المعجم المطلوب والمرشد المرغوب في سبر الخفايا وستر العيوب
المعجم المطلوب والمرشد المرغوب
في سبر الخفايا وستر العيوب
د. مراد آغا
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الرحمة دائما لشهداء بلاد الشام والأمة أجمعين آمين
يروى أن أحد اخوتنا من معشر المهاجرين والمهجرين والطافشين والفاركينها ومن السائرين في رحابها والمقلبين في مناكبها وكان اسمه البديع عبد السميع وعلشان الحبايب عبدو هات زبون وشوف اللي بعدو وكان أخونا عصاميا وصبورا والمعيا يعني ذكيا وفلهويا فكان وبالرغم من فقره الشديد وعوزه المديد يدعوا الجميع الى الصبر صبحا وظهرا وعصر عسى أن يتحول الواقع المر وبفعل الاعجاز والسحر الى مستقبل مشرق ورخاء مبرق وعليه كان اخونا خدوما وخادما للجميع وحبوبا ووديع ومطيعا مستمعا وسميع وكان اسما على مسمى يعني عبد السميع عبدو الهمنا الله الصبر من عندك لعندو
تدور الايام وتتوالى الأعوام ويتطاير الزمن من الخلف ويتسحلب من الأمام فيتحول أخونا وببركات وكرم الحي القادر الى رجل مقتدر وقادرلكن ماحققه الرجل كان في طي الكتمان والسر حيث كان وتيمنا بالحديث الشريف يمشي على مبدأ واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان خوفا من حسد فلان وبصبصات علتان ونفاق عليلان وقرصات فليلان
وفي أحد الايام ومن باب المداعبة قام أخونا عبد السميع أو عبدو كحل لهالزبون وشوف اللي بعدو قام بتجربة أحد اصدقائه الاثرياء ممن لم يعرفوا شيئا عن تبدل حال وأحوال اخونا عبدو الطيبة وثروته الكبيرة والتي كانت تعادل اضعافا مضاعفة صديقه الذي قام بزيارته لابسا وكعادته ملابسا متواضعة وبسيطة تحميه عادة من عيون الحساد والبصاصة والأوغاد من المصاصة من باب وكتاب صيت فقر ولاصيت غنى وتسلملي قامتك ويبعتلك الهنا
طبعا كانت آخر مرة اجتمع فيها الصديقان معا منذ اكثر من 15 سنة تنطح سنة بعيدا عن ايام الفقر والتعتير والمسكنة وصولا الى ايام العز والرز والسلطنة
طبعا في البداية لم يعرف أو يتعرف الصديق الثري الظاهر على صديقه الثري المستتر على الأقل بعدما رشقه بنظرة سريعة عرف من ملابسه انه نفر اقرب الى التسول منه الى صديقه البعيد والمنفصل عنه منذ زمن مديد
فماكان من صاحبنا الثري المستتر الا ان قام بتذكير صديقه الثري الظاهر وخليها مستورة ياعامر بأنه صديق الطفولة والمهجر ورفيق ذلك الزمان الأغبر والفقر المعتر فماكان من الأخير الا ان نظر اليه متعجبا وصافنا ومتهكما وقال له ..ايه وشو اخبارك اليوم
فأجابه الأول ..والله مستورة
طبعا كلمة مستورة ياقمورة والمستخدمة في بلاد الشام والرافدين والنيل تعني اجمالا وبصيغة عامة ومعممة أن الأمور بيد الله وقد تحتمل الربح أو الخسارة وخليها مستورة ياجارة
طبعا هناك من يعاني بصمت وبشقاء وكبت ويخشى أن تنفضح الحال فيستخدم ايضا كلمة مستورة كما فعلت تلك الحرمة الشطورة والتي كانت من القبح والبشاعة تخشى ان ترى صورتها منفردة او جماعة معلقة ولو على شماعة فقام أحدهم بمغازلتها بقوله ...ياقمر ..فأجابته بسرعة البرق ..أمر بالستر
طبعا عبارة مستورة ايضا يتم استخدامها وكما هو الحال في حالة اخونا الثري المستتر في حالات يراد بها درءا الأعين والحساد بعد تعليق ماتيسر من حجابات وأعين زرقاوات تقي صاحبنا جوقات المطبلين والمزمرين والنصابين والمنافقين والمحتالين والمختالين فيكون صاحبنا الزين في مأمن أمين من شرور هؤلاء أجمعين وخليها مستورة ياحسنين.
