليك وعلي كل ما تقدمه من انجازات كل يوم .

يكفيك يا مرسي صبرا فقد سأمنا الصبر ولترحل بصبرك ودع مجالا لحاكم يحكمنا بالعصا والنار فقد اعتادت نفوسنا ذلك ، وأصبح من الصعب قيادتنا إلا بالحديد .

ارحل وكفاك إصلاحا وبناءا فقد جررت علينا البلاء بآمالك وأعمالك ، نحن لا نملك الصبر والأمل في الغد مثلك  .

يكفيك يا مرسي من شعب غفر لجلاديه ضياع سيناء والسودان وعشرات الآلاف من خيرة  أبناء هذه الأرض وأبنائهم علي ترابها السليب  بلا ذنب سوي أنهم صدقوا الطاغوت الذي سجن الشرفاء وأطلق العنان لعصابات تنهش لحوم البشر فانهزم جيش خلي من قائد شريف ، وغفر الشعب ونسي النكبة الكبرى ، واليوم يحمل خيبة رئيس مغتصب لرئيس منتخب .

يكفيك من نخبة تحاسبك اليوم علي مقتل الجنود ، وإهدار الكرامة  وضياع الأرض ومساحات شاسعة من الفراغ من كتائب حرة تحمينا علي حدودنا مع العدو الأول لنا ، غفرت تلك النخبة لصاحب اتفاقية العار مع العدو ، تلك الاتفاقية المكبلة لانطلاقة مصر نحو الريادة لمن حولها والسيادة علي أرضها ، واليوم تحملك تلك النخبة خطايا الأنظمة الفاشلة .

غفر الإعلام لطاغية أكبر ، خلعه الشعب في ثمانية عشر يوما ، وما فعله بالشعب ما زال حاضرا نعانيه كل يوم ، من فقر ومرض وجهل وفساد متجذر ومنتشر حتى أصبحنا نتحدث في دولة فساد لا فساد دولة ، وكأن الأصل كان فيها هو الفساد ، نظام عزلنا عن دورنا وانتماءنا ومهمتنا في الحياة ، نظلم نأي بنا عن مصلحة مصر العليا وتحرك بالبلاد كلها في اتجاه مصالحه هو ، فكان خادما أمينا لأسياده في تل أبيب والبيت الأبيض ، حتى بكت عليه إسرائيل ، أضاع أفريقيا ، واليوم يحاسبونك علي سدود بنيت علي عينه ، يتهمونك أنت ثم هم يسبحون بحمده ويتغنون بعظمته ، ولم لا وهو ولي نعمتهم وسبب ثرائهم الفاحش بأبواب الفساد والفحش والعري التي فتحوها علي شعب لا حول له ولا اختيار في إعلام العار الذي يديرونه ويتلقون فيها المليارات من الداخل والخارج ليسقطوك ، خوفا من طهر تدعو له ، ولا عيش لهم في ظله ، فهم كالخفافيش لا يستطيعون العيش إلا في الظلام .

ارحل عنا فمنا من لا يستحقك رئيسا وقد عشقوا حياة العبيد ، لا يحركهم إلا العصا .

ارحل أيا الرئيس ويكفيك منا ما نلته من إهانات لا يحتملها بشر عادي ، فما بالك برئيس يحكم شعبا .

ارحل يا ريس وكفاك صبرا ، وكفاك منا ما نالك .