كارت إرهاب لمعالي الوزير!
كارت إرهاب لمعالي الوزير!
أ.د. حلمي محمد القاعود
مع إعلان اسم وزير الثقافة الجديد, قامت قيامة الحظيرة الثقافية وأعلنت غضبا مشتعلا, ووجهت بيانا صارخا بمثابة كارت إرهاب لمعالي الوزير الجديد; يرفض تعيينه وينتقص من قدره ومن خبرته.
مع وقفة احتجاجية بسبب اختياره وزيرا للوزارة, وردد مسئول في الوزارة مثلا شعبيا غير لائق في مجال تعليقه علي قول الوزير إنه سيقوم بتطهير الوزارة من الفساد, وأعلن مسئول آخر أنه في بيته حتي يتم استدعاؤه محتجا علي تغيير اسم مكتبة الأسرة إلي مكتبة الثورة, وصاحب ذلك احتجاج بعض العمال والموظفين للسبب ذاته. ومن المتوقع أن تمتد الاحتجاجات إلي قطاعات أخري ومسئولين آخرين لأن الوزير الجديد يريد أن يؤسس علي نظافة وطهارة فيما يبدو.
لا أعرف الوزير الجديد ولم أسمع عنه من قبل, ولكن القوم في حملة التشهير قالوا إنه كان يدعو لهدم التماثيل, وهي تهمة لوصحت لأقامت الدنيا ولم تقعدها في حينه ولاشتهر الرجل بين الأمم, وواضح أن ذلك لم يحدث.
وزارة الثقافة فاسدة, وفسادها مزمن, وخاصة ما يتعلق بالفساد المعنوي الذي يتعلق بهوية الأمة, والوزير يواجه فريقا توارثها علي مدي ستين عاما وأصل فيها للفساد وجذره في الأعماق, ولا شك أن المستفيدين من هذا الفساد سيدافعون عنه بكل ما يملكون. فهناك المهارج والمؤتمرات والندوات والتفرغ واللجان والجوائز والنشر والصناديق والأجهزة والقطاعات التي تدعي جميعها أنها تخدم الثقافة والإبداع, وهي في حقيقة الأمر تخدم جيوبها لتكون أكثر انتفاخا وامتلاء.
طالبت مرارا بتفكيك الوزارة, واستقلال وحداتها المفيدة: دار الكتب والوثائق المركز القومي للترجمة مركز تحقيق التراث هيئة الكتاب الأوبرا أكاديمية الفنون, وإلغاء وحدات تأليف القلوب وجذب الأنصار وإهدار الأموال مثل التفرغ وقصور الثقافة والمؤتمرات والندوات والجوائز والمهارج التي لاتنقطع. ولكن الوزارة مستمرة, والفساد باق, وكارت الإرهاب قد يدفع الوزير إلي الاستسلام أو الهروب, مالم يكن من أولي العزم, الذين يواجهون بقوة, ويعيد تجربة وزير التموين في وزارة الثقافة, فيعيدها من أيدي خاطفيها الحظائريين إلي جموع الشعب المصري بكل ألوانه وأطيافه.