لذلك عندما سمع الثري الظاهر ماقاله صاحبه الثري المستتر وقارن بين قوله ونوعية لبسه وقيمة لباسه ومظهره وهندامه استنتج خاطئا أن صاحبه مازال على عهده ايام تركه في حالة فقر ونقر وفي حالة محنة يقوم بخلطها بأبواب في التزلف والمسكنة عل وعسى أن تفرز الحالة ماتيسر من مشاعر صداقة كامنة وأحاسيس ومشاعر مطمئنة وحنونة ومتحننة يقوم بها الثاني مثلا بمساعدة الاول أو على الاقل هذا ماخيل له ولمن حوله
وفجأة زار أخونا الثري الظاهر وفد من رجال الأعمال ليجتمعوا معا خلف مائدة المفاوضات وليلتهموا ماتيسر من حلوى ومصاصات ويبلعوا مايرمى في حلقهم من عصائر ومقبلات ليقفوا لاحقا على بازار الصفقة وليتقاسموا الحصة والرزقة بعد طج اليمين وعد البنكنوت والورقة
طبعا ماكان من صاحبنا هنا الا أن صافح صاحبه الثري المستتر والفقير ظاهرا بقوله ...ابقى خلينا نشوفك
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة
حكاية أخونا عبدو وكل من عانى قبله ومن بعدو هي حكاية انسانية بحتة قد تشير في ماتشير اليه الى ان نظرتنا الانسانية وخصوصا في ديارنا العربية هي نظرة ظاهرية وقشرية ودونية وخلفية بمعنى أننا ننظر دائما الى من هم في حالات ومراتب أدنى لكي نشعر بأننا في وضع أعلى الاقل ماديا بل وننظر الى الأمور بمفعول رجعي بمعنى ان صورة الانسان العصامي والفقير والبسيط والدرويش تبقى هي الوحيدة الراسخة في خيالنا بحيث نسترجعها ونقوم بتقليبها وفصفصتها ان رايناه وقد فارق حياة البؤس وأصبح من دون شك أو ادنى لبس في أعالي الصفوف ليس حبا فيه أوتشجيعا له لكن من باب التحقير والتصغير والدونية وهو بحد ذاته يدل على عقلية فردية وتأليهية تابى للآخرين التفوق بل يبقى النفر لوحده ذلك الاله الذي ينظر الى الخلق من فوق بالعافية أو بالزوق لأن العادات والتقاليد علمته أن من يبصق الى الأعلى سيعود اليه لعابه ليلاعب وجنته وأهدابه وهي حال من يبصقون الى الأعلى وعليه يفضلون عادة النظر وقذف لعابهم والاعيبهم باتجاه الاسفل من باب درء الفتن والمصائب وخلينا عسل وخلينا حبايب
لذلك فان مشهد المتابعين والمتتبعين والمتهكمين والضاحكين والساخرين والمتسهسكين والمقهقهين من ساعة ولادتهم الى يوم الحق المبين هو منظر غالب في ديار الله غالب شبعنا مصايب
نكساتنا ونكباتنا العربية اجمالا قد نتجت الى حد كبير نتيجة تغني الكبير والصغير والمقمط بالسرير بملاحم الماضي المجيد والكل مقعد ومشلول وقعيد ومنبطح ومبطوح وسعيد من العيد الى العيد في منظر أتباع ورقيق وعبيد ترى في تعاسة غيرها سعادة لها وفي شقاء من حولها بهجة ورخاء وتشفيا واستشفاء
ويكفينا مسخرة ومهزلة وملطشة وفشخرة اننا واموالنا العربية التي تضخ وتنفث وتبخ الى الخارج تستثمر عادة في مجالات شراء الكازينوهات والكباريهات والمطاعم والحانات والمحاشش والخمارات والفنادق واللوكندات والمضطجعات والمرتكيات والقناقات وفرق الكورة والطابات بمعنى أنها تصرف فقط لاغير على امور البسط والانفلاج والجلط يعني مؤسسات اصطهجوا حتى تنفلجوا وانبسطوا حتى تنجلطوا وحشش وخليك ريلاكس وابعت للدنيا فاكس
طبعا ان قارنا مايستثمره اليهود مثلا في مجالات الاعلام والصحة والبنوك والجامعات والمختبرات والمخابر العلمية والاسواق الطبية والدوائية يدل على أن هناك تنويعا وترشيدا ودقة كبيرتين في اختيار واختبار المجالات الاكثر نفعية ومردودية اقتصاديا
بل أن مانخشاه وهذا مايحصل ان الكثير من البنوك التي تتبع اليوم مايسمى بالاقتصاد الاسلامي يملك جزءا كبيرا من رأسمالاتها يهود مستترين تماما كحكاية أخونا الزين عبدو المتين بالع الثروة عالحدين.
