نعم دخول حزب الله المعركة أمر خطير...
نعم دخول حزب الله المعركة أمر خطير...
عقاب يحيى
الثورة، بل البلد، تدخل منعرجاً خطيراً بإعلان حزب الله السافر المشاركة إلى جانب الطغمة في حربه الإبادية ضد شعبنا.. بواقع تشتت جهودنا وعدم الاتفاق على رؤية سياسية محددة تكون بوصلتنا ومرشدنا ومحطّ إجماعنا، ناهيك عن الوضع الدولي ومناقلاته، وحجم المراهنات عليه.. وموقع العامل الذاتي على الأرض، وفي توجهاتنا..
ـ نعم ليس جديداً أن نعلم بمشاركة حزب الله، ولا إيران.. فقد سبق لهما الإسهام المباشر في ذبح شعبنا ومناصرة الطغمة، لكن الإعلان عن ذلك، وبعد زيارة قام بها حسن نصر الله لإيران هو ما يستدعي التوقف، والتفكير بما يمكن عمله..
ـ الإعلان يعني، دون أن ننسى عراق نوري المالكي، أن تطوراً جديداً يدخل بشكل رسمي على ساحتنا، وأنهم قرروا الانتقال إلى مرحلة جديدة، خطيرة ستكون لها تداعياتها التي تتجاوز بلادنا إلى الإقليم والعالم .
ـ يريدون القضاء على الثورة. بل أكثر : إشعال وطننا بحرب مذهبية جهنمية، ولمَ لا إشعال المنطقة برمتها، وعلى أرضنا، وعلى حساب سورية البلد والدولة والشعب والمستقبل والوحدة الكيانية..ولن يهمهم نتائج ذلك في شيء إلا أن يحققوا مشروع إيران المعروف..
********
لكن السؤال الكبير : ماذا نحن فاعلون؟.. وكيف علينا مواجهة هذا التطور الخطير ؟؟؟..
هل نلجأ غلى الشتم والشكوى.. واستجداء المجتمع الدولي، أو تقديم شكوى للجامعة العربية ؟.. هل نعمل برد الفعل فيعلن البعض الجهاد ويقرع الطبول لحرب مذهبية ؟..
أم علينا أن نتحرك بوعي وففق خطة مدروسة تعتمد على كل ما نملك من قدرات، وما يمكن تجميعه، وعلى حركة سياسية هادفة ؟..
ـ كان يجب أن يقوم الإئتلاف بتشكيل وفد لزيارة لبنان يلتقي فيه مع رئيس الجمهورية والأحزاب الصديقة، والحيادية ويعمل على إثارة التداعيات المحتملة عن هذا التدخل السافر، وعن تعزيز الاتجاه المعارض له في الساحة اللبنانية، وسحب البساط من تحت أقدام الطائفيين..
لقد عجزنا عن تجميع وتفعيل قدراتنا الذاتية، واستنهاض الوطنية السورية عبر تأطير عملي لتكون استنادنا ودعامتنا في مواجهة التحديات من جهة، وانتزاع حق شعبنا من المجتمع الدولي من جهة ثانية، وفي صيانة القرار الوطني وفقاً لمنطق المصالح والتعاون مع الدول العربية والأجنبية ..
ـ اليوم نحن نحتاج أن نتكاتف، وأن نكون في خندق الوطن موحدين.. وأن تكون الثورة بين العيون.. وليس أي شيء آخر..
إن الوفاء للثورة يسلحنا بقدرة الانتصار مهما كانت القوى التي تقف مع الطغمة، ويزودنا بإمكانية الرد على مخططات الاقتتال الطائفي.. والوفاء يعني بداهة النهوض بمسؤولياتنا، وبرمجة قوانا ومهامنا الآن وليس الغد .