في ذكرى نكبة فلسطين الحبيبة .. آلام وآمال

في ذكرى نكبة فلسطين الحبيبة ..

آلام وآمال

بدر محمد بدر

[email protected]

لا يمكن أن تنسينا الأحداث التي تمر بها مصرنا الحبيبة، مهما كانت درجة سخونتها، القضايا الكبرى في حياتنا كأمة عربية إسلامية، وعلى رأس هذه القضايا الكبرى تتربع القضية الفلسطينية، بما تحمله من آلام وآمال لتحرير الأرض المغتصبة، ورد الكرامة المسلوبة، وإعادة الحق لأصحابه.  

ويوم الأربعاء الماضي حلت الذكرى الخامسة والستين لاحتلال أرض فلسطين الحبيبة، وإعلان قيام الكيان الصهيوني الغاصب، في واحدة من أقسى لحظات الزمن التي مرت بها الأمة في تاريخا الطويل، وهناك مجموعة من الحقائق أرجو أن يتأملها شبابنا جيدا، ومنها:

1.  أن زرع الكيان الصهيوني الغاصب في أرض فلسطين كان حلا غربيا لمشكلة اليهود في أوروبا، والتخلص منهم عن طريق صنع مشكلة للبلاد العربية والإسلامية، تستنزف طاقتها وتمزق وحدتها وتهدر ثرواتها لسنوات طويلة، ولم يكن أبدا وجود الصهاينة في فلسطين لأسباب دينية، وهذا ثابت بوضوح في كتب التاريخ.

2.  أن بريطانيا تتحمل، تاريخيا وسياسيا وأخلاقيا بشكل كامل، كل تداعيات تلك الجريمة النكراء، منذ وعد بلفور 1917، وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين منذ بدايات القرن العشرين، ثم الترتيب لغرس هذا الكيان الغاصب، وصولا إلى دعمه وحمايته منذ اللحظات الأولى للإعلان عنه، ثم تأتي بعدها الولايات المتحدة الأمريكية في مد هذا الكيان الغاصب بكل أسباب الحياة والبقاء.

3.  أن اليهود الصهاينة ليس لهم أي حق ديني أو تاريخي في أرض فلسطين على الإطلاق، وأن هؤلاء ينتمون إلى 112 دولة ويتكلمون 87 لغة أصلية غير العبرية!، وأن ما يجري هو استمرار لغطرسة القوة والإرهاب والعنف من قبل الاحتلال العنصري المدعوم غربيا، ويوم أن تقوى أمتنا العربية والإسلامية، معنويا وماديا، سوف تتحرر أرض فلسطين، وهو قريب جدا بإذن الله.

4.  أن الشعب الفلسطيني الصامد تنبه منذ السنوات الأولى لخطر الهجرة الصهيونية إلى بلاده، وبدأ في مقاومتها سلميا وعسكريا، في ضوء إمكاناته وقدراته وطاقاته، وأنه قدم في سبيل ذلك، ولا يزال، الكثير من الشهداء والجرحى، وأن علماء المسلمين أصدروا فتاوى في وقت مبكر بحرمة بيع الأراضي الفلسطينية للعصابات الصهيونية، وأن من باعوا أرضهم تحت تهديد السلاح لم تزد نسبتهم عن 2% من أبناء فلسطين.

5.  أننا لا نحارب اليهود بصفتهم يهودا، فقد عاشوا في بلادنا العربية والإسلامية قرونا عديدة، ولا يزالون، دون تمييز أو ظلم، بل احتضنتهم وآوتهم بلادنا وأمتنا، عندما تم اضطهادهم في أوروبا، ولولا العرب والمسلمين لما وجدنا يهودا في العالم الآن، ولكننا نحارب ونقاوم الاحتلال الصهيوني العنصري، الذي اغتصب أرضنا ودنس مقدساتنا وقتل نساءنا وشيوخنا وأطفالنا.

6.  أن حركة التاريخ تؤكد أن الاحتلال، أي احتلال، لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وأن الأمم والشعوب يمكن أن تضعف أو تنهزم مرة أو مرات، ولكنها يوما ما سوف تسترد أرضها وكرامتها، بعد أن تمتلك قرارها وإرادتها، وأن غطرسة القوة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، مثلما أن الضعف والوهن لا يمكن أن يدوم للأبد، والكيان الغاصب هو آخر صور الاحتلال البغيض في العصر الحديث.

أن دماء الجرحى والشهداء الأبطال التي روت أرض فلسطين، لا يمكن أن تضيع هدرا، بل أنبتت نفوسا أبية ورجالا صامدين، يتحرقون شوقا لتحرير الأرض وتحقيق النصر واسترداد الكرامة، وبعد ثورات الربيع العربي، وخصوصا ثورة مصر، بات الحلم أقرب إلى الحقيقة، والأمل أصبح قاب قوسين أو أدنى، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".