نظرتنا الدونية الى الفقير حتى ولو أصبح غنيا من باب نظراتنا الطفولية والابوية التي تابى ان ترى الصغير وقد كبر بل وتعيق تقدم اي انسان في ديار العربان فالصغار يجب ان يبقو صغارا بحيث تغلق بل ويتفانى من يغلقون في وجههم الابوب في ملاحقتهم ومتابعتهم خوفا من أن تفتح ابواب اخرى في وجههم بلا نيلة وبلاخيبة وبلا غم
حكاية تكسير المقاديف او قصقصة المواهب أو اجمالا وضع القضبان بين العجلات وتثبيط الهمم والمهارات والقضاء على الآمال والطموحات هي مهن عربية خالصة مخلصة ومستخلصة من عادات قبيحة لمن اعتادوا فقط لاغير النظر الى الخلف بعد انبطاحهم في الصف ونومهم نومات أهل الكهف ممن لايعرفون من الدنيا الا الصاج والدبكة والدف والنغم بالف يعني عقول مسخرة وأفكار مهرهرة وفلهويات مشرشرة كوع من الأمام وخازوق من المؤخرة
نظرتنا الى العباد والأمم نظرة الكبير للقزم والآلهة للعدم وتضخيمنا ونفخنا الذاتي لانفسنا بشكل مبالغ فيه بعد أن نكسر للفقير مقاديفه وللطموح علومه ومشاريعه هي عادة خالصة من النوع العربي بالصلاة على النبي عرفها من هاجروا للدراسة والعمل في الخارج حيث وجدوا أن جميع غرف المكاتب والمكتبات والمخابر والمختبرات كانت مفتوحة واستعمال الادوات فيها متاحة ومسموحة بينما يغلق اصغر آذن أو فراش في ديارنا غرفته وماتبقى من حصيرته ومدته طوال فترة عمله وخدمته خشية على مايسمى بامانته وعهدته من الحرامية واللصوص والبصاصة والمصاصة بل وتغلق جميع المكاتب العمومية والخصوصية امام العامة والخاصة بشكل واضح وصريح بالضبة والاقفال والمفاتيح ايضا د رءا لشرور واشرار اللصوص الشطار والبصاصة الاشرار واللاعبين بالمستقبل والاقدار بحيث تلف وتلفلف عالمنا العربي المحتار الالغاز والاسرار بحيث لايعرف احد شيئا عن أحد بينما تتسلل المعلومات بلا نيلة وبلا نكد جمعة وسبتا وأحد عبر أجهزة الاعلام والتجسس الغربية التي تعرف وبدقة آنية وخبرات ذاتية وأجهزة فضائية وآلات سبر وتقنية مانخفيه تحت الكلسون وندسه تحت السلطانية والفيزون.
حقيقة اننا أمة تمشي وتنظر فقط لاغير الى الوراء وتعتقد ان في المصلحة ضربا من ضروب الذكاء والدهاء والذي اثبت وبكسر الهاء اننا معشر بلهاء ودعاة جهل وغباء نقف في طريق الطموح ونأبى علاج المجروح ومساعدة الطريح والمطروح والمشرد والمشلوح بل ونشجعه بعبق نفاق يفوح ونعيق مبحوح وبعيق مكبوح بأن يذهب ويغورويروح عن ديار المعتر والمطعوج والمفكوح وخليها مستورة ياممدوح
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لذلك ومن باب التذكير وبعيدا عن الفلهوية والتنظير في سيرة الكبير والصغير والمقمط بالسرير نقولها بعد دب النشوة وفرفشة الاسارير اننا ننصح كل من ضحك له الزمان وفرفح بان يبتعد عن الافصاح والتصريح بمالديه بل ويتعفف من حوله ومن حواليه بحيث لايعرف سره الحبيب من القريب والعدو من الغريب والحاسد المريب والمنافق المستغيب وهواة شمشمة الحصالة والحساب والجيب لأن عقدة النقص في عقول أهل الفاقة والنقص تلك العقول الفقيرة والتي تابى الخير لغيرها وتعشق رؤية الآخر فقيرا معوزا ودرويشا لاهيكلا ولاريشا بينما يصيبها الحنق والغضب والشرر لرؤية المعدم والفقير والمعتر ينجح وينتصر ويتقدم ويزدهر فيابى حينها عقلهم الصغير تقبله على حاله الجديد سيما وأن شكل وحالة وهيئة الميسور الجدي أو محدث النعمة ستصيب هؤلاء الحساد بالنقمة بل وقد يطالهم داء الفالج والشقيقة والنسمة لذلك فان معادلة أن يتذكر احدهم صاحبه مرهونا ومربوطا فقط لاغير بايام الفقر والحاجة بينما يسابق احدهم الفروج ويسبق الحجاجة عندما تكون له حاجة عند السيد الخواجة ليلعق ويمصمص ويرضع كل طرف وجزء وموضع في بدن وجسد السيد الحبوب مخرجا مالديه من ضعف وعيوب بينما يضرب بالحجارة والزلط والطوب كل نجيب وطموح وموهوب لانه يعتبره مطية له ومركوب في عالم عربي معطوب ومضروب ومشطوب يقزم من قيمته وذاته ويلهث خلف دعارته وملذاته فتحول ومن زمان وبلا نيلة وبلا حرج الى عالم من فئة الجوزتين بخرج عبارة عن لسان وبطن وفرج لاتعرف له مدخلا من مخرج يعني بالنهاية حالة فشخرة لامة ملطشة ومسخرة ترى الخازوق قادما فتدير المؤخرة
بالمختصر الى متى سنبقى ننظر فقط الى الخلف كأي حضارة متخلفة ومتأخرة نهوى سبر العورة والنظر الى المؤخرة نهوى أبواب الاستعراض والمنظرة والبهورة والفشخرة بينما تصيبنا العلل المنهمرة وآفات الشرذمة والبعثرة وداء الترنح والقهقرة تدخل الكرات المدورة في مرمانا والخوازيق في قفانا منتصبة ومكورة بعيدا عن الزيطة والزمبليطة والشوشرة
رحم الله عربان آخر زمان بعدما دخلت الحقوق ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.